"صرخات أمام عيون وقحة" 3.. أطفال غزة يرسمون مأكولات بالصلصال ويتمنون تناولها فى الحقيقة.. الأطباء يعجزون عن علاج ميرا أحمد بسبب انهيار المنظومة الصحية.. رضع يتناولون العدس المسلوق بدلا من الحليب.. صور

<< الطفلة "منة الله" تتمنى تناول البسكويت ولا تجده
<<67 طفلا استشهدوا بسبب الجوع و650 أقل من الخامسة يواجهون خطر حقيقي
<< جود زعرب لا تجد سوى العدس لإطعام أطفالها الرضع بعد انقطاع الحليب وسوء التغذية
<< الطفل عبد الله أبو زرقة يصرخ من الجوع وأمه لا تستطيع إسكاته
<< 2483 عائلة أبيدت بشكل كامل من السجل المدني بواقع 7120 شهيدا
<< انقطاع الوقود عن المستشفيات يهدد حياة "ميرا"
<< 45 غرفة عمليات جراحية من أصل 312 غرفة تعمل ضمن إمكانيات محدودة
"صلصال على أشكال مأكولات معروفة في فلسطين رسمها أطفال يعيشون في حي الشجاعية لتصبرهم على حالة الجوع التي يعيشونها داخل غزة"، تلك هي الصورة التي نشرتها "سارة بهار"، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، لتكشف فيها حجم المجاعة التي وصلت لها الأسرة خاصة الأطفال مما دفعهم لرسم أشكال على شكل طعام تعودوا على تناوله قبل الحرب.
اقرأ أيضا:
علقت سارة بهار على تلك الصورة قائلة :"عمري بحياتي ما تخيلت نوصل لهيك مرحلة، مرحلة أنه نحلم بأكلة نظيفة أو حتى الأكل المعروف الذي في حياتنا ما تمنينا شئ إلا ويحضر أمامنا، طول عمره أبويا الله يرحمه كريم واللحوم والدجاج وكل انواع الطيور حاضرة ، والخضار والفواكه كان تأتي بالشنط، وكنا نذهب إلى السوبر ماركت وما نخلي شئ يعتب علينا، وحالياً نتمنى كل شئ لكن فعلياً ما في شئ والحمد لله على النعمة التي بين أيدينا، وصلنا لمرحلة أه بنات اخويا يشكلوا اللي نفسهم ياكلوه بعجينة الصلصال، رحمتك فينا يا رب".

أطفال يشكلون بالصلصال أطعمة يتمنون تناولها
وفي 14 يوليو، حذر كارل سكاو نائب المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى، من أن الوضع الإنسانى فى غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة من التدهور، حيث يعانى جميع سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائى، ويواجه نحو 500 ألف شخص خطر الجوع الشديد، وسط تقييد خطير لوصول المساعدات الإنسانية.
وبحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، فإن سوء التغذية يتفاقم، كما أن 90 ألف طفل الآن بحاجة ماسة للعلاج من سوء التغذية، وأن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص فى غزة يمضى أياما دون تناول أي طعام، حيث يقول نائب المدير التنفيذى للبرنامج، إن الاحتياجات الإنسانية أعلى من أى وقت مضى، والقدرة على الاستجابة والمساعدة مقيدة أكثر من أى وقت مضى، والناس يموتون الآن كل يوم وهم يحاولون الحصول على الطعام هو أوضح مثال على مدى يأس الوضع.
منة الله تتمنى تناول البسكويت ولا تجده وتشكل حلويات بالصلصال
تواصلنا مع "سارة بهار"، حول تلك الصورة التي نشرتها لأبناء أخيها، حيث كشفت القصة كاملة موضحة أن ابنة شقيقها " منّة الله" تبلغ من العمر أربعة أعوام، طوال الوقت تطلب أشياء بسيطة لكنها غير موجودة وبوضعنا الحالي في غزة تعتبر مستحيلة في ظل استمرار الحرب، حتى البسكويت لم يعد متوافر وإن توافر فسعره مرتفع للغاية.

حجم الدمار داخل غزة بسبب الحرب
وتضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :" منة الله اشترت بالصدفة عجينة صلصال وطلبت من أختها "نادين" عمل عدد من الحلوى، وتشكيل أشكال طعام الذي يتمنون تناوله، بحيث عندما تنتهى الحرب يجدون هذا الطعام غير المتوفر الآن، وبالفعل شكلوا مجموعة أطعمة مثل البرجر والبطاطا المقلية مع كاتشب وناجتس ، وحلويات مكرون وكوكيز وآيس كريم".
"هذه الأطعمة كانت موجودة قبل الحرب في البيت بشكل مستمر، ولكن الآن أصبح فقط محاولة شرائها أقرب للمستحيل"، هكذا تصف سارة بهار وضع المجاعة داخل القطاع، متابعة :" نحن من الممكن أن نصبر مع أن الطعام أبسط حقوقنا كإنسان طبيعي، لكن للأسف أصبح حلم وأمنيات بأن نأكل ونشبع، وأصبحنا نتناول مرة واحدة فقط وجبة الفطور، والصغار فعلياً لا يشبعون على الإطلاق، والسكريات غير موجودة في الوقت الذي يحتاج فيه الجسم طاقة، وأبسط حقوقنا صارت صعبة ومستحيلة، وأصبح حلم كل طفل بالقطاع تناول البسكويت"، متسائلة :" ما ذنب الأطفال أن يعيشون حياة ليست حياتهم بل حياة من هم أكبر منهم ويضطرون إلى تحمل أشياء لا يتحملها الكبار !".
ميرا أحمد تواجه الموت يوميا بسبب عجز المنظومة الصحية
على الجانب الأخر هناك ميرا أحمد، الطفلة الفلسطينية التي تسببت الحرب في كدمات شديدة برأسها جعلتها تتنس بصعوبة بالغة، يعجز أطباء غزة على علاجها بعد الإصابات البالغة التي منيت بها، في ظل النقص الحاد في الأكسجين والانقطاع المتكرر للمولدات في ظل انقطاع الكهرباء ومنع وصول الوقود.
استمرار نقص الأكسجين في مستشفيات القطاع تسبب في تليف في المخ، لتزداد معها أوضاع "ميرا" سوءا، ويعجز الأطباء على التدخل خوفا من أي تداعيات سلبية، تواجه الطفلة الموت كل يوم في ظل نقص المستلزمات الطبية والأشعة والتحاليل، ولم يعد أمام المنظومة الصحية خيارات كثيرة لإنقاذ حياتها.
وفي 5 يوليو الماضي، أكدت وزارة الصحة بغزة، أن أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات لا تزال تُراوح مكانها ضمن مؤشرات غير مسبوقة، لافتة إلى أن الأزمة تُفاقم من حالة الاستنزاف الشديدة للمنظومة الصحية وما تبقى من مستشفيات عاملة، كما أن استمرار الحلول المؤقتة والطارئة يعني انتظار توقف عمل الأقسام المنقذة للحياة، خاصة أن الفرق الهندسية في المستشفيات مستنزفة في متابعة عمل المولدات وإجراءات الترشيد التي أصبحت دون جدوى.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن الضغط المتزايد من الإصابات الحرجة يزيد معها الحاجة لضمان استمرار عمل المولدات الكهربائية لتشغيل الأقسام الحيوية، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد سياسة التقطير في السماح بإدخال كميات الوقود والتي لا تتيح وقت إضافي لعمل المستشفيات ، موجهة مناشدة عاجلة للجهات المعنية بالتدخل والضغط على الاحتلال لإدخال امدادات الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية.
وفي تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في مطلع يوليو، أكد فيه أن منع إسرائيل إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُشكّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري للسكان المدنيين، إذ يُصيب المرافق الصحية بالشلل التام ويحوّلها إلى أماكن للموت، لافتا إلى أن توقّف المولدات الكهربائية وتعطّل الأجهزة الطبية الحيوية يعرّض حياة آلاف المرضى، بمن في ذلك الخدّج ومرضى العناية المركزة والفشل الكلوي، لخطر الموت، ويدفع بعائلاتهم إلى النزوح قسرًا بحثًا عن الرعاية الصحية أو مصادر بديلة للطاقة، في وقت لا يتوفر فيه أي مرفق طبي فعّال داخل القطاع، ما يندرج ضمن سياسة منهجية تعتمدها إسرائيل لتقويض مقومات بقاء السكان، وتُشكّل بذلك جزءًا لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في غزة.
تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن مستشفيات غزة
وأوضح المرصد الحقوقي، أن سكان غزة يُسقِطهم الموت واحدًا تلو الآخر، نتيجة الأساليب المتعدّدة والمترابطة التي تطبّقها إسرائيل على السكان، والتي تُشكّل جميعها مخرجات مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية بأفعالها المختلفة، وعلى رأسها الحصار غير القانوني المفروض بشكل منهجي بهدف إهلاك السكان الفلسطينيين، من خلال حرمانهم المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، لافتا إلى أنه بجانب عشرات الشهداء الذين تُسقِطهم الهجمات العسكرية المباشرة يوميًا، يستشهد عدد أكبر منهم يوميًا في غزة نتيجة الأفعال الأخرى التي تُشكّل أركانًا مكمّلة لجريمة الإبادة الجماعية، دون أن يُسجَّلوا في السجلات الرسمية كضحايا للحرب المتواصلة منذ نحو 21 شهرًا.
