«التار والعار» عن واشنطن الجريحة والجارحة.. عنف ومجاعات بسبب الولايات المتحدة فى حربها المزعومة على الإرهاب.. تدمير دول وإنعاش جماعات أصولية وتنظيمات متطرفة وصولا للوقوف مع سفّاحى إسرائيل فى «الإبادة الجماعية»

تحركت بدافع الصدمة، وتحت شعار الثأر، وتسبّبت فيما هو أكبر ممّا حدث ضدها.. أكثر من 20 عامًا من الحروب والدمار أطلقتها أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، كان لها ثمن باهظ من الأرواح والأموال، ازدادت عاماً بعد عام، واشنطن الجريحة فى البرجين صارت جارحة فى أفغانستان والعراق وغيرهما، وإلى غزة الآن، ورغبة «التار» تحوّلت مع الزمن إلى «عار» كامل الأوصاف.
فى الذكرى العشرين لـ11 سبتمبر، عام 2021، نشر مشروع تكاليف الحرب فى جامعة براون الأمريكية تقديراته بأن الحروب التى أطلقت شرارتها الأحداث الإرهابية كلفت الولايات المتحدة نحو 8 تريليونات دولار، وقتلت أكثر من 900 ألف شخص.
وقدر فريق البحث، أن رقم 8 تريليونات دولار، جميع التكاليف المباشرة لحروب البلاد بعد أحداث 11 سبتمبر، بما فى ذلك تمويل عمليات الطوارئ الخارجية لوزارة الدفاع، ونفقات وزارة الخارجية الحربية وتكاليف حرب مكافحة الإرهاب المتعلقة بها، بما فى ذلك الزيادات المرتبطة بالحرب فى الميزانية الأساسية للبنتاجون، ورعاية المحاربين القدامى الحالية والمستقبلية، وإنفاق وزارة الأمن الداخلى، ومدفوعات الفوائد على الاقتراض لهذه الحروب.
ويقدر تقرير عام 2021 عدد القتلى بما يتراوح بين 897 ألفًا و929 ألفًا، ويشمل أفراد الجيش الأمريكى ومقاتلى التحالف الدولى، ومقاتلى المعارضة، والمدنيين، والصحفيين، وعمال الإغاثة الإنسانية الذين لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للحرب، سواءً بالقنابل أو الرصاص أو النيران، وأشار الباحثون إلى أن هذا العدد لا يشمل الوفيات غير المباشرة العديدة التى تسببت فيها الحرب على الإرهاب نتيجةً للأمراض والنزوح وفقدان الوصول إلى الغذاء أو مياه الشرب النظيفة.
واعترف الباحثون أن تقديرات الوفيات أقل من الحقيقى، وقالت نيتا كروفورد، إحدى مؤسسى المشروع وأستاذة العلوم السياسية بجامعة بوسطن إنه من المرجح أن تكون أعداد الوفيات أقل بكثير من العدد الحقيقى للخسائر البشرية التى سببتها هذه الحروب». وشددت على ضرورة أن يتم الأخذ فى الاعتبار بشكل صحيح العواقب الجسيمة والمتنوعة للعديد من الحروب الأمريكية وعمليات مكافحة الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر، وهو ما حدث فى النسخة الأحدث من التقرير بعد عامين.
فى عام 2023، توصل الباحثون القائمون على نفس المشروع «تكلفة الحرب» بجامعة براون إلى أن أعداد وفيات الحرب على الإرهاب أكبر بكثير، وأن أثر هذه الحرب واسع ومعقد.
وبنى التقرير أرقامه هذه المرة على بيانات الأمم المتحدة ومحاولة المحللين حساب الحد الأدنى للوفيات المنسوبة لما تصفه واشنطن بحربها على الإرهاب فى نزاعاتها التى جرت فى كل من أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن.
وأوضح الباحثون أن الرقم التقديرى لعدد القتلى يتراوح بين 4.5 ملايين و4.6 ملايين، منها 3 ملايين و600 ألف إلى 3 ملايين و700 ألف توفوا بشكل غير مباشر بسبب حروب أمريكا، وهو رقم فى تزايد مستمر نظرا للآثار المتزايدة التى لا يزال صداها يتردد.
كما أشار التقرير إلى أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 7.6 ملايين طفل دون سن الخامسة كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد، أو ما يعرف بمرض الهزال، فى أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والصومال.
ولم تقف آثار حروب أمريكا على «الإرهاب» عند العدد الهائل للقتلى والوفيات، بل أسهمت فى موجات من العنف والمجاعات المدمرة والكوارث البيئية وانتشار المرض، حسب التقرير.

p

Trending Plus