"غزة قطار موت".. طالب غزاوي يوجه رسالة لشيخ الأزهر: أنقذت حلمي

قال الطالب الأزهري مصطفى محمد الهادي السعافين_ فلسطيني الجنسية - أحد طلاب قطاع غزة، إن ما يعيشه أهل القطاع تجاوز حدود الكارثة، مشيرًا إلى أن غزة أصبحت أرضًا محروقة، لا يحكمها أحد، ولا تحتوي على أي مظاهر للحياة، وأضاف: "بنتعامل مع الوضع كأنه قطار موت.. مفيش أكل، مفيش تعليم، مفيش أمان، والناس مش عارفة تخرج إلا بشروط دولية معقدة".
 

وأوضح مصطفى فى تصريحات لتليفزيون اليوم السابع، أنه غادر غزة مع والدته بعد تدهور حالتها الصحية، وانتقلا إلى الضفة الغربية، ومنها إلى مصر، بينما لا يزال والده تحت القصف داخل القطاع، لافتا أن أصعب ما مر به كان تدمير المعهد الأزهري الذي كان يعتبره بيته، قائلاً:
"المعهد مش بس مكان دراسة.. كان مأوى، كان فيه أصحابي، ومدرسيني اللي كانوا زي إخواتي، ولما اتقصف، حسّيت إني فقدت كل حاجة فجأة".

وأضاف الطالب الفلسطينى الحاصل على شهادة الثانوية الأزهرية، أنه لم يدرس الصف الأول الثانوي بشكل منتظم، ولم يُكمل الصف الثاني بسبب الحرب، كما لم يخضع لأي امتحانات، وتم رفعه للصف الثالث مباشرة مراعاة للظروف القهرية اللي مر بها.

وأشار إلى أنه واجه صعوبة شديدة في التأقلم مع التعليم الأزهري في مصر، بسبب الانقطاع الطويل عن الدراسة، قائلاً: "كنت بحاول أجتهد، لكن كان صعب.. أنا داخل على مناهج جديدة، ومحتوى لم أدرسه، وكنت في بيئة مختلفة تمامًا.. بس كنت مصمم أكمل".

ورغم رغبته الأولى في الالتحاق بـكلية السياسة والاقتصاد، قرر مصطفى أن يكمل مسيرة عائلته في كلية الشريعة الإسلامية، بناءً على نصيحة والده، العالم الأزهري الشيخ محمد الهادي، الذي قال له: "كلية الشريعة مش بس علم.. دي رسالة، وأنت لازم تكمل الطريق".

وأضاف مصطفى أن جده أيضًا كان من علماء الأزهر المعروفين في غزة، وكانت له علاقة شخصية بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مؤكدًا أن التوجه للأزهر هو امتداد طبيعي لمسيرة علمية بدأت من جيل جده.

وأكد مصطفى أن موقف الأزهر وشيخه من القضية الفلسطينية خفف عنه كثيرًا، قائلاً: "مواقف شيخ الأزهر خلتني أحس إن في حد شايفنا.. وإن لسه في باب للحياة والعلم مفتوح رغم كل اللي حصل.. هو اللي أنقذ حلمي".

واختتم حديثه قائلاً: "جيت مصر لوحدي، لكن لقيت حضن واسع في الأزهر.. التعليم هنا بداية جديدة، وأنا ناوي أكمل لحد الآخر، علشان أرجع غزة عالم أزهري زي جدي وأبويا".

يُذكر أن والده، الشيخ محمد الهادي، وجّه في وقت سابق رسالة شكر لشيخ الأزهر، أثنى فيها على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الأزهر يظل أحد أبرز المؤسسات التي تقف بجانب الشعوب المظلومة، في كل وقت وكل ظرف.