الإكرامية عادة انتشرت منذ العصور الوسطى فى أوروبا.. اعرف الحكاية
الإكرامية، والتى تعرف أيضاً بـ"البقشيش" أو "النفحة"، هى مبلغ مالى إضافى يقدمه عميل ما أو صاحب مصلحة للعاملين فى قطاع الخدمات لإنهاء العمل المطلوب فى أسرع وقت، وهو نوع من الممارسة التى اختلف عليها الكثيرون وتسببت فى حالة من الجدل حول أحقيتها، إلا أن الإكرامية تعود جذورها إلى المجتمعات الإقطاعية فى أوروبا إلى العصور الوسطى، ففي تلك العصور، كان ملاك الأراضي الأثرياء يقدمون أحيانا مبالغ صغيرة من المال لخدمهم أو عمالهم نظير جهدهم الإضافي أو خدمتهم الجيدة.
تطورت هذه اللفتة لاحقا إلى عادة أكثر رسمية، بحلول عصر تيودور، كان يتوقع من ضيوف المنازل الأرستقراطية تقديم "أوشحة" لخدم المنازل في نهاية إقامتهم، وسرعان ما أصبحت هذه المدفوعات إلزامية، ولاقت استياءً واسعا من الضيوف.
في القرن التاسع عشر، بدأ الأمريكيون الأثرياء الذين سافروا إلى أوروبا بتقليد هذه العادة في أوطانهم، فجلبوا معهم الإكراميات إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع تدفق المهاجرين الأوروبيين الفقراء، الملمين بهذه الممارسة.
لكن الكثيرين اعتبروا الإكراميات أمرًا لا يمت بصلة للأمريكيين، بل إنها من مخلفات الأنظمة الطبقية الجامدة في أوروبا، ووصفها النقاد بأنها مذلة ومفسدة، بل وتهديد للديمقراطية.
انتشرت في الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية
انتشرت الإكراميات في الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية، عندما دخل الأمريكيون السود المحررون حديثًا سوق العمل بخيارات محدودة.
وظفهم أصحاب العمل في المطاعم والسكك الحديدية، لكنهم رفضوا دفع أجور معيشية، مما أجبرهم على الاعتماد على الإكراميات، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.
على الرغم من أن بعض الولايات حظرت الإكراميات في أوائل القرن العشرين، إلا أن هذه القوانين ألغيت في نهاية المطاف، ثم في عام 1938، عندما حدد قانون معايير العمل العادلة الحد الأدنى للأجور على المستوى الفيدرالي، استبعد عمال المطاعم، مما كرس فعليا الإكراميات قانونًا.
من المفارقات أنه بينما يعد الأمريكيون اليوم من أكثر مقدمي الإكراميات سخاءً في العالم، تخلت العديد من الدول الأوروبية عن هذه الممارسة تمامًا، ففي بلدان مثل فرنسا، يدرج القانون رسوم الخدمة. في الوقت نفسه، لا يزال الإكرامية في الولايات المتحدة معيارًا في العديد من المؤسسات، ومصدرًا للجدل المستمر حول العدالة وحقوق العمال.
Trending Plus