وزارة الصحة تكشف تفاصيل المشروع القومى للمستشفيات والمنشآت الصحية الخضراء لتقديم خدمات بجودة عالمية وصديقة للبيئة لتوفير الموارد .. حسام عبد الغفار : تشكيل الفريق الأخضر بكل مستشفى لتعزيز تنفيذ المشروع

ورئيس هيئة الإعتماد والرقابة الصحية : خلق بيئة صحية أفضل للمرضى وتحسين الممارسات الصحية.. ويؤكد : منح شهادة المنشآت الصحية الخضراء لمدة 3 سنوات للمنشأة الحاصلة على جهار
كشفت وزارة الصحة والسكان عن تفاصيل مبادرة مشروعات المستشفيات والمنشآت الصحية الخضراء والتي تهدف إلى تعزيز الأداء البيئي داخل المستشفيات والمنشآت الصحية الحكومية، من خلال تطبيق ممارسات صديقة للبيئة، وترشيد استهلاك الموارد، بما يسهم في تحسين بيئة العمل وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث بأسم وزارة الصحة والسكان إن الوزارة أطلقت المرحلة الأولى من مبادرة «المشروعات الخضراء» وذلك بهدف تطبيق معايير شمولية في الجودة فى اداء الخدمات والتوسع فى تعزيز وجود المتشآت الصديقة للبيئة كأحد توصيات المؤتمر العالمى للمناخ.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان : يتم حاليا العمل على تحقيق عدد من النتائج البيئية، والتي تشمل خفض استهلاك الكهرباء والمياه، تطبيق نظم أولية لإعادة تدوير النفايات الطبية، ورفع الوعي البيئي بين العاملين في المنشآت الصحية، حيث تُعد مبادرة «المشروعات الخضراء» جزءًا من توجه وزارة الصحة، نحو دمج مفاهيم الاستدامة البيئية داخل القطاع الصحي الحكومي، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ورؤية «مصر 2030».
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن هذه المرحلة التأسيسية من المبادرة تركز على تشكيل «الفريق الأخضر» في كل مستشفى، والذي يضم ممثلين عن الإدارات الطبية، والهندسية، والبيئية، والمالية، والقانونية، والإدارية، بهدف وضع خطط عملية لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه، وتطوير أساليب إدارة النفايات، بما يتناسب مع طبيعة كل منشأة.
وأضاف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أن تنفيذ المبادرة سيجري بشكل تدريجي، ووفقًا لنتائج التقييم الفني ومعدلات الاستجابة والتطبيق في المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أن التوسع في المبادرة سيتم بشكل مرحلي، يراعي خصوصية كل منشأة، ويضمن تحقيق الأهداف البيئية المستهدفة بكفاءة واستدامة.
وأكدت الدكتورة رشا الشرقاوي، مدير الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية، أن الوزارة تعمل حاليًا بالتنسيق مع مديريات الشؤون الصحية على تشكيل الفرق الفنية بالمستشفيات وتحديد الإجراءات التنفيذية المناسبة لكل منشأة، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى تُعد مرحلة تأسيسية لبناء نموذج قابل للتوسع والتكرار، مع توفير الدعم الفني والتشغيلي للمستشفيات المشاركة.
وأشارت الدكتورة فاطمة نصار، مدير الإدارة العامة للتخطيط الصحي والسياسات، إلى أن المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز كفاءة العمل داخل المستشفيات الحكومية، مضيفة أن الوزارة تتوقع أن تسهم المبادرة في تقليل أي هدر في الموارد، وخلق بيئة صحية أكثر أمانًا واستدامة، بما يعود بالنفع على المريض ومقدم الخدمة، ويُعزز من قدرة القطاع الصحي على التكيف مع التحديات البيئية المستقبلية.
وقال دكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (جهار)، إن الهيئة شريك أساسى فى خطة تطوير جميع قطاعات المنظومة الصحية المصرية وفقا لرؤية مصر 2030، وبالتالى فهى داعم رئيسى للارتقاء بقطاعى المستشفيات الخضراء فى مصر، باعتبارها الجهة المنوط بها إصدار معايير جودة الخدمات الصحية المعتمدة من منظمة «الاسكوا» الدولية، وتطبيقها على مختلف المنشآت الصحية بما يضمن جودة مخرجات الخدمات الصحية بمستوى يضاهى المستويات العالمية ويناسب جميع المرضى، كما تحرص على تعزيز التحول إلى «المستشفيات الخضراء» والتى تعتمد على استخدام تكنولوجيا توفير الطاقة، وتدوير الموارد، وتحسين جودة الهواء والماء، والتخلص الآمن من النفايات الطبية، ويتميز تصميمها بالاهتمام بتوفير بيئة صحية ومريحة للمرضى والموظفين مع الحفاظ على البيئة والحد من الآثار السلبية عليها.
