الاستقالات تتوالى فى حكومة بريطانيا.. وزيرة التشرد أحدث الراحلين بسبب "رفع إيجار منزلها".. تايمز: أربعة وزراء غادروا حكومة كير ستارمر بسبب فضائح شخصية خلال عام تقريبا.. وحزب الإصلاح المعارض المستفيد الأكبر

يواجه رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر موقفاً صعباً بعد أن خسرت حكومته رابع وزير بسبب فضائح شخصية فى غضون عام واحد فقط، فيما قالت صحيفة تايمز البريطانية إنه سيفاقم الشعور المدمر بالإرهاق، الذى عادة ما يكون مألوفاً فى نهاية كل ولاية وليس فى بدايتها، مشيرة إلى أن هذا الأمر بمثابة هدية لـ حزب الإصلاح المعارض بقيادة نايجل فاراج.
استقالت وزيرة التشرد فى بريطانيا روشانارا علي بعد جدل حول اتهامات لها بانها أخطرت مستأجريها وقامت برفع الإيجار فى منزلها شرق لندن 700 جنيه استرلينى شهرياً.
وبحسب ما ذكرت صحيفة إندبندنت، فإن على كانت تواجه دعوات متزايدة للاستقالة من منصبها، واتهمها وزير الإسكان فى حكومة الظل المعارضة كيفين هولينراك بالنفاق المريع.
وقالت إندبندنت إن استقالة على ستكون ضربة لـ كير ستارمر، بعد رحيل عدد من الوزراء عن حكومته.
وقال حزب الديمقراطيون الأحرار إن الوزيرة المستقيلة قد أساءت بشكل جذرى فهم منصبها، المعنى بمعالجة مشكلة التشرد وليس زيادتها، فى حين اتهم "المحافظون" ستارمر بترأس حكومة النفاق وخدمة الذات.
وفى خطاب إلى رئيسة الوزراء، قالت على إنها تتنحى عن منصبها فى الحكومة البريطانية، وأن بقائها سيكون تشتيتاً للحكومة. لكنها أصرت على أنها اتبعت طول الوقت كل المتطلبات القانونية، مضيفة أنها قامت بمسئولياتها بشكل جدى.
ورداً على ذلك، وجه ستارمر الشكر لروشانا على على عملها، أخبرها أنه سيكون له أثر دائم.
وقالت إندبندنت إن رحيل على يأتى بعد أشهر من استقالة مسئول بارز بحزب العمال بسبب خطط الحزب للرعاية الاجتماعية، واستقالة وزيرة التنمية الدولية آنيليز دودز بشكل دراماتيكى احتجاجًا على قرار السير كير بخفض ميزانية المساعدات الخارجية للمملكة المتحدة.
من جانبها، قالت صحيفة التايمز إن استقالة روشانارا على من منصب وزيرة التشرد البريطانية كانت أسرع على الأقل استقالة من توليب صديق، التى عرضت ستارمر لأسابيع من العناوين الصحفية المؤلمة بشأن إمكانية بقائها وزيرة لمكافحة الفساد فى الوقت الذى واجهت فيه تساؤلات حول صلاتها بنظام عمتها المخلوع فى بنجلاديش.
إلا أن رحيل وزيرة التشرد جاء بشعور أقل بأنها عرضت لغضوط، مثلما حدث مع استقالة لويز هايج من منصب وزيرة النقل إثر إدانتها السابقة بالاحتيال، أو إقالة أندرو جوين من منصب وزير الصحة بسبب رسائل مسيئة عبر الواتساب.
فى البداية لم يدرك داوننج ستريت أن هناك مشكلة، بل إن مسئولا رفيع المستوى بالحكومة هاتف مسئول تنفيذى بصحيفة ذى "أى"، التى كشفت الأمر، لمطالبته بسحب مزاعم طرد الوزيرة للمستأجرين.ثم خرج وزراء كبار منهم وزيرة المالية ووزيرو الداخلية، للقول إن على لم تنتهك أى قواعد.
لكن سرعان ما اتضح يوم الخميس أن هذا الموقف غير مقبول، فالوزيرة لم تخالف أى قواعد فقط لأن قانون حقوق المستأجرين الذى يحظر ما قامت به الوزيرة لم يدخل حيز التنفيذ بالفعل.
وتقول التايمز إنه من المنطقى القول أن عليى لم ترتكب أى خطأ فى إخطار مستأجريها لأنها كانت تحاول بيع المنزل، ثم عندما فشلت فى ذلك، أعادت تأجيره بسعر السوق. ومن المنطقى أيضا القول إن طرد المستأجرين ثم رفع الإيجار أمر فادح يجب تجريمه.
لكن الأمر الذى لم يكن منطقيا، هو طرح الحجتين فى وقت واحد. لذلك، دعت جميع أحزاب المعارضة الرئيسية إلى استقالة علي، واتضح أنها فقدت ثقة جمعيات الإسكان الخيرية.
وتقول تايمز إن ستارمر وصل إلى السلطة فى موجة من الاشمئزاز العام من حكومة المحافظين حيث - كما قال مرارًا وتكرارًا - بدا وكأن هناك "قاعدة واحدة لهم، وقاعدة أخرى للجميع". قد يشعر حزب العمال أن اتهامات المحافظين بـ "النفاق المذهل" هي، حسنًا، نفاق مذهل. ولكن لا شك فى مدى الضرر الذى سيلحق بستارمر إذا بدأ الناخبون يعتقدون أن حزب العمال أصبح رخيصًا ومنافقًا مثل سابقيه.
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن الحزب الذى تتمثل حجته الأساسية فى أنهم جميعًا متشابهون وجميعهم سيئون مثل بعضهم البعض يتصدر استطلاعات الرأي. مرة أخرى، سيكون الشخص الأكثر سعادة هذا الصباح هو نايجل فاراج.

Trending Plus