وفي 25 يونيو، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الأوضاع الصحية والإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية مع استمرار منع الاحتلال إدخال الإمدادات الطبية الطارئة، مشيرة إلى أن ما تبقى من مستشفيات عاملة في القطاع لن يكون أمامها المزيد من الوقت لاستمرار العمل أمام ما تواجه من أزمات خطيرة.
وأوضحت خلال بيانها، أن المستشفيات تشهد حالة من اكتظاظ الجرحى والمرضى يفوق القدرة الاستيعابية خاصة أقسام المبيت والعناية المركزة، وأن أعداد الإصابات الحرجة في تزايد يفوق قدرة أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات، لافتة إلى أن 47% من قائمة الأدوية الأساسية رصيدها صفر، و65% من المستهلكات الطبية رصيدها صفر، بالإضافة إلى أن 9 محطات أكسجين من أصل 34 تعمل بشكل جزئي في تزويد المستشفيات بالأكسجين.
ولفتت إلى أن 45 غرفة عمليات من أصل 312 غرفة تعمل ضمن إمكانيات محدودة يصعب معها إجراء التدخلات الجراحية المعقدة والطارئة للجرحى، وسط انهيار معدلات الأدوية والمستهلكات الطبية ينعكس بشكل كبير على مُجمل الخدمات التخصصية خاصة مرضى السرطان والقلب، متطرقة إلى نقص أجهزة التصوير الطبي التشخيصية يحد من إجراء التدخلات الطارئة والمنقذة للحياة، و49 مولد كهربائي فقط تعمل ضمن أرصدة محدودة من الوقود ولا تلبي احتياج الأقسام الحيوية من الطاقة الكهربائية.
توفيق ونايا رضع يتناولان العدس المسلوق بدلا من الحليب
في قصة حقيقية أخرى تكشف حجم المجاعة التي وصل لها سكان غزة، تجسدها الأم "جود زعرب"، التي اضطرت لإطعام أطفالها التوأم الرضع العدس بدلا من الجليب الذي لم يعد يتوافر داخل القطاع، مما يشكل خطورة كبيرة على حياة الطفلين.
"توفيق ونايا" التوأم وجدا أنفسهما في وضع يختلف عن جميع أقرانهما حول العالم، فبينما الرضع يتناولون الحليب من الأم أو الحليب الصناعي، إلا أن سوء التغذية لم يجعل لأمهات غزة قدرة على الرضاعة، كما أن النقص الشديد في الحليب الصناعي جعل من الصعب على الأسر توفيره لأطفالهم، "دود" لاقت هذا المصير، بعدما عانت من سوء تغذية خلال حملها أدى إلى انقطاع الرضاعة لديها مما دفعها لإعداد العدس المسلوق كبديل للحليب.
ما يزيد تلك القصة إثارة وألما في ذات الوقت أن التوأم رزقت بهم "جود زعرب" بعد 5 سنوات من انتظار الحمل، لكن قدرهما كانا أن يشهدا الحياة وبلادهما تتعرض لأصعب عدوان في التاريخ الحديث، ليسمعان أصوات القصف المرعبة وهما ما زلا في هذا العمر الصغير للغاية، ويعانيان من الجوع، يسمعان صراخ الأب والأم حال رؤية صواريخ تضرب الأماكن القريبة من منزلهم.
وفي 28 يونيو الماضي، أعرب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن بالغ القلق والاستنكار لارتفاع عدد الأطفال الذين استُشهدوا نتيجة سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلاً، بفعل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشة والضعيفة، لا سيما الرضّع والمرضى.
وأضاف في بيانه، أن هذا السلوك يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويكشف عن تعمّد إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً لإبادة المدنيين وخاصة الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، مشيرا إلى خطورة هذه الجريمة المستمرة بحق الطفولة في قطاع غزة، بجانب الصمت الدولي المعيب تجاه معاناة الأطفال الذين يُتركون فريسة للجوع والمرض والموت البطيء.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي، تل أبيب المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة، كما حمّل الدول الداعمة والمنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، مسؤولية المشاركة الفعلية في هذه الانتهاكات الجسيمة.
