رئيس المركز القومى للبحوث فى حوار لـ"اليوم السابع": أولوياتنا فى البحوث لمشروعات الطاقة والمياه والصناعات الاستراتيجية والأمن الغذائى.. ولدينا 200 منتج جاهز للدخول فى التصنيع.. ونمتلك 350 براءة اختراع

ميزانية المركز غير كافية ولكنها مرضية مقارنة بالأعوام الماضية وتم مضاعفتها خلال السنوات الأخيرة
تدشين  مركز للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في البحث العلمي
علماء المركز نجحوا فى نشر أكثر من 100 ألف بحث بالدوريات العالمية ونمتلك 350 براءة اختراع
توظيف المشروعات البحثية لمواجهة تحديات مشروعات الطاقة والصحة والزراعة
نستطيع الكشف عن حقيقة البحوث العلمية المقدمة (فعلية أم ملفقة) باستخدام الذكاء الاصطناعى
انتقلنا من مفهوم البحث العلمى للترقية للبحث العلمى التطبيقى

أكد الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز القومي للبحوث، أن المركز يعمل وفق  استراتيجية ثابتة ، يتم وضعها بالاعتماد على استراتيجية الدولة عند وضع  خطط بحثية، ونعمل على المحاور التى تهم البحث العلمي لربط البحث العلمي بالصناعة، وذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية وتسخير البحث العلمي في خدمة الصناعة، وأولوياتنا كدولة مصرية في الغذاء، أمن الغذاء، الطاقة، المياه، الصناعات الاستراتيجية، الصحة، وهذه هي المحاور التي نركز عليها في خططنا البحثية.

هل وصلنا لمرحلة البحث العلمى التطبيقى وليس البحث العلمى للترقيات فقط ؟ وهل أصبح لدى المركز القومي للبحوث بحوث علمية بيتم ترجمتها فعلًا وتحويلها إلى ابتكار وإلى مخرجات تفيد المجتمع؟

لدي شعار أومن به وهو أن  البحث العلمي  قاطرة التنمية، ولو نظرنا على تجربة أي دولة قامت وأصبحت من الدول العظمى الآن، مثل الصين واليابان وألمانيا نجد أنها بدأت من الصفر فى البحث العلمى، وحقيقة مع بداية المركز القومى للبحوث كانت الأبحاث العلمية بغرض الحصول على الترقية وإعداد سيرة ذاتية تؤهل صاحبها للحصول على مركز مرموق دوليا والمكأفات والجوائز، ومع مرور الوقت، اتجاهات الدولة والظروف الاقتصادية التي بتمر بها مصر والعالم بدأنا فى توظيف  الأبحاث العلمية والمشروعات البحثية التي نعمل عليها  في خدمة الصناعة والإنتاج، وأصبح  تركيزنا على الأبحاث ذات المردود الاقتصادى
وحاليًا في خطة المركز نكافئ العلماء في المركز أصحاب البحوث التطبيقية والحاصلة على براءة اختراع وصرف مكأفات مالية وتلك الأمور جعلت الباحث ينجذب نحو البحوث التطبيقية ويقوم المركز بعد ذلك فى تسويق هذه الأبحاث للقطاع الصناعى والانتاجى.

حدثنا عن مبادرة بديل المستورد التي أطلقها المركز القومى للبحوث؟

مبادرة بديل المستورد انطلقت  وقت بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لما وجدنا المستثمرين بدأوا فى الاهتمام بالبحث العلمي نتيجة لصعوبة استيراد بعض المواد من الخارج ، وتم تشكيل مجموعات بحثية واستطعنا فعليًا تقديم منتجات تخدم القطاع الصناعي، وبدأت  تدخل في الصناعة، ولدينا أكثر من 200 منتج حاليًا في المركز القومي للبحوث جاهزة للدخول في التصنيع وتنتج كميات كبيرة، مما يقلل فاتورة استيراد بنسبة كبيرة جدًا.
الدولة المصرية أصدرت عام  2018 قانون حوافز الابتكار، وهذا  ساعد الباحث جدًا إنه يستثمر في البحث العلمي و منتجه البحثي للقطاع الصناعي، ونحن كباحثين لم يكن  مسموح لنا قبل 2018 الدخول كشريك في شركة، أنشئ شركة، أو أشارك بالمنتج البحثي والحصول منه ربح  بوجود المشروع، ولكن بوجود القانون في 2018، منح  الحق للباحثين فى الدخول فى شراكات مع المستثمرين والخروج من عباءة القيام بالبحث للترقية ووضعه فى الدرج، وأصبح البحوث تدخل فى الصناعة ويكون للباحث دخل ثابت من تسويق هذا المنتج.
ومن بين أبرز المنتجات الجاهزة بمبادرة بديل المستورد الدخول فى شراكة لإنتاج البلاطات المطاطية بدلا من استيرادها وتم تنفيذها فى إحدى الشركات التي طلبت الحصول على المنتج، والبلاطات مثل البازل المستخدم فى الملاعب والحضانات لامتصاص الصدمات وتم الوصول للفكرة من خلال إعادة تدوير إطارات السيارات التي تسبب مشكلة بيئية كبيرة عند التخلص منها بحرقها، واستطعنا استخلاص مادة المطاط واستخدام معها 30% مخلفات زراعية، فإذًا أنا خلصت البيئة من ملوث يسبب مشكلة، وفي نفس الوقت طلعت منتج نستورده من الخارج، وذلك يغطى نسبة كبيرة من احتياجات السوق فضلا عن توفير عملة صعبة للدولة بتقليل فاتورة الاستيراد وأيضا تشغيل الأيدى العاملة مما يساهم فى القضاء على البطالة.

