من العمرى إلى شيخ العرب همام.. مآذن قنا تتشابه وتروى حكاية أكثر من 400 عام من الإبداع.. تتكون من الطوب اللبن والجيرى والمحروق وكان المؤذن الكفيف يفضل اختياره وقتها لخصوصية المنازل المجاورة.. صور

يحمل التشابه الواضح في طراز المآذن والعمارة التي شيدت بها المساجد في محافظة قنا دلالة على تاريخ طويل مر من هنا، سواء في مراكز الجنوب أو الشمال، فمن المسجد العمري إلى المسجد العتيق في نقادة، تشابهت المعالم المعمارية من الداخل والخارج، وكذلك في طول المآذن وشكلها.
وإذا اتجهنا إلى قلب المحافظة نجد مسجد القنائي، ثم مسجد شيخ العرب همام في فرشوط، الذي يحمل نفس الطابع المعماري، سواء في بناء المئذنة أو في الساحة الخارجية للمسجد، مما يعكس وحدة النمط والبراعة في التخطيط والتنفيذ، ومرت مئات الأعوام وما زالت هذه المساجد تقف شاهدة على براعة البناء وروعة النقوش والمنابر القديمة، خاصة في المسجد العمري والعتيق.
قال ماجد راوي، مفتش آثار، إن المسجد العتيق بنقادة يعود تاريخه إلى أكثر من 400 عام، ويظهر ذلك جليًا في المئذنة القديمة المميزة، حيث تتكون من بدن سفلي مربع الشكل، يعلوه طابق أسطواني ثم شرفة خشبية محمولة على براطيم (عروق) خشبية، كانت تستخدم كمكان للمؤذن.
وأوضح راوي، أن المؤذن كان يختار غالبًا من المكفوفين، حتى لا ينظر إلى منازل الأهالي المجاورة خاصة مع ارتفاع المئذنة، وهو ما يعكس بعدًا اجتماعيًا وأخلاقيا في ذلك الوقت، ويعلو الشرفة طابق مثمن ينتهي بقبة صغيرة تتوج المئذنة، وقد أحيطت معظم أضلاعها بعقود جمالية تُضفي عليها طابعًا فنيًا مميزًا.
وبين راوي، أن مواد البناء، استخدم فيها الطوب الآجر "الطوب الأحمر"، والطوب اللبن "الأخضر"، بالإضافة إلى الحمرة والجير، والطين، وهو ما يدل على تقنيات البناء التي تعود إلى أكثر من أربعة قرون، ويعد تخطيط المسجد العتيق أو العمري والذي تنسب تسميته عادة إلى عمرو بن العاص من أقدم النماذج المعمارية للمساجد في المنطقة، ويتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف، تحيط به أروقة، اثنان منها عموديان، وآخران موازيان لجدار القبلة.
وتابع ماجد راوي، يحتوي على جدار القبلة على باب صغير لا يزال موجودًا حتى اليوم، كان يستخدم قديمًا لدخول الإمام إلى المسجد دون أن يتخطى رؤوس المصلين، في لمحة من الاحترام والترتيب في الشعائر.
المسجد العمري بقوص
المئذنة تتشابه العتيق بقادة، يوجد منبر يعتبر من أقدم منابر مصر المؤرخة فقد أنشئ سنة 550 هجرية، وهو من الخشب الساج الهندي المحفور حفرا بارزا والمزخرف كذلك بالحشوات المجمعة التي بدأت تظهر في أواخر العصر الفاطمي في القرن السادس الهجري.
ويحتوي المسجد على عدد من اللوحات المكتوبة بالحفر الغائر ولذلك يعد واحد من أغني المساجد التي تحتوي على نصوص إسلامية تاريخيّة مكتوبة، كما يوجد لوحة تسجل تاريخ المنبر مكتوبة بالخط الكوفي المزهر وتحتوى سبعة سطور، كما يوجد أمام المحراب المملوكي عمود من الرخام تعلو تاجه "طبلية" خشبية عليها نصان من الكتابة الكوفية، نقلت إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
مسجد شيخ العرب همام
مأذنة المسجد مبنية بالطوب المحروق في جميع جهاته من الداخل والخارج، عدا واجهات كتلتي المدخل الشرقي والشمالي وعقود المحاريب وأروقة الجامع، واشترك الحجر الجيري والطوب المنجور في بناء وزخرفة واجهتي كتلتي المدخل الشرقي والشمالي.
أما عقود المحاريب وأروقة المسجد فقد بنيت من الطوب المنجور والآجر بطريقة المشهر، وقد استخدم البناء في لصق الوحدات البنائية مونه مكونة من الطين والجير والحمرة بنسب مختلفة في أماكن مختلفة.

_مأذنة المسجد العتيق

مئذنة مسجد شيخ العرب همام

المسجد العتيق بنقادة

المسجد العمري بقوص

Trending Plus