تمويلات خارجية وتقنيات متطورة.. خطة الإخوان لغزو العقول بالسوشيال ميديا.. الفوضى المعلوماتية السلاح الأخطر.. ربيع: مصانع للكراهية وتزييف الوعى..النجار: ميليشيا "الجماعة" الرقمية أخطر أسلحة الفوضى

تواصل جماعة الإخوان ،العمل على تنفيذ مخططاتها الفكرية والتنظيمية عبر استغلال الفضاء الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي. وتعتمد الجماعة على استراتيجية ممنهجة تهدف إلى نشر فكرها المتطرف وتجنيد عناصر جديدة، من خلال ما يُعرف بـ"الكتائب الإلكترونية" وصفحاتها السرية والمعلنة، التي تدار من داخل وخارج البلاد.
رسائل تحريضية وشائعات مغرضة
يقوم هذا النشاط على بث رسائل تحريضية وشائعات مغرضة تستهدف مؤسسات الدولة، وإثارة الرأي العام ضد الحكومات، عبر تضخيم الأحداث وتشويه الحقائق. وتعمل الجماعة على تغليف خطابها بعبارات تبدو إنسانية أو حقوقية، بينما تحمل في مضمونها أجندات سياسية تسعى لتقويض الاستقرار وإعادة إنتاج مشروعها السياسي الذي لفظته الشعوب.
تعتمد الإخوان في نشر فكرها على إعادة تدوير محتوى أيديولوجي قديم صاغه مؤسسوها، وعلى رأسهم حسن البنا وسيد قطب، الذين وضعوا أسس فكر "الحاكمية" و"الجاهلية" و"أستاذية العالم"، وهي مفاهيم يتم استغلالها لبناء بيئة فكرية مغلقة ترفض الآخر وتبرر العنف. وتستغل الجماعة هذه المفاهيم في استقطاب الشباب عبر المحتوى المرئي والمسموع، مستخدمة لغة عاطفية وشعارات براقة.
إنشاء شبكات من الصفحات
تنشط الجماعة في إنشاء شبكات من الصفحات والحسابات المزيفة، التي تدير حملات رقمية منسقة لتوجيه النقاشات على الإنترنت، والتأثير على المزاج العام، ومحاولة اختراق الصفحات المؤثرة على الرأي العام. كما تسعى لخلق حالة من البلبلة عبر نشر أخبار مضللة وصور ومقاطع فيديو مفبركة.
وتعد هذه الخطط الرقمية جزءًا من استراتيجية أوسع، تشمل التمويل الخارجي، ودعم منظمات وكيانات واجهة تعمل تحت ستار العمل الخيري أو الحقوقي، في حين أن أهدافها الحقيقية تتمثل في خدمة المشروع الإخواني وتوسيع نفوذه. وقد شددت الأجهزة الأمنية في عدة دول على ضرورة التصدي لهذه الحرب الإلكترونية التي تخوضها الجماعة، باعتبارها جبهة رئيسية في معركة مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.
أهداف أبعد من التحريض
ورغم أن الخطاب المباشر لهذه الصفحات يبدو في كثير من الأحيان دعائيًا وتحريضيًا ضد الحكومات، إلا أن الهدف الأعمق هو خلق حالة من "الفوضى المعلوماتية" داخل المجتمع، بحيث يصعب على المواطن التمييز بين الحقائق والأكاذيب، وهو ما يُعرف في الدراسات الأمنية بـ"تآكل الثقة المعلوماتية". هذا المناخ يسهل على الجماعة تمرير رسائلها السياسية، ويضعف قدرة الدولة على حشد الدعم الشعبي لسياساتها.