لدينا براءة اختراع خاصة بإنتاج الملابس والمراتب مقاومة للميكروبات، وكانت مشروع بحثي بتمويل من الـ STDF ووجدنا نتائج مبهرة، وهذه المراتب تم تجربتها  في وحدات الرعاية المركزة في بعض المستشفيات، استخدمنا مجموعتين من المرضى، مجموعة تم وضع لها مراتب العادية الخاصة بالمستشفى العادية، ومجموعة وضعنا  لها المراتب التي تم معالجتها بالمادة المضادة للميكروبات.

ولدينا مجموعة بحثية تعمل على مستخلصات من الطحالب واستخدامها في تصنيع الكريمات ومستحضرات التجميل الخاصة بالجلد والخاصة بالبشرة والخاصة بالتغلب على علامات الشيخوخة
ولدينا مشروع حول استخدام المخلفات الزراعية لإنتاج الأعلاف  الحيوانية، خاصة وأن المركز لدية مزرعة 245 فدان في النوبارية ثروة حيوانية موجودة هناك وثروة داجنة وثروة سمكية، ونحتاج أعلاف للتغذية، والفترة الأخيرة شهدت أزمة فى الأعلاف نتيجة ارتفاع سعر الدولار، وإحدى الشركات طلبت تنفيذ خط إنتاج لإنتاج أعلاف ليس مثل الأعلاف المتداولة في السوق، ولكن بها مواد غذائية ترفع من القيمة الغذائية .

ذكرت في سياق الحديث فكرة التمويل، لو عايزين نتكلم عن التمويل الخاص بالمركز القومي للبحوث وهل هو كافي لإجراء البحوث اللي بتفيد المجتمع؟

لو تحدثنا عن  التمويل ستجد أن أعظم دول العالم تمويلا للبحث العلمى تجد المراكز تطلب زيادة ، خاصة وان البحث العلمى يحتاج ميزانية مفتوحة ولدينا فى مصر تم مضاعفة موازنة المركز خلال الفترة الأخيرة أضعاف الأضعاف، فى ظل وجود بند في الدستور إن 1% مخصص للبحث العلمي، ووجود التشريعات اللي ظهرت جديدة زي قانون حوافز الابتكار في 2018 من التشريعات التي ساعدتنا وتخدم المنظومة والسماح بدخول شراكات وإعفاء جمركى للمستلزمات التي تخدم البحث العلمى وفيما يخص الميزانية لن أقول أنها كافية ولكنها مرضية مقارنة بالأعوام الماضية.

هل المشروعات البحثية التي يتم العمل عليها حاليا تواكب التحديات التي تواجه الدولة مثل  التغيرات المناخية، الزراعة، الطاقة؟

نعمل فى المركز القومى للبحوث وفق منظومة متكاملة منضبطة، وتتماشى مع استراتيجية مصر 2030 التي نصت على توجيه البحث العلمى لحل ومعالجة مشاكل الصحة والطاقة ولدينا الخطة الـ 13 للمشروعات البحثية بها حوالي 550 مشروع موزعة على قطاعات: الصحة، الطاقة، المياه، الزراعة والغذاء، الصناعات الاستراتيجية، صناعات العلوم البازغة والعلوم المتقدمة، ومزود عليها الخدمة المجتمعية.
ويتم توظيف  المشروعات البحثية، من خلال التوجيه مثلا أن الـ 3 سنوات المقبلة العمل على مجال الطاقة وحل المشاكل الموجودة، ولدينا مشروعات للطاقة من مصادر غير تقليدية مثل نبات الجتروفا، وإعادة تدوير المخلفات النباتات وإعادة تدوير المخلفات الزراعية، وإعادة تدوير الزيوت فى المنازل وتجميعها والوصول لمصادر جديدة للطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينة وإنتاج الطاقة الشمسية، ولدينا فى 6 أكتوبر مبنى تابع للمركز يدار بالكامل بالطاقة الشمسية .

حدثنا عن أوجه التعاون مع الجامعات والتحالف؟

المركز القومي للبحوث مشارك في 25 مشروع. ونحن أكبر جهة بحثية على مستوى المراكز البحثية وعلى مستوى الجامعات في المشاركة، ونحن شركات فى 5 تحالفات إقليمية ضمن مبادرة تحالف وتنمية بقيادة المركز القومى.
كما أن المركز القومي للبحوث لديه  الشركة الخاصة به ، شركة المركز القومي للبحوث للمنتجات الابتكارية، أنشئت من أكثر من ثلاث سنوات بغرض تطبيق المنتجات البحثية في قطاع الصناعة.

لكل جهة بحثية دور مجتمعى.. ما هو دور المركز القومى للبحوث لخدمة المواطنين ؟

يشارك المركز في قوافل طبية، وقوافل توعوية، وقوافل زراعية، وقوافل بيطرية للقرى والمدن البعيدة، ولدينا مركز التميز الطبي مفتوح داخل المركز ومن خارج المركز بيقدم خدمات لكل الناس ويحضر لنا مواطنين من دول عربية وأفريقية ، وعيادات أسنان تقدم خدمة للجمهور، ونمتلك 2 سيارة مستشفى مجهزة، واحدة للطب العادي باطنة، رمد، أمراض نساء وغيرها من التخصصات، وعربية تانية خاصة بأمراض الأسنان. تخرج فى القوافل الطبية على مستوى القرى والمدن البعيدة
وبالنسبة لبعض الخدمات المجتمعية الأخرى، ننظم تدريب للفنيين والمهندسين في الشركات، من خلال معهد للبحوث الهندسية، ومعهد كيمياء ومعهد للنسجية، ومعهد للصناعات الصيدلية، ونستطيع تعليم الفنيين والمهندسين في الشركات عندنا في المركز. وننظم  التدريب الصيفي لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، ومشروع جامعة الطفل.

الذكاء الاصطناعى ودوره فى البحث العلمى.. ماذا قدم المركز القومى للبحوث فى هذا الملف ؟

من غير المقبول أن المركز القومى للبحوث بعدد علماءه يكون بعيدا عن الذكاء الاصطناعى والـ ai ، ولدينا علماء حاصلين على ماجستير ودكتوراه في مجال الـ AI على مستوى المركز أعداد كبيرة، وتم تدشين  مركز للذكاء الاصطناعي باسم مركز الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في البحث العلمي والابتكارسيضم كل تخصصات المركز طبية، زراعية، تغذية، طاقة، مياه، كل التخصصات، بيئة، تغيرات مناخية لأن أنا عندي مركز تميز للتغيرات المناخية، لتشغيل  كل هذه التخصصات بتقنية الـ AI .

وما التخوفات من التوسع فى استخدام الذكاء الاصطناعى وشات جى بى تى فى إعداد البحوث العلمية؟

كل تكنولوجي ظهر تحول  السيء والجيد. ولو تحدثنا عن اختراع الديناميت في البداية لم يكن الغرض منه الاستخدام في الحرب، وكان المقصود استخدامات سلمية في تفجيرات مناجم وتفجيرات وشق طرق وتم توظيفه في اتجاه تاني. لو تحدثنا عن الذرة كان الغرض منها العلاج وتم توظيفها فى القنابل الذرية، فإذًا كل تكنولوجي وكل فكر جديد بيظهر له الحسن و السيء
لو تحدثنا على الـ AI واستخدام الشات جي بي تي في مجالات إن باحث يستخدمه فى بحث علمى ، لدينا مركز الذكاء الاصطناعى يعمل على هذا الملف واستخدامه كنواه لجمع الداتا للمركز والمراكز البحثية والمشروعات وبحث أن الأبحاث العلمية فعلية وليس ملفقة.

ما هي عدد براءات الاختراع المسجلة للمركز القومى للبحوث ؟

لدينا  أكثر من 350 براءة اختراع. حصلنا على 32 براءة اختراع العام الماضى.

ما مردود تقدم المركز القومى للبحوث فى التصنيفات الدولية؟

المركز القومي للبحوث منذ إنشائه حتى الآن نشر 100 ألف بحث  فى الدوريات العالمية، والعام الماضى تم نشر  5000 بحث وهذا جعلنا للعام الثالث على التوالي رقم واحد في تصنيف سيماجو، والمركز القومى للبحوث بالمرتبة الأولى فى المؤسسات المصرية فى تصنيف العلماء بقائمة ستانفورد لأفضل علماء العالم.