صيف ساخن جدًا بالقارة العجوز.. حرارة الطقس وأزمة الكهرباء تضاعف الأزمة.. تهديد البنية التحتية جراء المكيفات.. تعطيل عمل بعض المستشفيات والمراكز الصحية لنقص الكهرباء.. دول تقنن استخدام الطاقة فى ساعات الذروة

في وقت تتسارع فيه تداعيات التغير المناخي ، تشهد القارة العجوز صيفا حارا جدا؛ حيث بلغت درجة الحرارة مستويات غير مسبوقة، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية في العديد من المدن الأوروبية – من باريس إلى ميلانو إلى بودابست – ارتفع استخدام أجهزة التكييف بشكل غير مسبوق، مما خلق أزمة في الكهرباء بسبب الارتفاع الكبير في معدلات الاستهلاك الكهرباء والاعتماد على المكيفات بشكل كبير؛ وسجلت شبكات الكهرباء أحمالا عالية تفوق قدرتها التصميمة خاصة فى فترات الذروة ، ما جعل أيضا البنية التحتية الكهربائية فى العديد من الدول الأوروبية تحت ضغط غير مسبوق.
هذا الوضع دفع بعض الحكومات إلى اتخاذ إجراءات طارئة للحد من الاستهلاك.
وأكدت وكالات الطاقة الأوروبية أن استمرار موجات الحر وازدياد الطلب على الكهرباء قد يؤديان إلى انقطاعات كهربائية مؤقتة في بعض المناطق خلال الأسابيع المقبلة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإدارة الاستهلاك.
أزمة الكهرباء..
وفقًا لتقارير من وكالات الطاقة الأوروبية، سجلت بعض الدول زيادات في استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح بين 15 و30% مقارنة بمتوسط السنوات السابقة لنفس الفترة وفي إسبانيا، تم تجاوز الرقم القياسي لاستهلاك الكهرباء يوم 2 أغسطس، وهو ما دفع شركات التوزيع إلى إطلاق تحذيرات بشأن احتمال حدوث انقطاعات محلية.
وحذر التقرير من أزمة الكهرباء التي تعانى منها الدول الأوروبية على خلفية ارتفاع درجات الحرارة ، والمشكلة لا تكمن فقط في الطلب المرتفع، بل أيضًا في ضعف البنية التحتية، فالعديد من شبكات الكهرباء في أوروبا، خصوصًا في الدول الشمالية والغربية، بُنيت لتلبية احتياجات التدفئة لا التبريد، ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن فصول الصيف في أوروبا أصبحت أكثر سخونة بمعدل أسرع من أي قارة أخرى.
أدت أزمة نقص الكهرباء في بعض المناطق إلى تعطيل عمل المستشفيات والمراكز الصحية، وهو ما دفع الحكومات إلى إعلان خطط طوارئ في العديد من المدن الكبرى، تشمل إنشاء "مراكز تبريد عامة" وتوزيع أجهزة تبريد متنقلة على الفئات المعرضة للخطر.
كما أن بعض محطات الكهرباء – وخاصة تلك التي تعمل بالطاقة النووية أو الفحم – تواجه صعوبات تقنية ناتجة عن ارتفاع حرارة المياه المستخدمة في التبريد الصناعي، ما يقلص قدرتها التشغيلية.
وتتبع بعض الدول الأوروبية إجراءات للحد من أزمة الكهرباء، حيث قامت فرنسا بتقنين محدود للطاقة خلال ساعات الذروة فى بعض المناطق الريفية ، كما قامت إيطاليا بفرض قيود على استخدام مكيفات الهواء فى المباني الحكومية وخفضت الحد الأقصى لدرجة التبريد إلى 26 مئوية، وقامت ألمانيا بتسريع خطط دعم تركيب الألواح الشمسية وتطوير البنية التحتية الذكية لإدارة الطلب ، أما إسبانيا فقد بدأت بحملات توعية لترشيد استهلاك الكهرباء خاصة فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.
بينما حققت أوروبا تقدمًا كبيرًا في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، لا تزال هناك فجوة بين الإنتاج والطلب، خصوصًا في فترات الذروة. ويزيد الأمر سوءًا أن معظم الطلب على التبريد يحدث في ساعات بعد الظهر والمساء، عندما ينخفض إنتاج الطاقة الشمسية تدريجيًا.
في بعض الدول، مثل ألمانيا وفرنسا، اضطرت شركات التوزيع إلى شراء كميات إضافية من الكهرباء بأسعار مرتفعة من أسواق الطاقة الفورية، مما ساهم في ارتفاع الأسعار على المستهلكين.
وفي ظل هذه الظروف، تعاني الفئات الأضعف – مثل كبار السن والمرضى – من تداعيات صحية مباشرة. ففي غياب وسائل تبريد كافية، ارتفعت معدلات دخول المستشفيات بسبب الإجهاد الحراري وأمراض القلب والجهاز التنفسي.

Trending Plus