اغتيال فى الدوحة.. نتنياهو وجولة نسف الثوابت والجسور والتفاهمات

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

تتواصل تداعيات طوفان الأقصى فى كل الاتجاهات، وبعد أن انعكست إقليميا فى حروب وصراعات، وأنتجت تحولا ضخما فى الحدود وأيضا فى ثوابت الصراع، على جبهات لبنان وإيران وسوريا، وبجانب حرب إبادة تواصلت لعامين، وهو ما يجعلها أطول مواجهة فى تاريخ الصراع، بجانب كونها تجاوزت حسابات كانت تشير إلى عدم قدرة الاحتلال على مواصلة الحرب لأكثر من أسابيع أو عدة شهور، وبعد أن أطاحت بثوابت وتنظيمات مثل حزب الله وجبهات الدعم التقليدى، فقد كشفت جبهة إيران التى مثلت الداعم الظاهر فى أعقاب 7 أكتوبر 2023، وتم تحييدها لتفرضها هذه التحولات على الفصائل أن تستوعب وتتفهم حجم وشكل التحولات الكبرى التى تطيح بكل الثوابت.


ورغم أن الاحتلال على مدى عقود لم يكن يلتزم بثوابت العلاقات الإقليمية أو الدولية، وسبق وحاولت إسرائيل اغتيال قيادات فلسطينية مثل أبو جهاد فى تونس، وآخرين فى أوروبا، أو محاولة اغتيال خالد مشعل، فإن الأمر هذه المرة تجاوز كل الحدود، ووصل إلى تنفيذ محاولة اغتيال لقيادات وفد تفاوض حماس فى منزل بقطر، وهو ما يمثل بالفعل عدوانا على السيادة وخيانة صهيونية لأحد أطراف التوسط فى مفاوضات وقف الحرب على غزة، والتى تستضيف قيادات حماس ضمن تفاهمات مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل، وبالتالى فإن محاولة اغتيال قيادات وفد تفاوض حماس، تجاوز كل أسوار غرور القوة، وتجاوز قواعد القانون أو حتى علاقات التفاهم السياسية بين الدول التى تربطها علاقات قوية وتنسيق.


وهو ما أكدته الدولة المصرية فى بيانها الحاد بعد الاعتداء الصهيونى على الدوحة، حيث أكدت أن هذه التصرفات تنسف أى جهود وتوسع الصراع، وتمثل انتهاكا لأبسط قواعد القانون الدولى والأخلاقى.


وحتى بالرغم من إعلان فشل محاولة اغتيال قيادات حماس فى الدوحة، فالأمر قد يكون تنبيها أو رسالة للقول إنهم قريبون من أيدى العدو وربما المرة القادمة يتم التنفيذ.


بنيامين نتنياهو أعلن من البداية سعيه لاستعادة المحتجزين بالحرب، وهزيمة حماس، لكنه فى الواقع بدأ عملية انتقام واسعة، بل وتجاهل وعده باستعادة المحتجزين وأنهم لا يمكن أن يكونوا عائقا أمام تنفيذ الانتقام، وهو ما جدد إعلانه فى أعقاب محاولة اغتيال قيادات حماس فى الدوحة، حيث أكد أنها رد على عملية القدس التى أعلنت كتائب القسام المسؤولية عنها، وأعلن نتنياهو أن أيا من قيادات حماس ليسوا بعيدا عن الانتقام، وبالتالى فإن الأمر يعيد تقييم مدى صحة تنفيذ طوفان الأقصى، أو غيرها من عمليات بدا كأنها محفز لاستمرار حرب الإبادة التى تجاوزت الدمار الكامل لغزة، وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، وطرح مخططات التهجير، والضغط لتنفيذها وخلطها بأفكار عن الريفييرا ومشروعات سياحية واستثمارات، وكأنه لا يوجد شعب فى غزة.


وبالتالى فقد أحيا الاحتلال مخططات التهجير التى يفترض أنها كانت تمثل جرائم فى وقت سابق، أخرجها الاحتلال، وتم الإعلان عن وكالة التهجير التى تتحرك وسط السكان لتقدم إغراءات بالهجرة إلى دول العالم، وهو ما جعل المستحيل ممكنا، وقابلا للنقاش، بل إن مصر التى أعلنت من البداية رفضها للتهجير القسرى أو الطوعى، وواجهت ولا تزال حربا دعائية من نتنياهو ومعه تنظيم الإخوان الذى ظهر حليفا لرئيس وزراء الاحتلال وللصهاينة، وهو ما يعد من بين تحولات هذه الجولة من الصراع، حيث كشفت عن تقارب وتوافق فى الرؤية بين الصهاينة وتنظيم الإخوان وبعض النشطاء فى دعم فكرة التهجير إلى مصر، وابتزاز الدولة المصرية بمزاعم عن خنق غزة، مع تجاهل تام لحرب إبادة تستمر لأكثر من 23 شهرا بلا هوادة.


