الاحتلال يقضى على أحلام "نبال الهسى".. قذيفة تستهدف خيمتها وتتسبب فى بتر يديها وتحرمها من احتضان ابنتها الرضيعة.. زوجها ينفصل عنها ويتركها مشردة مع والديها المسنين.. والأطباء يعجزون عن توفير أطراف صناعية لها

"نبال الهسى" أم فلسطينية جاء الاحتلال ليدمر حياتها بالكامل، بعد أن كانت متزوجة ولديها طفلة "ريتا"، فى إحدى الليالى الصعبة على القطاع، وخلال احتضان الأم لرضيعتها، ضرب أحد الصواريخ الإسرائيلية الخيمة التى يعيشون بها لتؤدى إلى بتر يديها ولم تعد قادرة على حمل ابنتها أو اللعب معها كما كانت فى السابق.
نبال الهسي قبل الإصابة
وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الصادرة في 6 سبتمبر الجاري، فإن هناك أكثر من 22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج ويمنعهم الاحتلال من السفر، بجانب أكثر من 4,800 مجموع حالات البتر.
أصبحت "نبال" في لحظة أما بدون ذراعين، لم تعد قادرة على الاستجابة لنداء ابنتها لتحضنها، لا تجد مكانا تتوافر فيه أطراف صناعية كي تعيش حياتها بشكل طبيعي كما كانت في السابق، فلم تعد قادرة على الحركة أو رعاية طفلتها، لا تستطيع إطعامها، ولا تبديل ثيابها، حيث حُرمت من أبسط حقوقها كأم تحتضن صغيرتها، وأصبحت مشردة بلا مأوى بعدما دُمر منزل عائلتها.
نبال الهسى وطفلتها
تقول نبال الهسي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنها كانت تعيش فى مخيم جباليا بشمال غزة مع أهلها، وتواصل معها زوجها الذى نزح بجنوب القطاع كى تأتى له مع ابنتها، واستجابت لطلبه وتجاوزت الحاجز الإسرائيلى لمفردها لتصل إليه.
وتضيف أن أثناء وجودها في خيمتها بجنوب القطاع، وخلال احتضانها لابنتها واللهو معها إذ بقذيفة صاروخية عشوائية تضرب الخيمة، رغم أن كل من كان يعيش فيها مدنيين لا علاقة لهم بالعمل العسكري، إلا أن إسرائيل تقتل الجميع داخل القطاع.
نبال الهسي بعد بتر أطرافها
وتوضح نبال الهسي أن القذيفة أدت لبتر يديها من أسفل الكوع، وإصابات أخرى في جسمها وحروق شديدة في أجزاء كثيرة بجسدها، وتلف خطير في الكبد والساق، مما يزيد من آلامها.
معاناة نبال الهسي لم تتوقف عند هذا الحد، بل إن زوجها تخلى عنها وطلقها وأخذ ابنته "ريتا"، لتجد الأم نفسها وحيدة بدون عائل، وبعد أن كانت تحتاج إلى مرافق يساعدها على تناول الطعام والشراب، فقد تخلى زوجها عنها وابنتها التي كانت تخفف ألمها بمجرد النظر إليها لم تعد بجانبها مثلما كانت في السابق.
الأشخاص مبتورى ألأطراف في غزة
وبحسب المكتب الأممي لتنسيق الشئون الإنسانية، فإن غزة تحتوى على أكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث، وفي ظل انهيار المنظومة الصحية، يضطر أطباء القطاع للجوء إلى البتر لكثير من المصابين.
وتقول نبال: "عدت لبيت أهلى من جديد، إلا أن الاحتلال قصفه، لنصبح نازحين ومشتتين في الشوارع مما زاد من صعوبة الحياة، ولا أجد من يساعدني خاصة أن والدى ووالدتى كبار في السن ولدى أخ شاب هو من يرافقني ويوفر لى احتياجاتي حتى أستطيع تركيب أطراف صناعية".

بتر أطراف نبال الهسي
وفي وقت سابق أشار المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، إلى أن واحد من كل أربعة أشخاص أصيبوا في حرب غزة يحتاجون إلى خدمات إعادة تأهيل بما فيها الرعاية بعد بتر الأطراف وإصابات الحبل الشوكي، لافتا إلى أن الحرب أدت لتزايد كبير في حالات بتر القدم في ظل تزايد الإصابات نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.
وتوجه الأم رسالة حزن وألم كي تجد استجابة لصرخاتها بضرورة السفر للعلاج خارج القطاع بعدما أكد لها الأطباء في المستشفى الأمريكي بدير البلح، عدم توافر أطراف صناعية لتركيبها، مشيرة إلى أن المنظومة الصحية بالقطاع تهالكت مع استمرار استهداف الاحتلال لها، مؤكدة أنها بحاجة ماسة وعاجلة إلى تدخل طبى لتركيب أطراف صناعية ذكية تعيد لها بصيص أمل، وتمنحها فرصة لتعيش أمومتها.

Trending Plus