من جانبه كشف الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خطورة استمرار الحرب على الأجنة في بطون أمهاتهم، الذين لم يسلموا من الاعتداءات المتكررة للاحتلال والحرمان من تغذية أمهاتهم، خاصة أن هناك حوالى 60 ألف امرأة حامل تعاني من سوء التغذية ونقص الفيتامينات والحديد والرعاية خلال الحمل، وهو ما يجعل معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من المعدل الطبيعي وهو ما يشكل خطرا على حياتهم وهذا قد تسبب في استشهاد عدد كبير منهم حال استمرار عدم إدخال الحليب والمكملات الغذائية .
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك عدد كبير من الأطفال يتغذون على الحليب الخالص الخالى من اللاكتوز، إلا أن رصيد هذا الحليب صفر في القطاع الآن مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال، مشيرا إلى أنه إذا استمر الحصار فهؤلاء الأطفال جميعا سيحكم عليهم الموت الحقيقي.
ووفقا لبيان صادر عن وكالة الأونروا في 16 يوليو، أكد أن طفلا من كل 10 يخضعون للفحص في العيادات التي تشغلها في غزة يعاني من سوء التغذية، حيث قالت مديرة الاتصال في الأونروا جولييت توما في جنيف: "تؤكد فرقنا الصحية ارتفاع معدلات سوء التغذية في غزة، خاصة منذ تشديد الحصار قبل أكثر من أربعة أشهر في الثاني من مارس".
وأضافت مديرة الاتصال في الأونروا، أن الوكالة فحصت أكثر من 240 ألف طفل وطفلة دون سن الخامسة في عياداتها منذ يناير 2024، مضيفة أن رصد الإصابة بسوء التغذية في قطاع غزة كان نادرا قبل الحرب، متابعة: "قال لنا ممرض تحدثنا إليه إنه لم يكن يعرف في الماضي عن حالات سوء التغذية إلا من خلال الكتب والأفلام الوثائقية، والأدوية وإمدادات التغذية ومواد النظافة والوقود جميعها تنفد سريعا".
فيما أكدت منظمة اليونيسف في 14 يوليو، أنه تم تشخيص إصابة أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية في غزة الشهر الماضي، من بينهم أكثر من 1000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد وشديد. وقالت إن هذه زيادة تسجلها للشهر الرابع على التوالي.
"جعان" الكلمة الأكثر ترددا على لسان الطفل عبد الله أبو زرقة
التقطت صور الصحفيين الفلسطينيين، صورة للطفل عبد الله أبو زرقة وهو يصرخ من ألم الجوع، يتمنى أن يتناول الخبز الذي حرم منه لفترات طويلة، كلمة "جعان"، كانت الأكثر ترددا على لسانه تكشف حجم الوجع الذي يشعر به، معدته أصبحت خاوية مثل مئات الآلاف داخل القطاع، تنظر له أمه ولا تستطيع فعل شيء، فلا هي قادرة على إسكات وجعه أو تقديم أي طعام يوقف آلام معدته.
الطفل عبد الله أبو زرقة
صرخات الطفل عبد الله أبو زرقة، تزامنت مع استشهاد السيدة الفلسطينية رحيل محمد رصرص، التي تبلغ من العمر 32 عامًا، في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جراء سوء التغذية في ظل استمرار العدوان الحصار
عبد الله أبو زرقة
منظمة اليونيسف، أكدت في 21 يوليو، أن الجوع ينتشر في غزة والناس يموتون وسوء التغذية المميت بين الأطفال يصل إلى مستويات كارثية، لافتة إلى أن في غزة شحيح بشكل خطير والمياه النظيفة دون مستوى الطوارئ.
وأضافت المنظمة الأممية، أن المساعدات مقيدة بشدة في القطاع والوصول إليها محفوف بالمخاطر، لافتة إلى أنه يجب السماح للأمم المتحدة بتقديم جميع أنواع المساعدات على نطاق واسع للأسر في غزة أينما كانت.
وفي ذات اليوم، أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان بيانا يؤكد فيه أن مليوني جائع في غزة منهم 155 ألفا من الحوامل والأمهات الجدد، ولا تستطع الأمهات الجديدات في القطاع إرضاع أطفالهن بسبب شدة الجوع، والآلاف من الأطفال حديثي الولادة مهددون بالموت.
تخشى والدة عبدالله أن يلحق بأخيه محمد الذي استشهد خلال تلك الحرب، تزداد وجعها بإصابة ابنها صاحب الخمس سنوات من لين وهشاشة عظام، أدى إلى تقوس في القفص الصدري مما يجعله يشعر دائما بصعوبة في التنفس، بجانب تشوه في القدمين وسوء تغذية حاد يجعله يعجز عن الحركة.