المواجهة المطلوبة
يشدد الخبراء على أن المواجهة الفعّالة مع هذه الحرب الإلكترونية يجب أن تتضمن تطوير آليات لرصد المحتوى المضلل في بداياته، وإطلاق حملات توعية متواصلة تشرح للجمهور كيف يكتشف الشائعة، ومن يقف وراءها، ولماذا يتم نشرها في هذا التوقيت. كما يجب الاستثمار في منصات إعلامية وطنية ذات محتوى جذاب وقادر على المنافسة بنفس الأدوات التي تستخدمها الجماعة، مع تكثيف التعاون الدولي لتبادل المعلومات حول الشبكات الرقمية المشبوهة، وحرمانها من مصادر التمويل.
نشر الفكر المتطرف
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إبراهيم ربيع، أن جماعة الإخوان تستخدم منصات التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية في تنفيذ مخططاتها التخريبية، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ"كتائبها الإلكترونية" يعد أحد أخطر أذرعها في نشر الفكر المتطرف والتحريض على العنف.
وأوضح ربيع أن الجماعة، بعد سقوطها سياسيًا في عدة دول وعلى رأسها مصر، لجأت إلى الحرب الرقمية لتعويض خسائرها الميدانية، فأنشأت صفحات وحسابات مزيفة تدار من خارج البلاد بهدف تضليل الرأي العام، وتزييف الحقائق، وتأجيج مشاعر الغضب.
وأضاف أن هذه الصفحات لا تعمل بشكل عشوائي، بل وفق خطة ممنهجة تتضمن بث رسائل دعائية مغلفة بشعارات إنسانية أو حقوقية، لكنها في جوهرها تحمل خطاب كراهية وعداء لمؤسسات الدولة.
وأشار إلى أن الجماعة تعيد تدوير محتوى فكري قديم لمؤسسيها، وتستهدف به فئة الشباب عبر أسلوب عاطفي ولغة خطابية مؤثرة، بهدف استقطابهم إلى صفوفها. ولفت إلى أن هذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية شاملة تستخدم التكنولوجيا الحديثة كسلاح لنشر الفوضى وبث الانقسام المجتمعي.
وشدد ربيع على ضرورة التعامل مع هذه الصفحات الإرهابية بالردع القانوني والتقني، وتعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الانسياق وراء الشائعات، مؤكدًا أن معركة الوعي هي الجبهة الأهم في مواجهة الفكر المتطرف.
ساحة بديلة للحرب
فيما قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، هشام النجار، إن جماعة الإخوان بعد فشل مشروعها السياسي في المنطقة، اتجهت بكامل طاقتها إلى الفضاء الإلكتروني لتوظيفه كساحة بديلة للحرب على الدول والشعوب.
وأكد أن ما يُعرف بـ"الميليشيا الرقمية" التابعة للجماعة تمثل أخطر أذرعها الحالية، حيث تعمل على إنتاج محتوى تحريضي وشائعات ممنهجة بهدف هدم الثقة بين المواطن ومؤسسات بلاده.
وأوضح النجار أن هذه الكتائب الإلكترونية تُدار من مراكز خارجية وتمتلك تمويلات ضخمة تتيح لها استخدام تقنيات متقدمة في صناعة الأخبار المفبركة والتلاعب بالصور والفيديوهات، ما يجعلها قادرة على توجيه الرأي العام نحو الفوضى والانقسام. وأشار إلى أن خطاب هذه الصفحات يتميز بالمرونة في الشكل لكنه ثابت في الهدف، وهو إسقاط استقرار الدول واستعادة نفوذ الجماعة.
وأضاف أن الإخوان يوظفون أدوات الإعلام الرقمي لإعادة تسويق مفاهيم أيديولوجية متطرفة، مستندة إلى أفكار حسن البنا وسيد قطب، مع تكييفها لتناسب منصات مثل فيسبوك وتيك توك ويوتيوب، في محاولة لاستقطاب شرائح شبابية.
وشدد النجار على أن مواجهة هذا الخطر لا تتطلب فقط إجراءات أمنية، بل تستلزم أيضًا خطط توعية مجتمعية وحملات إعلامية مضادة، تكشف زيف الإخوان وتفضح أساليبهم، حتى لا تتحول منصات التواصل إلى أداة بأيدي التنظيم لنشر الخراب.

Trending Plus