تقرير رسمى يكشف ارتفاع الإنتاج الحيوانى.. صغار المربين يمتلكون 70% من إجمالي الثروة الحيوانية.. إنتاج الألبان يصل لـ 7 ملايين طن.. اللحوم الحمراء إلى 600 ألف طن.. وزيادة عدد رؤوس الجاموس إلى 1.53 مليون رأس

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتزايد الطلب على الغذاء، أصبح قطاع الثروة الحيوانية في مصر أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز استدامة الإنتاج المحلي من اللحوم والألبان ومن هنا، تتجه أنظار الدولة إلى تنمية هذا القطاع الحيوي من خلال برامج استثمارية شاملة تعزز من قدرات المربين وتدعم عمليات الإنتاج بأحدث الأساليب التكنولوجية والعلمية، حيث يعد التحسين الوراثي للماشية أحد أبرز هذه الجهود التي أثبتت فعاليتها في رفع معدلات الإنتاجية وجودة المنتجات، ومن خلال مجموعة من المبادرات التمويلية، الدعم الفني، والبحوث الزراعية المتقدمة، تسعى وزارة الزراعة إلى تحقيق قفزة نوعية في إنتاج اللحوم والألبان، مما يسهم في تأمين احتياجات السوق المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وكشف تقرير رسمى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الجهود المبذولة لدعم مربي الثروة الحيوانية في مصر، بهدف تعزيز قطاع الثروة الحيوانية وتنميته بما يسهم في زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم والألبان ذات الجودة العالية، وذلك في إطار الحفاظ على صحة المواطنين وضمان الأمن الغذائي.

وأوضح علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا لتطوير قطاع الثروة الحيوانية، بما يضمن تعزيز الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين.

وبين أن استراتيجية الوزارة تشمل مجموعة من المحاور التي تستهدف زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات، بداية من الدعم المالي والفني للمربين، مرورًا بتوفير الأعلاف، وصولًا إلى تطبيق برامج التحسين الوراثي للماشية.

وأشار الوزير إلى أهمية تطوير البنية التحتية لقطاع الثروة الحيوانية، والتي شملت تحديث مراكز تجميع الألبان وتوفير قاعدة بيانات دقيقة لترقيم الماشية، ما يسهم في تحقيق معدلات نمو إيجابية.

كما أكد على التعاون المثمر بين الحكومة، القطاع الخاص، ومربي الثروة الحيوانية، خصوصًا صغار المربين الذين يمتلكون حوالي 70% من إجمالي الثروة الحيوانية في مصر.

وتابع الوزير قائلاً: "إن دعم صغار المربين هو الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي، حيث يتضمن الدعم الفني والمالي واللوجستي لتحسين الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي، فضلًا عن رفع نصيب الفرد من البروتين الحيواني من خلال توفير كوب لبن آمن".

وأوضح تقرير لقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، أن الوزارة حققت تقدمًا ملحوظًا في تنمية القطاع، مستعرضة جهودها في تنفيذ مبادرات تمويلية هامة، و أبرز هذه المبادرات هو المشروع القومي للبتلو، الذي يستهدف تمويل مشاريع الثروة الحيوانية بفائدة منخفضة، حيث بلغ إجمالي التمويل لهذا المشروع أكثر من 10.5 مليار جنيه، استفاد منها حوالي 45.1 ألف من الشباب وصغار المربين.

وأشار التقرير إلى أن التغذية تمثل نحو 70% من تكاليف إنتاج اللحوم والألبان، ولذلك كان من الضروري تكثيف الجهود في هذا المجال، تم تدبير العملات الأجنبية اللازمة لاستيراد خامات الأعلاف الأساسية مثل الذرة والصويا، كما تم زيادة الإنتاج المحلي من الأعلاف من خلال التوسع في الزراعات التعاقدية وزيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل العلفية.

كما تم تنفيذ برامج تدريبية للمزارعين والمربين على كيفية تكوين العلائق العلفية بما يساهم في تحسين كفاءة الإنتاج.

وفيما يتعلق ببرنامج التحسين الوراثي للماشية، كشف التقرير عن نتائج إيجابية كبيرة تم تحقيقها من خلال برامج التحسين الوراثي والتهجين، خاصة في مجال تربية الجاموس المصري، حيث ارتفع عدد رؤوس الجاموس من 1.3 مليون رأس في 2020 إلى 1.53 مليون رأس في 2024، بزيادة قدرها 18%، وهو ما يعكس نجاح الوزارة في تحسين الإنتاجية من خلال تقديم قروض ميسرة ودعماً لتطوير المزارع المتخصصة.

ووفقًا للإحصائيات، ارتفع معدل النمو اليومي لعجول الجاموس المحسّن وراثيًا إلى 1200 جرام يوميًا مقارنة بـ 850 جرامًا للجاموس غير المحسن كما شهدت إنتاجية الألبان زيادة ملحوظة حيث بلغ الإنتاج اليومي 16 كجم للجاموس المحسن وراثيًا، مقارنة بـ 5 كجم فقط للجاموس غير المحسن.

أما بالنسبة للأبقار المصرية، فقد أوضح التقرير أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير سلالات الأبقار من خلال مراكز التلقيح الاصطناعي المتطورة، حيث أصبحت السلالات المحسنة وراثيًا تنتج حوالي 20 كجم من الألبان يوميًا مقارنة بـ 7 كجم فقط للسلالات المحلية.

وفيما يخص مراكز تجميع الألبان، أشار التقرير إلى دعم الدولة الكبير لهذه المراكز، حيث تم تطوير 296 مركزًا نموذجيًا لتجميع الألبان، وتزويد 41 منها بنظام إلكتروني حديث لتقييم الألبان وفقًا للمعايير العالمية، كما تم تنفيذ العديد من حملات التفتيش والفحوصات المخبرية لضمان سلامة الألبان المجمعة.

وأضاف التقرير أن مصر أصبحت قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان الطازجة، بل وتصدير ما يزيد عن احتياجاتها.

وعلى صعيد آخر، أكد التقرير أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية قد قامت باتخاذ خطوات هامة لتحسين الاستفادة من الثروة الحيوانية، من خلال تطبيق نظام الترقيم والتسجيل للحيوانات باستخدام أرقام بلاستيكية معترف بها دوليًا، مما يساهم في ضبط بيانات الثروة الحيوانية وتسهيل اتخاذ القرارات المناسبة.

وأفاد التقرير أيضًا بأن الدولة تبسط الإجراءات اللازمة لترخيص مشاريع الثروة الحيوانية مع تأكيد الضوابط الخاصة بالأمن الحيوي، ما ساهم في تحسين أداء قطاع الثروة الحيوانية وزيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ.

وتوقع التقرير أن يشهد قطاع الثروة الحيوانية في مصر مزيدًا من النمو في الأعوام القادمة، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج الألبان إلى حوالي 7 ملايين طن بنهاية عام 2025، مقابل 6.5 مليون طن في 2024، كما يتوقع أن يرتفع إنتاج اللحوم الحمراء إلى 600 ألف طن مقارنة بـ 555 ألف طن في 2024، هذا النمو المتوقع يبرهن على أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق نهضة شاملة في قطاع الثروة الحيوانية، ما يعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي.