جماعة الإخوان تغيّر عباءتها وتبدّل خطابها السياسى لتحقيق مصالحها ولو كان الثمن خراب الأوطان وتشريد الشعوب.. إخوانى منشق يكشف: الجماعة تتحالف مع الأضداد لخدمة مصالحهم.. ووعى الشعوب هو الحائط أمام مؤامراتهم

منذ نشأتها، أثبتت جماعة الإخوان قدرتها الفائقة على تبديل خطابها وشعاراتها بما يتوافق مع مصالحها التنظيمية، حتى لو جاء ذلك على حساب استقرار الأوطان ومصالح الشعوب، هذه البراجماتية المفرطة لم تكن وليدة اللحظة، بل نهج راسخ في عقلية الجماعة، حيث تضع بقاءها وتمددها فوق أي اعتبارات وطنية أو إنسانية.
تبديل المواقف تبعًا للرياح السياسية
وعرفت الجماعة تاريخيًا بقدرتها على التكيف السريع مع المتغيرات، فتارة ترفع شعارات الدين والشريعة، وتارة تتحدث عن الديمقراطية والحريات، بل وتتحالف مع قوى متناقضة أيديولوجيًا، طالما أن ذلك يخدم أجندتها. هذا التلون يجعلها قادرة على اختراق البيئات السياسية والاجتماعية المختلفة، لكنها في النهاية تُظهر وجهها الحقيقي بمجرد التمكين.
التحالف مع الأضداد
لم تتردد الجماعة في إقامة تحالفات مرحلية مع أطراف كانت تصفها سابقًا بالخصوم، بل أعداء الفكر، ثم تتحول فجأة إلى الشراكة والتنسيق معهم إذا كان ذلك يضمن لها النفوذ. وقد شهدت المنطقة أمثلة متعددة لتحالف الإخوان مع قوى دولية أو إقليمية لتحقيق أهداف ضيقة، حتى لو كان الثمن هو زعزعة استقرار الأوطان.
الترويج الإعلامي وتغيير الخطاب
تمتلك الجماعة منظومة إعلامية واسعة، تعتمد على تغيير الخطاب بحسب الجمهور المستهدف. ففي الداخل، ترفع شعارات المقاومة والمظلومية، وفي الخارج، ترتدي عباءة الديمقراطية وحقوق الإنسان، بهدف كسب تعاطف المؤسسات الدولية. هذه الازدواجية تسهم في تضليل الرأي العام وصناعة صورة مزيفة عن حقيقة أهدافها.
الضرر على الشعوب والأوطان
سياسات الجماعة في تبديل خطابها وتحالفاتها غالبًا ما تنتهي إلى إحداث انقسامات داخل المجتمعات، وتغذية الصراعات الداخلية، مما يضعف الدولة الوطنية ويتيح المجال للتدخلات الخارجية. وعلى الرغم من رفعها شعارات خدمة الأمة، فإن المحصلة النهائية تكون دومًا في صالح التنظيم لا الشعوب، فجماعة الإخوان ليست مجرد تيار ديني أو سياسي، بل كيان براجماتي متغير الشكل والوجه، يضع مصالحه فوق أي اعتبار، ويستطيع تبديل عباءته وجلدِه بما يضمن بقاءه، حتى لو كان الثمن خراب الأوطان وتشريد الشعوب.
تغيّر جلدها لخداع الشعوب
حذر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان ، طارق البشبيشي، من خطورة النهج البراجماتي الذي تتبعه الجماعة في تبديل خطابها وأسلوبها السياسي لخدمة مصالحها الضيقة على حساب استقرار الأوطان ومصالح الشعوب.
وقال البشبيشي إن الجماعة تمتلك قدرة عالية على "تغيير جلدها" بما يتوافق مع الظروف والمتغيرات السياسية، موضحًا أنها قد ترفع شعارات دينية في مرحلة، ثم تتحول إلى خطاب ليبرالي أو ديمقراطي في مرحلة أخرى، بحسب ما يخدم أهدافها التنظيمية. وأضاف أن هذا السلوك يجعلها قادرة على التسلل إلى المجتمعات المختلفة، لكنها سرعان ما تكشف عن وجهها الحقيقي بمجرد الوصول إلى السلطة.
وأوضح الخبير في شئون الجماعات الإرهابية في تصريح لليوم السابع أن الإخوان اعتمدوا على أساليب متطورة في السنوات الأخيرة، أبرزها ما سماه بـ"الإشاعة المرئية"، أي فبركة مقاطع فيديو وصور لإيهام الرأي العام بحدوث وقائع لم تحدث، بهدف تشويه مؤسسات الدولة، وخاصة الجيش والشرطة والقضاء. وأشار إلى أن هذه الحملات الممنهجة غالبًا ما تموَّل وتدار من خارج البلاد، في إطار خطة لإضعاف الدولة وإفقاد المواطنين الثقة في مؤسساتهم.
وأشار البشبيشي إلى أن الجماعة تلجأ لتغيير خطابها الإعلامي حسب الجمهور المستهدف، فبينما تتحدث داخليًا بلغة التحريض والمظلومية، فإنها تخاطب الخارج بعبارات حقوق الإنسان والحريات، في محاولة لاستقطاب التعاطف الدولي، لافتًا إلى أن هذه الازدواجية تُعد من أخطر أدواتها في تضليل الرأي العام.
وأكد أن الهدف النهائي لهذه التحركات ليس خدمة الدين أو الأمة كما تدعي الجماعة، بل ضمان استمرار التنظيم وتمدد نفوذه، حتى وإن كان الثمن هو إشعال الفتن الداخلية أو فتح الباب أمام التدخلات الأجنبية.
واختتم البشبيشي تصريحه بالتأكيد على أن وعي الشعوب، وخصوصًا الشعب المصري، أصبح الحائط الصلب في مواجهة هذه المخططات، مشددًا على ضرورة تعزيز الإعلام الوطني ونشر الحقائق بسرعة لكشف الأكاذيب قبل أن تتحول إلى قناعات راسخة لدى المواطنين.

Trending Plus