رحلة فى نيل أسوان تتحول لحدث عالمى.. مصورو حياة برية يوثقون ظهور طائر الغاق الأفريقى بعد غياب 122 عاما.. والتقاط صور لـ5 أنواع دفعة واحدة يضع عاصمة أفريقيا على خريطة مراقبة الطيور المهاجرة عالمياً.. صور

مع شروق شمس يوم جديد على ضفاف نهر النيل بمدينة أسوان، حيث تتلامس خيوط الشمس الذهبية مع الطبيعة الخلابة والبيئة الساحرة التى خلقها الله سبحانه وتعالى وجمل بها جنوب مصر حيث أسوان، عاصمة أفريقيا.
ومع هذا الجمال البيئى فى كل صباح، انطلقت مجموعة من المصورين والمهتمين بالحياة البرية فى رحلة استكشافية حملت بين طياتها شغف المغامرة وحلم التوثيق، وارتدى الفريق ملابس ميدانية خفيفة تناسب حرارة الجنوب صيفاً، وجهزوا عدساتهم ومناظيرهم، وتزودوا بكراسات لتسجيل الملاحظات وزجاجات الماء، وكلهم أمل فى أن يكافئهم النهر بكشف نادر ولم يكن فى بال أحد أن هذه الساعات القليلة ستقودهم لتسجيل حدث تاريخى يعيد أسوان إلى خرائط الطيور العالمية.
لحظات من الترقب والاكتشاف
وفى تفاصيل الرحلة، كان الزووم البصرى للكاميرات يقتنص كل حركة على ضفاف النيل، وفجأة، ومن فوق صخرة وسط المياه، ظهر أول فرد من "الغاق الإفريقى" ثابتًا ومهيبًا، لتتحول لحظة الترقب إلى لحظة من السحر جعلت الأنفاس تتوقف، ومع مرور الوقت، توالت المفاجآت حتى تم رصد 5 طيور، وهو مشهد لم يحدث منذ عام 1903 أى بعد 122 سنة.
جاء ذلك بعدما شهدت بحيرة ناصر فى 23 أغسطس الماضى أول رصد لطائر الغاق الإفريقى – Reed Cormorant منذ أكثر من قرن، قبل أن ينجح الفريق فى توثيقه من جديد بمدينة أسوان يوم 30 أغسطس، فى لحظة اعتبرها المشاركون انتصارًا للطبيعة قبل أن تكون نجاحًا شخصيًا.
المشاركون فى توثيق الحدث البيئى العالمى
قال هيثم فهمى، المصور الفوتوغرافى ومراقب الحياة البرية، لـ"اليوم السابع"، إن هذا الظهور يمثل نقلة نوعية فى رصد الطيور المائية المهاجرة، وقد جرى تصوير خمسة طيور دفعة واحدة فى نهر النيل، وهو رقم غير مسبوق، موضحاً أن الغاق الإفريقى يتميز بريش داكن بلمعان برونزى ومنقار أصفر نحيف تحيط به بقع برتقالية حول الوجه والحلق، وهذه الصفات جعلت التعرف عليه دقيقًا ومؤكدًا، وعودة هذا الطائر النادر بعد أكثر من 122 عاما، تعكس نقاء البيئة المائية وغنى النظام البيئى فى أسوان، كما تؤكد أن وادى النيل لا يزال ممرًا حيويًا للطيور المهاجرة.
وأضافت زينب سعدى، إحدى المشاركات فى عملية التوثيق: أن الغاق الإفريقى سباح وغواص بارع، يتغذى بشكل رئيسى على الأسماك الصغيرة، وغالبًا ما يُشاهد ناشرًا جناحيه لتجفيف ريشه تحت أشعة الشمس، تسجيله مرة أخرى فى أسوان رسالة قوية بضرورة حماية الموائل الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجى فى نهر النيل والمناطق الرطبة، وعلقت قائلةً: لا نوثق مجرد صور، لكن نرسل رسائل للعالم عن ثروة بيئية تحتاج إلى حماية ورعاية.
وأكد إسماعيل خليفة، مصور حياة برية، لـ"اليوم السابع"، أن هذه التجربة شكلت بالنسبة له حدثًا فارقًا، مضيفاً: "كان الترقب سيد الموقف منذ بداية الرحلة، لكن لحظة ظهور الطائر لأول مرة جعلتنا نشعر أن كل دقيقة انتظار كانت تستحق والصور التى التقطناها ليست مجرد توثيق، بل هى شهادة على أن أسوان ما زالت تحتفظ بأسرارها الطبيعية، نحن نأمل أن تسهم هذه المشاهد فى جذب أنظار العالم إلى السياحة البيئية فى مصر، وخاصة فى الجنوب."
ما هو الغاق الأفريقى؟
وأوضح أحمد سالم رجب، مصور حياة برية، أن الغاق الإفريقى، بحسب المعلومات المسجلة لدى الباحثون، يُعرف علميًا باسم Microcarbo africanus، ينتمى إلى عائلة Phalacrocoracidae، وينتشر أساسًا فى إفريقيا جنوب الصحراء، مفضلًا العيش بالقرب من الأنهار والبحيرات والمستنقعات الغنية بالقصب والنباتات المائية ورغم أنه ليس غريبًا عن القارة الإفريقية، فإن ظهوره فى أسوان بعد انقطاع دام أكثر من قرن يعيد رسم خريطة الطيور المهاجرة فى مصر.
وأشار، إلى أن الأهمية لا تقتصر فقط على الحدث التوثيقى، لكنها تمتد إلى دلالات بيئية وسياحية، فعودة الطائر تعنى أن البيئة المائية فى أسوان ما تزال قادرة على جذب أنواع نادرة، وهو ما يفتح الباب أمام تعزيز السياحة البيئية ومغامرات الحياة البرية. كما يعيد هذا التوثيق أسوان إلى الواجهة كأحد أهم مواقع مراقبة الطيور عالميًا، ويمثل رسالة بليغة عن ضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها من أى ملوثات قد تهدد استدامة هذا الثراء الطبيعى.

أحمد سالم رجب

إسماعيل خليفة

الكروان

المصور هيثم فهمى

المصورة زينب سعدى

جانب من أعمال التوثيق البرية

حدأة سوداء الجناح كوهية

حدأة كوهية

صياد السمك_1

طائر الغاق الأفريقى

كروان سنغالى

مراقبة الطيور المهاجرة

مصورو حياة برية

Trending Plus