عبدالله أبو زرقة
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن شقيقة عبد الله الصغرى "حبيبة"، صاحبة الخمسة شهور تعاني من تخضم في الكبد بسبب تسمم دموى تعرضت له في ظل استمرار العدوان، ومع انتشار المجاعة زادت سوء حالتها الصحية، مما يجعلها هي وشقيقها عبدالله يحتاجان للعلاج خارج القطاع في أسرع وقت ممكن.
وفاة محمد السوافيري من ذوي الهمم.. جسده يتحول لهيكل عظمي بسبب شدة الجوع
صرخة أطلقها محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أمام جثمان ممتد للمواطن الفلسطيني من ذوى الهمم محمد السوافيري، وقد أصبح هيكل عظمى، حيث وفاته جاءت نتيجة سوء التغذية، وخلال الفيديو الذي أرسله محمود بصل لنا ولكن من الصعب نشره لما يحتويه على مشاهد مؤلمة لجثة تحولت لهيكل عظمي لشاب في العشرينيات من عمره، عظمه بارز بسبب المجاعة بعدما انتظر لأيام الطعام ولم يجد.
جرائم الاحتلال في حق النساء والأطفال
ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني خلال الفيديو :"هذا المشهد مفترض كل العالم يشاهده، شخص هيكل عظمي، كيف بعد ما يموت الإنسان يصبح بهذه الطريقة، هذا جوع على قيد الحياة، يا ضمير العالم استفيقوا، ما يحدث في القطاع جريمة لا تغتفر، محمد السوافيري مات هل سيكون أخر من يموت نتيجة الجوع لن يكون أخر واحد إذا بقيت الحالة الذي نحن عليه الآن، دخول المساعدات بطريقة سياسية وعدم إدخالها بطريقة إنسانية أمر مرفوض بالمطلق ولا يحق لأي إنسان يحمل ضمير إنساني أن يقبل على نفسه أن يقتل الناس بهذه الطريقة هو أمر مرفوض، لقد سقطت كل الأقنعة والوجوه التي كانت تتحدث عن الإنسانية أمام هذا المشهد".
وخلال بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومى بغزة في 20 يوليو، أبرز حجم ماساه الجوع في القطاع الذي يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل، قائلا :"نحن على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق الاحتلال لجميع المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وحليب الأطفال والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، ونفاد الغذاء والدواء واستمرار سياسة التجويع، نحن أمام أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث".
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في 22 يوليو، أن هناك 21 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في مختلف مناطق غزة، خلال 72 ساعة الماضية، لافتة إلى أن هذه الوفيات وصلت إلى مستشفيات غزة، وشهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وناصر في خان يونس، فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في 27 يوليو باستشهاد 127 فلسطينيا بينهم 85 طفلا نتيجة الجوع، وفي نفس اليوم أعلنت مستشفى ناصر، وفاة الرضيعة زينب أبو حليب، البالغة من العمر 6 أشهر، متأثرة بسوء تغذية حاد ناتج عن الجوع ونقص الغذاء.
وبفعل حرب الإبادة التي ترتكبها تل أبيب، أصبحت غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضّع، نتيجة استمرار الاحتلال في منع إدخال حليب الأطفال منذ أكثر من خمسة شهور بشكل متواصل، حيث يوجد أكثر من 40,000 طفل رضيع دون عمر السنة الواحدة معرضون للموت البطيء.
جور عرفات تعانى من ضمور في المخ.. وعمها لا يستطيع توفير الحليب لها
الطفلة جور عرفات، مصابة بضمور في المخ، استشهد والدها في الحرب، وأصبحت تعيش مع والدتها في كنف عمها، تصرخ كل يوم من الألم، لا يجد العم طعاما أو علاجا لتخفيف الوجع، يجوب المستشفيات من أجل الحصول على تحويلة طبية تستطيع من خلالها أن يجعلها تعالج خارج القطاع، لكن يعجز على توفير أبسط مقومات الحياة لها.

الطفلة جور
يقول عمها في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :" بعد استشهاد شقيقي، أخذت أبنائه ومن بينهم جور ليعيشوا معي، لكن لا أستطيع أن أوفر للطفلة الحليب، وكذلك لا أستطيع شراء البامبرز، تصرخ ابنة أخي كل يوم ولا أستطيع فعل شيء لها، فلا يوجد طعام أو حفاظات، وأجد نفسي عاجزا على تلبية احتياجات أسرتى وأبناء شقيقي الشهيد.
ويتابع :"كثير من الأطفال ماتوا بسبب المجاعة وعدم توافر حليب الأطفال وهو أدنى مقومات الغذاء لهذه الفئة، أخشى أن تلقى ابنة شقيقي نفس المصير وكل ما أتمناه هو أن تستطيع العلاج خارج القطاع".

Trending Plus