مصر مصدر الثقل والاتزان للعرب.. بيان "الخارجية" يضع النقاط فوق الحروف بشأن احتلال غزة.. ويجدد رفض تهجير الفلسطينيين.. وترامب لا زال يتبع الخداع الاستراتيجى لدعم الكيان.. وما يحدث مؤامرة متعددة الأبعاد

جاء بيان مصر حاسما واضحا بشأن قرار الاحتلال الإسرائيلى لغزة، في ظل حرص مصر الدائم على دعم القضية الفلسطينية من خلال كافة المسارات "السياسية والدبلوماسية والإنسانية، والوساطة"، وفق محددات ثابتة لم ولن تتغير، وانطلاقا من أنها مصدر الثقل والاتزان والسند للعرب جميعا، فمواقفها واضحة منذ بدء الأزمة، بشأن مخطط التهجير القسرى للفلسطينين، فهى من قالت لا للتهجير منذ اللحظات الأولى للعدوان، لأن كان لديها تقدير واستشراف لما سيحدث، وما يخطط له العدو، ولأهداف ومخططات القوى العظمى فى المنطقة والإقليم.
دعم ترامب اللامحدود لفكرة التهجير
وما يجب الانتباه إليه، فى ظل دعم ترامب اللامحدود لفكرة التهجير، أن اتباع سياسة الخداع الاستراتيجي، أمر واقع وسياسة دائمة يتم اتباعها منذ الأزمة من قبل الولايات المتحدة، حيث تتبنى واشنطن خطابا مرنا ومراوغا تجاه ما يحدث بشأن حرب غزة، ومن جهة أخرى تحرص على تقديم كل أنواع الدعم لإسرائيل سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا واستخبارتيا، وفى ذات الوقت تدعو إلى إقامة دولة فلسيطينة لكن بشروط إسرائيلية، وتتحدث عن التهدئة وفى نفس الوقت ترفض وقف إطلاق النار، وتستخدم الفيتو لمنع أى قرار لوقف الحرب، وتعمل على تمرير ما يريد نتنياهو، بل مباركته ومنحه الضوء الأخضر.
تخاذل المجتمع الدولى وعدم القيام بمسئولياته الأخلاقية
فضلا عن تخاذل المجتمع الدولى وعدم القيام بمسئولياته الأخلاقية ولا حتى القانونية، حيث لا قرار ولا موقف واضح وحاسم ضد كيان يرتكب يوميا جرائم حرب وإبادة جماعية في حق الفلسطينيين، بل يترك من يتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بأنه مجرم حرب يفعل ما يشاء، ويتحدى العالم بل ويستخف بالقانون الدولى، ناهيك أن ترامب لا يهتم سوى بملف الأسرى الإسرائيليين، فيما تشارك الإدارة الأمريكية في ما وصفه بـ"الخداع الاستراتيجي" الهادف إلى تمرير المخطط الإسرائيلي تحت غطاء المفاوضات، دون وجود ضمانات حقيقية لإنهاء العدوان أو حماية المدنيين.
مؤامرة متعددة الأبعاد تترابط خيوطها الخارجية والداخلية
وبما أن احتلال غزة يعنى تهديد للأمن القومى المصرى، لذا، من الواجب على المصريين الاصطفاف والتوّحد، لأن الوحدة الوطنية اليوم ليست شعارًا، بل السلاح الأول لمواجهة المؤامرة، خاصة أننا أمام مؤامرة متعددة الأبعاد، تترابط خيوطها، وملامحها باتت واضحة وهو إشعال الحدود، وإنهاك المنطقة، بل محاولة لتفتيت الجبهة الداخلية عبر بث الفتن، وتشويه الثقة في مؤسسات الدولةن لكن مصر والمصريون قادرون على المواجهة بالوعى والإدراك وتحدى الصعاب.
مواجهة المخطط تبدأ بتحقيق وحدة وطنية فلسطينية وعربية
ومواجهة هذا المخطط تبدأ بتحقيق وحدة وطنية فلسطينية وعربية حقيقية باعتبارها مدخلًا لا غنى عنه لأي حل سياسي، وفضح الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية على المستوى الدولي لإظهار حقيقة ما يحدث من "إبادة جماعية"، إضافة إلى تفعيل أوراق الضغط العربي سياسيًا واقتصاديًا، خاصة أن الدول العربية تمتلك أدوات تأثير قوية لم تُستخدم بعد بالقدر الكافي.
غزة لن تُسقط ومصر لن تُكسر
وأخيرا، علينا الحذر جيدا، لأن ما يُطرح من مقترحات يحمل في طياته أجندات خفية تتجاوز ملف الأسرى والرهائن، بل أن الحذر واجبا خاصة من الانخداع بالشعارات، لأن - ببساطة - استمرار الصمت الدولي أمام الجرائم الإسرائيلية سيؤدي - قطعا - إلى اتساع رقعة المعاناة، لكن بالتكامل ووحدة الإرادة، نستطيع أن نحمى غزة من السقوط، ونقول، لم يتمنى كسر مصر: مصر لن تُكسر، ومن يظن أن بإمكانه العبث بأمننا القومي، فليقرأ التاريخ جيدًا..

Trending Plus