من ضاحية بيروت إلى صنعاء.. تكرار سيناريو اغتيالات"حزب الله".. إسرائيل تستهدف قيادات الحوثي..اختراق استخباراتى للجماعة وهجمات سيبرانية استقبت الضربة.. الحوثى تطلق حملة اعتقالات موسعة.. وتستهدف سفينة سكارليت راى

فى استنساخ لسيناريو الضاحية الجنوبية لبيروت، بانتقال إسرائيل التكتيكى من استهداف البنية التحتية إلى اغتيال القيادات الميدانية والسياسية، والإقدام على اغتيال القادة الكبار فى "حزب الله"، وعلى رأسهم حسن نصرالله، نفذ جيش الاحتلال ضربة عنيفة على أحد مقار الحوثيين فى اليمن مؤخرا؛ حيث كانوا يجتمعوا لمتابعة خطاب زعيمهم عبدالملك الحوثي، وأسفرت عن مقتل 37 شخصًا، بينهم رئيس حكومة الحوثيين أحمد الرهوى وعدد من الوزراء والقادة العسكريين؛ ما خلق فراغًا كبيرًا في إدارة الشؤون الداخلية للجماعة.
استبق الضربة الإسرائيلية هجمات سيبرانية مهدت الطريق للعملية، وأثرت على منظومة الاتصالات في اليمن أغسطس الماضى، فيما يذكر بـ"عملية البيجر "، التى نُفذت فى لبنان قبل انطلاق عملية الاغتيالات الموسعة بين صفوف حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
اتخذت إسرائيل قرار التنفيذ اتخذ بسرعة من أعلى المستويات السياسية في تل أبيب بعد توافر معلومة دقيقة عن توقيت الاجتماع ومكانه، وجاء القرار عقب تقارير إسرائيلية أكدت أن ضرب الحوثيين عسكرياً لم يحقق الردع المطلوب، وهو ما دفعها إلى وضع قائمة اغتيالات على رأسها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى، وتضم القائمة أبرز قادة الجماعة مثل عبد الملك الحوثي، ورئيس الأركان محمد عبد الكريم الغماري، ووزير الدفاع محمد العاطفي، والمتحدث العسكري يحيى سريع.
و جاء اعتراف الجماعة الحوثية بمقتل عدد من قادتها بعد نفي أولي منهم، مما يعكس حالة الارتباك الداخلي ومخاوف من رد فعل أتابعها، وقامت الجماعة بتعيين محمد أحمد مفتاح رئيساً جديداً للحكومة خلفاً للرهوي، في خطوة تعكس اتجاهاً أكثر تشدداً داخل الجماعة.
أصداء الضربة
ولاتزال أصداء الضربة الإسرائيلية على الصعيد الداخلى؛ حيث أطلقت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين حملة اعتقالات موسعة استهدفت موظفين في منظمات دولية، من بينها منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وبرنامج الغذاء العالمي، وتشير مصادر من صنعاء إلى أن عدد المعتقلين تجاوز تسعة موظفين حتى الآن.
في أعقاب الغارة، صدرت توجيهات حوثية صارمة تقضي بتقييد حركة القيادات السياسية والعسكرية، ومنع أي تجمعات موسعة، وتغيير مسارات التحرك بشكل دائم، إضافة إلى فرض السرية المطلقة على الاجتماعات واستخدام وسائل بديلة للاتصالات بعد منع الهواتف المحمولة.
وقد ألقى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثى خطابًا مطولًا وجهه إلى أنصاره، وصف فيه الغارات الأخيرة بـ"العدوانية المؤثرة"، مؤكدًا أن الضربة تركت أثرًا بالغًا على بنية الجماعة الإدارية والأمنية؛ مشدداً على أن المعركة "مستمرة"، وطالب أجهزته الأمنية بتعزيز التحصينات الداخلية، خصوصًا في أعقاب هذا "الاختراق الأمني الكبير".
قلق إسرائيلى
ورغم نجاح الضربة الإسرائيلية؛ إلا أن الرعب يسود فى تل أبيب، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو إلى تغيير مقر انعقاد جلسة الكابينت إلى مجمع أكثر تحصينا، بسبب تهديدات الحوثيين.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه متأهب لأي رد فعل انتقامي من جانب الحوثيين عقب مقتل رئيس حكومتهم أحمد الرهوي وثمانية وزراء الحكومة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه عزز وحدات معينة تحسبًا لرد انتقامي متوقع من الحوثيين، حسبما أوردت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من عدم امتلاك الحوثييين ترسانة أسلحة كبيرة أو أنها غير متاحة بسهولة، كما أن عدد منصات الإطلاق الخاصة بهم غير معروف، فإن الجيش الإسرائيلي يأخذ في الاعتبار أن الحوثيين قد يحاولون تحدي أنظمة الكشف والدفاع الجوي.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس "وجهنا ضربة ساحقة غير مسبوقة لكبار القادة الأمنيين والسياسيين لجماعة الحوثى".
وأكد كاتس "سيتعلم الحوثيون درسا قاسيا ومصير اليمن كمصير إيران وهذه مجرد بداية".
وفى أول رد فعل على اغتيال رئيس حكومتهم، توعد مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين بالتصعيد والثأر عقب مقتل المسئوليين الحوثيين، وشدد على أن الجماعة مستمرة فى المواجهة مع إسرائيل، "نصرة للشعب الفلسطينى فى غزة".
كما أعلن الحوثيون ، اليوم الاثنين، استهداف السفينة سكارليت راى التى كانت تبحر فى مياه البحر الاحمر، مؤكدين أستمرار نهجهم فى مهاجمة السفن التى على صلة بإسرائيل .
وهذه ليست المرة الأولى فقد سبق عشرات الاستهدافات للملاحة فى البحر الأحمر .
اختراق استخباراتى
تؤكد الضربة الإسرائيلية تعرض جماعة الحوثى لاختراق أمنى استخباراتى كبير، فى سيناريو مشابه لما تعرض له "حزب الله" فى لبنان.
بينما يرى مراقبون أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسمح لإسرائيل بخوض مواجهة منفردة في اليمن، لأن ذلك قد يجر المنطقة إلى حرب أوسع.
ويؤكدون أن على واشنطن أن تنخرط بشكل مباشر في أمن البحر الأحمر، عبر قيادة تحالف دولي يشبه ذلك الذي واجه تنظيم داعش في سوريا والعراق، و أن أي مواجهة مع الحوثيين لن تكون مجرد معركة أمنية، بل ستأخذ أبعاداً سياسية واقتصادية واستراتيجية كبرى.

Trending Plus