"أسطورة ع الممر.. وتاريخ فى الصخر".. وادى هلال ينقش أسرار مصر القديمة في سجل صخرى.. صحراء أسوان تحكى تاريخا منسيا منذ 6000 عام.. وآثريون: متحف طبيعى مفتوح يسجل أقدم رموز المصرى القديم.. صور

فى قلب الصحراء الشرقية، وعلى بعد كيلومترات قليلة شمال مدينة إدفو بمحافظة أسوان، يختبئ موقع أثرى فريد يُعرف باسم وادى هلال – الكاب، هذا الوادى ليس مجرد ممر جبلى أو طريق قديم، هو متحف طبيعى مفتوح يسجل أقدم صفحات التاريخ المصرى قبل نشأة الأسر الحاكمة.
قالت الدكتورة عزة عبد الرحمن، مديرة إدارة البحث العلمى بمنطقة آثار أسوان، إن وادى هلال شهد حضارة نقادة الأولى "حوالى 4000 قبل الميلاد"، حيث تنتشر على جدران الصخور نقوش ورسوم محفورة بدقة وبساطة فى آن واحد، تكشف عن رموز دينية وصور لحيوانات مثل الماعز والظباء، إلى جانب أشكال هندسية قد تُعتبر بدايات لتطور الكتابة المصرية القديمة، هذه النقوش تحمل دلالات روحية وثقافية، عكست علاقة الإنسان الأول بالطبيعة والكون.
وأوضحت الدكتورة عزة عبد الرحمن، أن علماء الآثار يرجحون فى الوقت ذاته أن هذه المنطقة كانت محطة مهمة على طرق القوافل القديمة التى ربطت وادى النيل بالبحر الأحمر، إذ استخدمها المسافرون والتجار كمعبر استراتيجى فى الصحراء الشرقية، ومن هنا جاءت أهمية النقوش باعتبارها رسائل رمزية تركها الإنسان القديم لتدل على حضوره ولتوثق طقوسه ومعتقداته.
وأشارت إلى أنه من المثير أن النقوش فى وادى هلال تعود إلى فترة مبكرة تسبق عصر التوحيد، أى قبل ظهور الملك مينا الذى وحّد القطرين، وهذا ما يمنح الوادى قيمة تاريخية كبرى، حيث يقدم صورة واضحة عن بدايات تكوين المجتمع المصرى وتطوره الثقافى قبل أن تتبلور الدولة المركزية.
وتابعت مدير إدارة البحث العلمى، أن وادى هلال يتمتع بطبيعة خلابة تعكس التداخل بين الصحراء الصامتة وتلال الصخور الحمراء الداكنة وهذه البيئة القاسية التى احتضنت الإنسان القديم ما زالت تحتفظ بجاذبيتها اليوم، وتجذب أنظار الباحثين والسياح المغامرين الذين يأتون لاستكشاف أسرار المكان.
وأكدت أن منطقة الكاب بوجه عام تُعد من أغنى المواقع الأثرية فى مصر القديمة، إذ تضم مقابر صخرية ضخمة تعود لعصر الدولة الحديثة، ومعابد مكرسة للإلهة نخبت، حامية الجنوب، لكن وادى هلال يظل مميزاً بكونه أقدم من كل ذلك، فهو شاهد على حقبة ما قبل الكتابة، حين كان المصريون الأوائل يرسمون حكاياتهم على الصخور بدلاً من أوراق البردي.
وكشفت أن الخبراء يتوقعون أن وادى هلال بحاجة اليوم إلى مزيد من الاهتمام السياحى والتعريف الإعلامي، ليخرج من دائرة المجهول إلى دائرة الضوء، فهو ليس مجرد آثار منسية فى الصحراء، بل مرآة عاكسة لبداية رحلة المصرى القديم نحو الحضارة والخلود.

الصخور المنقوشة

الصخور

تاريخ وادى هلال

منطقة الكاب بإدفو بأسوان

نقوش المنطقة

Trending Plus