حكاية رومانسية.. قصة حب هزت عرش اليونان بين الملك ألكسندر وأسبازيا مانو

قصة حب الملك ألكسندر ملك اليونان وأسبازيا مانو هى حكاية رومانسية بين أبناء سلالة ملكية قوية، وقد أصبحت فصلاً محوريًا فى تاريخ اليونان فى القرن العشرين.
كان زواجهما، الذي تم في خضم الاضطرابات السياسية التي شهدتها الفرقة الوطنية، تحديا للتقاليد الملكية وتشابك بين الشخصي والسياسي بطريقة أسرت الأمة.
الانقسام السياسي والشخصي
كانت خلفية علاقتهما العاطفية هي الانقسام الوطني، وهو صراع سياسي مرير بين رئيس الوزراء إلفثيريوس فينيزيلوس والملك قسطنطين الأول حول دور اليونان فى الحرب العالمية الأولى، عندما أدى التدخل الإنجليزي الفرنسي إلى نفي قسطنطين عام 1917، تولى ابنه الأمير ألكسندر، العرش وهو في الرابعة والعشرين من عمره.
كان من المفترض أن يكون حكم ألكسندر حلاً مؤقتًا، لكن قلبه كان له خطط أخرى، خلال هذه الفترة، التقى ألكسندر بأسبازيا مانو.
ووفقا لكاتب سيرته الذاتية كريستوس زالوكوستاس، التقيا لأول مرة في حفل عشاء في يناير عام1915، كان ألكسندر يتذكرها كفتاة شابة داكنة الشعر رآها ذات مرة في الحدائق الملكية، والآن وقد أصبحت شابة أنيقة في الثامنة عشرة من عمرها أسرت قلبه على الفور.
كان جمالها الذي وصفه بأنه "يتمتع بسمة الجمال اليوناني الكلاسيكي" وصوتها "الذي يشبه الموسيقى"، مفتونًا بها بشدة، كان مصمما على كسب حبها، ونشأت بينهما قصة حب رائعة.
سرعان ما تحولت قصة الحب إلى فضيحة، كانت أسبازيا مانو "بشرية عادية"، ابنة عقيد لا ينتمي إلى سلالة ملكية، كانت فكرة زواجها من ملك مرفوضة لدى العائلة المالكة، وخاصة لدى الملكة صوفيا المنفية، في رسائلها من منفاها، حاولت الملكة صوفيا منع الزواج وكانت اعتراضاتها نابعة من خوفين:
تهديد للسلالة الملكية
بصفتها سليلة لسلالة عريقة من الأباطرة، كانت صوفيا ترتعب من فكرة انضمام شخص غير ملكي إلى العائلة، حيث يتزوج شخص من مرتبة أدنى من أحد أفراد العائلة المالكة، يعتبر انتهاكًا لعادات السلالة الصارمة.
سلاح سياسي لفينيزيلوس
خشي صوفيا وقسطنطين أن يصبح الزواج أداة سياسية قوية بيد رئيس الوزراء فينيزيلوس، ظنا أنه سيستخدمه لترسيخ حكم الإسكندر وتأسيس سلالة يونانية جديدة، مما سيمنع في النهاية قسطنطين وابنه الأكبر، جورج من العودة إلى العرش.
حفل الملك ألكسندر وأسبازيا مانو السري والنهاية الظالمة
رغم الضغوط العائلية الشديدة، ظل ألكسندر ثابتًا على موقفه في رسالة إلى فينيزيلوس في مايو 1919، طلب مساعدة رئيس الوزراء في الحصول على موافقة رسمية على زواجه، وجادل بأن الزواج من امرأة يونانية سيجد صدى لدى الشعب، وسيشعل في اليونانيين حب الذات، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.
في نوفمبر 1919، تزوج ألكسندر وأسبازيا مانو في حفلٍ سري، كان ذلك تناقضًا صارخًا مع حفلات الزفاف الملكية، إذ لم يكن هناك حشود، ولا موكب مهيب، بل كاهن وشاهد فقط، لم تعترف العائلة المالكة رسميًا بالزواج، إذ استمرت في معاملة أسبازيا كغريبة، لأكثر من خمسين عامًا.
وقعت المأساة بعد أقل من عام، في 12 أكتوبر 1920، أثناء وجوده في حدائق تاتوي الملكية، عضه قرد أليف، أدى الجرح البسيط ظاهريًا إلى حالة تسمم دم قاتلة، توفى عن عمر يناهز 27 عامًا.

Trending Plus