وقد أطلقت الهيئة، شهادة التميز للمنشآت الصحية الخضراء والمستدامة، للمساهمة فى خلق بيئة صحية أفضل للمرضى وتحسين استدامة الممارسات الصحية.
وأشار الدكتور أحمد طه إلى أن دليل متطلبات التميز للمنشآت الصحية الخضراء المستدامة والذى أصدرته «جهار» بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، يشمل عشرة متطلبات حتى تتوافر لدى المنشأة الصحية القدرة على قياس وإدارة ٨ عناصر أساسية هى : القيادة الفعالة والقادرة على التخطيط لبيئة خضراء، وكفاءة استخدام الطاقة والتحول التدريجى نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، والإدارة الآمنة للمواد الكيميائية، وإدارة مخلفات الرعاية الصحية، وسلامة واستدامة وصحة الغذاء، وتصميم المبانى والمنشآت الصحية وفقاً لأكواد البناء الخضراء والمستدامة، وتعزيز خيارات الشراء الخضراء والأخلاقية، والحفاظ على استدامة الموارد المائية. وأيضاً اتخاذ المستشفيات إجراءات لتحسين الجودة البيئية للمستشفيات وتعزيز صحة المرضى والعاملين بالمستشفيات، وتؤدى إلى توفير كبير فى استهلاك الطاقة والمياه ومصاريف التشغيل.
وتمنح شهادة المنشآت الصحية الخضراء لمدة 3 سنوات للمنشأة الحاصلة على اعتماد «جهار»، وهناك مستويان للشهادة: الأول «الشهادة الذهبية للتميز البيئي» فى حال تخطى المنشأة لـ 90٪ من درجة التطابق مع المتطلبات، والثانى «الشهادة الفضية» فى حال كانت الدرجات من70٪ إلى أقل من 90٪، وقد نجحت تجربة اعتماد أول منشأة مصرية وفقاً لدليل «جهار»، وما حققته من نسب وأرقام مرتفعة فى تخفيض البصمة الكربونية للمنشأة بمقدار 695 طنا، وتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 20٫3٪ سنويًا، وتوفير ما يقرب من19٪ من استهلاك المياه، وهو ما كان له مردود إيجابى فى خفض تكاليف الإنفاق السنوية للمنشأة وتحقيق وفرة مالية وصلت إلى ما يفوق 6 ملايين جنيه، وإدراكا لأهمية التدريب فى ضمان استدامة جودة الخدمات وتعظيم الأمان البيئي، نظمت الهيئة برنامجا تدريبيا يعتبر الأول من نوعه بأسوان بالتعاون مع مستشفى مجدى يعقوب للقلب (والذى يستعد للحصول على شهادة التميز)، وتناول شرح متطلبات التميز البيئى بالمنشآت الصحية، ومتطلبات القيادة الفعالة والتخطيط لبيئة خضراء مستدامة، إلى جانب التدريب العملى على الخطط والبرامج المطبقة بالفعل بالمستشفى.
ويشير دكتور أحمد طه إلى حاجتنا إلى توفير حلول عملية لتقوية وضع السياحة العلاجية مثل زيادة عدد المرافق الصحية الخضراء، وإنشاء قاعدة بيانات يلجأ إليها راغبو العلاج فى مصر تحتوى على قائمة بأسماء المراكز الطبية المتخصصة «مراكز التميز» وأخرى بالمستشفيات التى تتبع المعايير العالمية فى العلاج، لتفعيل التنافس بين المستشفيات من حيث التجهيزات والتخصصات، لكسب ثقة المرضى والزوار، بما يسهم فى جعل مصر واحدة من الوجهات المفضلة عالمياً للسياحة العلاجية والاستشفائية وهو بلا شك يعود بالنفع على الاقتصاد المحلى.

Trending Plus