الطريق إلى موسم العودة للمدارس بدون قلق وتوتر.. خبراء يضعون دليلا شاملا للأمهات لتقليل الضغوط وتنظيم الوقت بشكل مثالى فى بداية الدراسة وتهيئة البيت لعام دراسى هادئ.. ونصائح لتحضير "لانش بوكس" صحى

مع بداية الدراسة تعود البيوت إلى أجواء التوتر والجرى المستمر بين المواعيد الصارمة، والاستيقاظ المبكر الذى يتحول غالبًا إلى صراخ صباحى ثم سباق لا ينتهى بين الحصص والواجبات، وصراخ مسائى آخر بسبب المذاكرة والنوم، كثير من الأمهات يحاولن تهيئة الأبناء للدراسة بخطط مشددة ومراجعات مبكرة، لكن هذه المحاولات قد تتركهن مرهقات ومحبطات قبل حتى أن يبدأ العام الدراسى فعليا، وهنا تظهر الحاجة إلى تغيير الصورة الذهنية لتصبح الدراسة رحلة ممتعة وليست عبئًا نفسيًا يثقل على الصغار.
تقول إيمان عبدالله، استشارى العلاقات الأسرية: إن الخطوة الأولى تبدأ من تغيير صورة الدراسة فى أذهان الأمهات، فالتعامل معها على أنها «معسكر مغلق» يثقل على كاهل الأبناء ويخلق لديهم مقاومة داخلية.
وتضيف: الحل هو إدخال عنصر المتعة عبر الألعاب التعليمية، والتعلم النشط، وتجربة المعلومات فى الحياة اليومية، بحيث تتحول المعرفة إلى مغامرة شيقة وليست مجرد التزام ثقيل.
كما تلفت استشارى العلاقات الأسرية إلى أن بعض الأمهات يبدأن الدراسة المبكرة بدافع تعويض الأعوام السابقة أو ضمان درجات مرتفعة، لكن الأهم هو احترام الفروق الفردية بين الأبناء، فلكل طفل قدراته، وشخصيته، ووتيرته الخاصة فى التعلم، والضغط الزائد أو الإجبار لا ينتج عنه سوى التوتر، بينما تؤدى الخطوات التدريجية المتوازنة إلى النجاح بسهولة وهدوء.
تشدد استشارى العلاقات الأسرية على ضرورة أن يظل العام الدراسى متوازنًا، فلا يقتصر على المذاكرة فقط، الرياضة مثلًا تلعب دورًا جوهريًا فى تقوية الدماغ، وتحسين التركيز، وزيادة القدرة على الحفظ، كذلك الأنشطة الاجتماعية والمهارات الحياتية لا تقل أهمية، إذ تساعد الطفل على النمو فى بيئة متوازنة بعيدًا عن الروتين القاسى.
وأخيرًا تنصح استشارى العلاقات الأسرية بأن تكون المذاكرة على فترات قصيرة، مثل ربع الساعة يتخللها استراحة لتناول فاكهة أو عصير صحى، أو حتى ممارسة نشاط بدنى بسيط، كما تشدد على تجنب المشروبات الغازية، والاهتمام بالصحة النفسية للطفل عبر تخصيص وقت للترفيه، والتواصل الأسرى، والاستماع لتجارب الأبناء اليومية، بحيث يشعر الطفل بأن حياته لا تدور حول الدراسة وحدها.
5 نصائح عملية تساعد الأمهات على تدريب الأبناء على التنظيم
تحرص الكثير من الأمهات على غرس عادة التنظيم فى حياة أبنائهن، ليتمكنوا من حصد الفوائد التى تعود عليهم من تنظيم الوقت وتوزيع المهام بشكل منظم، كإنجاز الواجبات فى وقتها، وإدارة اليوم الدراسى بكفاءة، وتجنب مشكلات التأجيل والتراكم، لكن فى المقابل قد تواجه بعض الأمهات صعوبة فى تعويد أبنائهن سريعًا على هذه العادة، وهو ما يتطلب الصبر والأساليب التربوية المناسبة، هناك خمس نصائح عملية تساعد الأمهات على تدريب الأبناء على التنظيم والتأقلم معه بسهولة قدمها موقع Organized Mom.
التخلص من الفوضى.. أول ما يعيق الأطفال عن الاعتياد على النظام هو كثرة المشتتات وتراكم المهام غير الواضحة، لذلك يُنصح بأن تبدأ الأم بإزالة الفوضى المحيطة بهم، وترتيب الأولويات، بحيث تكون المهام فى حدود قدراتهم، وهو ما يجعل عملية الالتزام بها أكثر سهولة ويمنحهم إحساسًا بالإنجاز.
تحديد الأبناء لمهامهم بأنفسهم.. الأطفال فى المراحل العمرية المتوسطة قادرون على إدارة المهام دون تذكير مستمر من الأهل، لذا من المفيد أن ينشئوا بأنفسهم تقويما أو مخططا يحتوى على واجباتهم اليومية، مواعيد مذاكرتهم، والتواريخ المهمة، وحتى الأنشطة الترفيهية، هذا الأسلوب يعزز شعورهم بالمسؤولية ويجعلهم أكثر التزاما.