الشاهد أن محاولة اغتيال قيادات حماس فى الدوحة، تضاف إلى متغيرات كثيرة، واختلاف فى شكل ومضمون الحرب أو الجولة الحالية، تفرض على الأطراف الفاعلة محاولة قراءة هذه التحولات، والتعامل معها بعيدا عن الشعارات أو السوابق، حتى لا يقع هؤلاء فى خطأ التعامل مع الجديد باعتباره تكرارا للسابق، بينما هو أمر جديد حتى لو كان يتضمن بعض العناصر المشابهة للماضى، حيث لم تكن تداعيات وردود الفعل منذ 7 أكتوبر 2023 تتشابه مع سوابقها، فقد بدت أكثر أثرا، فى أعداد المختطفين أو القتلى من جهة الاحتلال، وبالتالى جاء رد الفعل بنفس القوة بل وأقوى بأضعاف المرات من السابق.


ومع الوقت اتضح أن الاحتلال كان الطرف الأكثر قدرة على الاستفادة والتعامل مع الحرب، بينما الأطراف التى بقيت عند حد الشعارات والفخر فقدت القدرة على قراءة الحدث وسقطت فى أوهام انتصارات تكتيكية بينما خسرت فى الاستراتيجية، وحتى فرصة توحيد الصف واستعادة العمل الجماعى ظلت بعيدة، وغابت القدرة على التفكير فى إصلاح أخطاء التشتت.


وبعد عامين على الحرب بقيت الإبادة وجرائم الاحتلال، وغابت لدى أطراف القضية القدرة على قراءة الواقع، وبصرف النظر عن الفعل ورد الفعل، فقد بقيت الرؤية المصرية هى الأقوى فى فهم طبيعة التحولات، والحرص على التعامل عربيا وجماعيا، فضلا عن الدفع لتوحيد الجهود ودعم استعادة القدرات، والتخلى عن المزايدة والتدخل، وتقديم الفهم الأكثر واقعية للتعامل مع جرأة هى الأخطر فى تاريخ الصراع، والتى تطيح بكل الثوابت، بل وبأبسط قواعد التوافق والتنسيق.. الاحتلال يتحرك بلا ضوابط ولا يحترم تفاهمات أو تحالفات ولا يفهم إلا الردع والاحتفاظ بالتفهم والتعامل بتكتيكات واستراتيجيات مختلفة، إنها رسائل التحول الأكبر فى تاريخ صراع لا يكف عن التأثير فى كل ثوابت المنطقة.


 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رصاصة فى العنق.. مشاهد جديدة من اغتيال تشارلي كيرك حليف ترامب (فيديو)

حبس رضا عبد العال 3 سنوات.. حكم غيابى لرفضه سداد 1.7 مليون جنيه

شيرين عبد الوهاب تعود بقوة إلى الأعمال الوطنية بأغنية غالية علينا يا بلدنا

أنكر وجود فلسطين.. تشارلي كيرك: غير موجودة وتسمى "يهودا والسامرة".. فيديو

وزير الخارجية ينقل رسالة تضامن ودعم من الرئيس السيسى إلى أمير قطر


تقليل الاغتراب.. الضوابط الكاملة لقبول التحويلات بين الجامعات والمعاهد

"تمهيد ميدانى للمعارك بنيران الإعلام" صناعة الضلال على جثث الأطفال.. انكشاف آلة الدعاية الغربية الشرسة من 11 سبتمبر حتى عدوان غزة.. مسلسل أكاذيب لا ينقطع من حرب العراق إلى التغطية على إبادة القطاع

الداخلية: ضبط شخص هدد جيرانه بـ"كتر" أمام منزلهم بالإسماعيلية.. فيديو

دعوات لسحب تنظيم كأس العالم من الولايات المتحدة عقب اغتيال تشارلي كيرك

النيابة العامة تحقق مع محمد فاروق "سيد شيبا".. وصديقه يؤكد إخلاء سبيله


موقف إضافة فئات جديدة على بطاقات التموين.. اعرف التفاصيل

مواعيد مباريات مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا وموقف مرموش.. إنفوجراف

ذكرى ميلاد صالح سليم.. حكاية وليمة جمعته بالعندليب الأسمر وصباح

خطة التنمية 2025/2026: مصر مركز إقليمى للطاقة رغم تقلبات الأسواق

اعرف أسعار حفل عرائس الماريونيت للكينج محمد منير واختار سهرتك الخميس المقبل

منتخب ناشئات اليد فى مواجهة كوت ديفوار ببطولة أفريقيا بالجزائر

راغب علامة يقدم أغنية "صعب عليا" من ألحان محمود صلاح

من هو الناشط اليمينى تشارلى كيرك.. معتنق للصهيونية المسيحية الرافضة لوجود فلسطين ومعروف بأرائه العنصرية.. ومساند مخلص للاحتلال الإسرائيلى وتوسعاته فى المنطقة.. وتربطه علاقة وثيقة بترامب

مليار و35 مليون دولار عالميا لفيلم Lilo & Stitch

10 أيام وينتهى الصيف.. فصل الخريف يبدأ رسميا 22 سبتمبر ويستمر 89 يوما

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى