هنا مصنع الرجال.. أكاديمية الشرطة تطوّر منظومتها التعليمية باستحداث تقنيات تدريبية تحاكى الواقع الميدانى.. وتضع على عاتقها مهمة إعداد رجل شرطة عصرى يتناسب مع ملامح الجمهورية الجديدة وتحدياتها

هنا.. فى قلب القاهرة الجديدة، تقف أكاديمية الشرطة شامخة كأحد أهم الصروح التعليمية الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط، واضعة على عاتقها مهمة إعداد رجل شرطة عصرى يتناسب مع ملامح الجمهورية الجديدة وتحدياتها.
ومن خلال رؤية متكاملة، سعت الأكاديمية إلى تطوير بنيتها التحتية والتعليمية والتدريبية بشكل غير مسبوق، من أجل تخريج ضباط يمتلكون الكفاءة والمعرفة والقدرة على التعامل مع الواقع الأمنى المتغير.
ومع تسارع وتيرة التطور التكنولوجى، لم تقف الأكاديمية مكتوفة الأيدى، بل بادرت إلى تحديث منظومتها التعليمية، حيث تم استحداث ميادين تدريبية جديدة تعتمد على تقنيات حديثة، تحاكى الواقع الميدانى وتكسب الطلاب المهارات العملية اللازمة، مع تعزيز الجوانب البدنية والانضباطية بما يليق بضابط شرطة قادر على مواجهة التحديات.
كما أولت الأكاديمية اهتمامًا بالغًا بمحتوى المناهج التعليمية، عبر دمج مفاهيم حديثة فى البرامج الدراسية مثل الذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، وإنترنت الأشياء، وغيرها من أدوات التكنولوجيا المعاصرة التى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من بيئة العمل الأمنى اليوم.
ويأتى هذا التوجه فى إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى إعداد ضابط يمتلك المعرفة التكنولوجية، وليس فقط التدريب البدنى أو القانونى التقليدى.
ولأن رجل الشرطة اليوم لا يُقاس فقط بقدرته على فرض القانون، بل بمدى احترامه لحقوق الإنسان وقدرته على حماية الأمن الإنسانى، فقد ركزت الأكاديمية على إدماج مناهج متقدمة فى هذا المجال، وأعدّت كوادر أكاديمية متخصصة لتدريس هذه المفاهيم، انطلاقًا من أن احترام الحقوق والحريات ليس فقط التزامًا قانونيًا، بل هو حجر الأساس فى بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وفى هذا الإطار، صاغت كلية الشرطة داخل الأكاديمية خطط عمل متكاملة، تستهدف إعداد خريج يتسم بالكفاءة الشاملة، وقادر على كسب ثقة المجتمع. وتتمحور هذه الخطط حول تطوير العملية التعليمية من خلال عدة عناصر رئيسية، تشمل تحسين أداء أعضاء هيئة التدريس، وتحديث المقررات الدراسية، وابتكار طرق تدريس تفاعلية، بالإضافة إلى توفير الموارد التعليمية الحديثة التى تواكب المعايير العالمية.
كما تبنت الكلية نظامًا أكثر دقة وشفافية فى اختبارات القبول، بهدف اختيار أفضل العناصر من بين المتقدمين، وفق معايير موضوعية تراعى الجوانب العلمية والبدنية والنفسية. ويتم متابعة هذا النظام بشكل مستمر لتقييم كفاءته وتطويره، بما يضمن اختيار طلاب مؤهلين وقادرين على التفاعل مع متطلبات الدراسة والتدريب.
وتحرص الكلية على تهيئة بيئة دراسية محفزة تحترم الفروق الفردية بين الطلاب، وتوفر لهم كافة الإمكانيات التى تساعدهم على صقل قدراتهم الذهنية والبدنية. كما تشجع الطلاب على الإبداع فى مختلف المجالات، سواء الأكاديمية أو الثقافية أو الفنية، فى إطار من الانضباط والمسؤولية.
وفى جانب آخر، تشجع الأكاديمية الضباط على استكمال دراستهم العليا، وتوفر لهم مناخًا علميًا ملائمًا لإجراء أبحاث متخصصة تخدم العمل الأمنى وتواكب تطوراته. وقد ابتعثت الأكاديمية العديد من كوادرها للدراسة فى مؤسسات دولية مرموقة، بما يعزز من مستوى المعرفة الأكاديمية والتطبيقية داخل الجهاز الأمنى المصرى.
وتسعى الكلية أيضًا إلى ترسيخ ثقافة التطوير المستمر داخل هيئتها التعليمية، حيث يتم تحفيز أعضاء هيئة التدريس على مراجعة المناهج وتحديثها بشكل دورى، والاستفادة من خبرات القيادات الأمنية العاملة فى الميدان، بما يحقق الدمج بين النظرية والتطبيق، ويعزز من قدرة الطالب على استيعاب التحديات الحقيقية التى سيواجهها عند التحاقه بالعمل الشرطى.
ومن خلال هذه المنظومة المتكاملة، تسعى الأكاديمية إلى تحقيق الجودة فى كل ما تقدمه، والوصول إلى الريادة إقليميًا ودوليًا كجهة تعليمية وتدريبية متخصصة فى العلوم الأمنية. وتضع على رأس أولوياتها تخريج ضابط شرطة يتمتع بالكفاءة، والانضباط، والقدرة على القيادة، والالتزام بالقانون، والإيمان بقيم العدالة والاحترام، ليكون بحق رجل أمن للجمهورية الجديدة.

Trending Plus