مكافأة نتنياهو من واشنطن والغرب.. وما يجب الانتباه إليه

لاشك أن الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، أخذت منحنى خطيرا في ظل رغبة نتنياهو الجامحة لتنفيذ مخططاته التوسعية، وذلك من خلال اتباع كل الوسائل حتى ارتكاب جرائم حرب، وكذلك السعى بكل قوة لاستمالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو مواصلة احتلال القطاع بشكل كامل، بل وصل الأمر - في اعتقادى - أن نتنياهو يطلب مكافأة من واشنطن والغرب كثمن للخدمات الضخمة التي يقدمها لهم في الشرق الأوسط بالحفاظ على مشاريعهم وأنه هو من يحارب من اجلهم للقضاء على محور الشر كما يدعى.
صحيح، نتنياهو يريد نفوذاً أكبر في الشرق الأوسط، ويريد أن يُعامل من الغرب بوصفه قائداً قوياً؛ كما أنه لا يريد فقط حرية التصرف في غزة، بل تصفية تامة للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، لكن في ذات الوقت يرى أنه يحارب من أجل الغرب ومن أجل وشنطن، لذلك، يتعامل معهم باستعلاء، ويسعى إلى تخريب أي مقترح يقدمه الوسطاء، ويتبع كل سياسيات المماطلة والمراوغة في المفاوضات، ماضيا في مواصلة القتل والقصف وفتح الجبهات، مستعينا بدعم الولايات المتحدة وتأرجح الغرب، فى استخفاق واضح للعالم كله، ، بل الأخطر أن الكل حتى الغرب الذى يتبنى خطابا سياسيا داعيا لحل الدولتين يتبع استراتيجية الخداع الاستراتيجي وهو ما يجب أن ينتبه إليه العرب.
الأمر الآخر، هو أن أكثر ما يؤرق نتنياهو في مواصلة أهدافه، هو الوسيط المصرى، حيث يٌحاصره دائما بالمقترحات والبدائل العملية لإنهاء هذه الحرب، بل ويصر علي أنه لا حل إلا من خلال العودة إلى الاستقرار، وأن كل ما يحدث مرهون بإنهاء الحرب على غزة، ونموذجا التحركات الأخيرة بشأن المقترح المصرى الخاص بهدنة الـ60 يوما وإعلان حماس موافقتها، وهو ما تم تناوله بكثافة من قبل الإعلام الرسمي والعربى والدولى، والذ رأه الكثير أن مصر استطاعت أن تضع حماس أمام خيار لا مفر منه وهو لابد من الاتفاق ولا سبيل غيره، وأنه لا سبيل للمراغة ولابد من الحسم في ظل هذه الظروف الدقيقة ووضع الكل أمام مسئولياته، ورمى الكرة في ملعب ترامب، وإسرائيل.
ليكون السؤال الأهم في النهاية، هل ستتجاوب إسرائيل مع هذا الطرح، خصوصاً وهي حتى الآن لم تُبدِ أي قبول واضح، بل يبدو أنها غير معنية أصلاً بالوصول إلى اتفاق إذا تحقق وقف الإبادة وتراجع الاحتلال عن اجتياح مدينة غزة، وعاد إلى النقاط التي جرى التوافق عليها سابقاً.
وأخيرا، ندق نقوس خطر بشأن ما يريده نتنياهو والغرب وواشنطن، ما يتطلب تواصلا وحراكا مصريا وعربيا للضغط على إدارة ترامب لإقناعها بالمبادرة الجديدة وخطورة احتلال غزة، وتأثير هذا التوجه على مصالحها في الشرق الأوسط، وأن يكون هناك إرادة عربية موحدة لكشف هذا الخداع والتصدى له، فالسير فى هذا الاتجاه يشجع نتنياهو فيما أسماه مشروع إسرائيل الكبرى، وما يجب تداركه قبل فوات الأوان..

Trending Plus