هل تستأنف مفاوضات "النووى" بين إيران والولايات المتحدة؟.. اتصالات دولية للدفع بها.. طهران: لم يتحدد موعد نهائي..ترامب يهدد إيران حال حاولت استعادة قدرتها النووية..طهران تبحث آلية جديدة للعلاقات مع الطاقة الذرية

يعود الحديث مجددا عن المفاوضات الإيرانية الأمريكية بشأن البرنامج النووى الإيرانى؛ وسط معلومات متضاربة حول موعد استئنافها، إلى جانب تعقيدات جمة فى الظروف المحيطة بها، ولم تنجح جولة المفاوضات الإيرانية مع الترويكا الأوربية ـ التى عقد مؤخراً ـ فى التخفيف من تلك التعقيدات .
بالتوازى هناك اتصالات ومساعٍ دولية للدفع فى اتجاه استئناف تلك المفاوضات ، كأساس للسلم والاستقرار بالمنطقة والعالم بأسره، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دعوة طهران لنائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارةطهرام لبحث الآلية الجديدة للعلاقات، مؤكدا أن الزيارة لن تشمل أي تفتيش لمنشآت إيران النووية ولن تسمح إيران لهم بذلك.
بينما توشك مهلة الشهرين التي حددها الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي جديد- علی الانتهاء، ما يزيد المخاوف بشأن إمكانية لجوء أمريكا للخيار العسكرى.
وتلوح الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانية الهجوم مجددا على منشآت طهران النووية إذا حاولت استعادة قدراتها النووية ؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة قد تضرب إيران مرة أخرى إذا حاولت طهران استعادة برنامجها النووي.
وأضاف: "لقد أوقفنا الحروب في الشرق الأوسط بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"، وقد يقولون إنهم سيبدأون من جديد، لكن هذه ستكون خطوة خطيرة جداً بالنسبة لهم لأننا سنعود"، مؤكدا أنه "بمجرد أن يبدأوا، سنعود. وأعتقد أنهم يدركون ذلك".
من جانبها تقول طهران لم يتم الاتفاق على موعد محدد لاستئنافها حتى الآن ، مع التأكيد على موقفها بشأن حقها المشروع فى تخصيب اليورانيوم، وترفض طهران المساومة حول هذا الحق.
وجددت رفضها بشكل قاطع أي شروط تلغي حقها في التخصيب، حيث اعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي، أن المساعى الأمريكية لتقويض برنامجها النووى تتعارض مع المصالح الوطنية لبلاده، مشددا على أن طهران لا تنتظر "الضوء الأخضر" الأمريكي لاتخاذ قراراتها.
سيناريوهات محتملة
أصبح مصير المفاوضات يتأرجح بين أربعة سيناريوهات، إما اتفاق مؤقت، إذا تخلى أحد الطرفين عن خطوطه الحمراء، خاصة تلك المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
أو استمرار جمود المحادثات، أو تفعيل آلية الزناد، بعد انتهاء مهلة الشهرين التي حددها ترامب للتوصل إلى اتفاق بشأن ملف طهران النووي والاقتراب من يوم النهاية في الاتفاق النووي وهو الموافق 18 أكتوبر المقبل ؛ حيث من المتوقع أن ينتهي العمل بالقرار الأممي (2231) سترتفع احتمالات تفعيل آلية الزناد.
والسيناريو الأخير هو تجدد الحرب، حال فشل المسار الدبلوماسي وتم تفعيل آلية الزناد واتخاذ إيران خطوات تصعيدية فسيكون سيناريو الحرب واردا.
علاقات متوترة
ولا تزال العلاقات الأمريكية الإيرانية يعلو أجواءها التوتر منذ الحرب التى شنتها إسرائيل ضد إيران ليل 13 يونيو الماضى، وردت إيران بهجوم مضاد في غضون 24 ساعة دخلت الولايات المتحدة الصراع بعد تسعة أيام من التصعيد، حيث ضربت منشآت نووية إيرانية في فردو ونطنز وأصفهان، ثم هاجمت إيران قاعدة العيديد الجوية الأمريكية في قطر، الأكبر في الشرق الأوسط. بعد ذلك أعلن ترامب أن إسرائيل وإيران وافقتا على هدنة دخلت حيز التنفيذ في 24 يونيو.
ولا تزال العلاقات غير مستقرة بين البلدين، فى هذا السياق جدد ترامب موقفه بعدم أحقية الأخيرة في التخصيب بعد تدال معلومات عن تقارير أجنبية بشأن تقديم الجانب الأمريكى مقترح بالسماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم؛ لكن بمستويات منخفضة.
كما جددت واشنطن تحذيراتها للمواطنين الأمريكيين، وخصوصاً الذين يتحدرون من أصول إيرانية، من السفر إلى إيران، مشيرة إلى "ارتفاع خطر الاحتجاز التعسفي".
يأتى هذا بالتوازى مع ارتفاع عدد عمليات إعدام الإيرانيين المدانين بالتخابر لصالح إسرائيل هذا العام بشكل كبير، إذ تم تنفيذ ما لا يقل عن ثمانية أحكام بالإعدام في الأشهر القليلة الماضية.
وتتوالى قرارات بإعدام أشخاص إيرانيين اتهمتهم طهران بالتجسس لصالح إسرائيل ، وآخرهم روزيه وادى الذى أعدمته إيران أمس بعد إدانته بالتجسس والتعاون الاستخباراتي لصالح إسرائيل ونقل معلومات عن عالم نووي قتلته إسرائيل في هجمات يونيو، وذكرت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية، أن روزبه وادي كان يعمل في إحدى "الهيئات المهمة والحساسة" في إيران، ما جعله هدفاً جذاباً للموساد الإسرائيلي الذي تعرف عليه عبر شبكة الإنترنت.
وأضافت أنه "وفقاً لطلب روزبه وادي، تقرر أنه بدلاً من النظام القائم على المكافآت، سيتم إيداع مبلغ شهري في حسابه من خلال محفظة العملات المشفرة"، مشيرة إلى أنه خضع لتدريب فني على تركيب واستخدام نظام الاتصال الآمن" ونقل المعلومات المهمة والسرية.
وذكرت أن روزبه قابل ضابط الموساد المسؤول عن تشغيله في العاصمة النمساوية فيينا 5 مرات تحت غطاء حضور دورة تدريبية متخصصة.

Trending Plus