إنشاء روتين يومى ثابت.. وجود روتين ثابت يمثل حجر الأساس لاكتساب النظام، كأن تحدد الأم أوقاتا ثابتة للنوم والاستيقاظ، ومواعيد الوجبات، وأوقات العائلة، إضافة إلى الأنشطة الترفيهية، هذه الخطوات تساعد الطفل على التعود تدريجيًا على إدارة وقته بشكل تلقائى ومنظم.
تعزيز مهارة إدارة الوقت.. تشجيع الأبناء على استخدام أدوات بسيطة، مثل المنبه، يساهم فى مساعدتهم على بدء المهام وإنهائها فى الوقت المحدد، هذه العادة الصغيرة تكسبهم مهارة إدارة الوقت منذ الصغر، وتجعلهم أكثر كفاءة فى إنجاز واجباتهم.
منح فترات راحة منتظمة.. للحفاظ على النشاط والانضباط، يحتاج الأبناء إلى فترات استراحة قصيرة مثل الكبار، يمكن تطبيق تقنية «بومودورو»، التى تعتمد على العمل لمدة 25 دقيقة تليها استراحة قصيرة 5 دقائق، هذا الأسلوب يساعدهم على تجديد طاقتهم والاستمرار فى المهام بروح أكثر حيوية وتنظيمًا.
خطة متكاملة لـ"اللانش بوكس" كل يوم
تتحول لحظة تحضير «اللانش بوكس» فى الصباح إلى صداع يومى يرهق الأمهات، ما بين ضيق الوقت ورغبة كل أم فى تقديم وجبة صحية ومتنوعة لطفلها، لكن الخبر السار أن هذه المهمة يمكن أن تصبح أسهل بكثير إذا اتبعت الأمهات بعض الحيل البسيطة وخطط التحضير المسبق، التى تجعل من تجهيز الوجبة نشاطًا سريعًا ومرنًا، بدلًا من كونه عبئًا ثقيلًا، وإليك عدة نصائح شاركتها الشيف الأمريكية والأم لتوأمين، ليزا مارش، عبر مدونتها:
خطة أسبوعية أساس النجاح.. الخطوة الأولى تبدأ من التخطيط، ينصح الخبراء الأمهات بإعداد قائمة أسبوعية ثابتة للوجبات، هذه الخطة توفر وقت التفكير كل صباح، وتجعل عملية التحضير أكثر تنظيمًا.
كما أن تخصيص ساعة فى عطلة نهاية الأسبوع لتجهيز بعض المكونات مثل الدجاج المشوى، الخضار المقطع أو الحبوب المسلوقة، يوفر مجهودًا كبيرًا طوال أيام الدراسة.
تحضير مسبق يوفر نصف الجهد.. فكرة التحضير المسبق أصبحت وسيلة فعالة للأمهات خاصة العاملات منهن، يكفى تجهيز بروتين مثل صدور الدجاج أو الكفتة، وخضار مقطع كالجزر والخيار مع كمية من الأرز أو المكرونة محفوظة فى الثلاجة، ولا مانع من إعداد وجبات مجمدة، مثل المافن أو السندويتشات الملفوفة، لاستخدامها عند الحاجة.
أدوات تسهل المهمة.. الأدوات الذكية تختصر الكثير من الوقت، مثل صناديق البنتو متعددة المقصورات التى تفصل بين المكونات، وأكياس السيليكون القابلة لإعادة الاستخدام للفاكهة أو السناك وحتى الملصقات البسيطة التى تحمل اسم الطفل واليوم توفر وقتا وتمنع الخلط.
إشراك الطفل فى التحضير
من النصائح المهمة أيضا إشراك الطفل فى اختيار أو تجهيز بعض العناصر البسيطة، مثل اختيار السناك لليوم التالى أو إغلاق العلبة، هذا يقلل من وقت التحضير ويزيد من تقبل الطفل لطعامه، لأنه يشعر بأنه شارك فى صنعه.
نصائح للسلامة والتخزين.. ينبغى الاحتفاظ بالأطعمة القابلة للتلف فى الثلاجة حتى آخر لحظة، مع تخصيص خزانة صغيرة للطوارئ تحتوى على منتجات سهلة التحضير، مثل المكسرات أو الفاكهة المجففة، كذلك من الضرورى مراعاة أى حساسية غذائية للطفل، وإبلاغ المدرسة أو الحضانة بمكونات الوجبة.
أفكار سريعة لوجبات اللانش بوكس.. من بين الأفكار التى يمكن إعدادها فى 5 دقائق: لفائف التورتيلا المحشوة بالدجاج والخس والجبن.
مكرونة باردة بزيت الزيتون والطماطم - مافن البيض الذى يخبز مسبقا - بارفيه الزبادى بالجرانولا والفاكهة.
هذه الأفكار تمنح الطفل تنوعا وتشجع على تناول الطعام دون شكوى.
4 أساسيات لا بد من ترتيبها لعام دراسى مميز وسهل
تنشغل الكثير من الأمهات بإنهاء أعمال التنظيف والترتيب فى مختلف أركان المنزل، حتى يسود جو من النظام والراحة يساعد الأبناء على المذاكرة فى بيئة مرتبة تعزز التركيز والانتباه، لكن الاهتمام بالمنزل وحده لا يكفى، فهناك 4 أساسيات أخرى لا بد من ترتيبها والاستعداد لها، لتكون العودة إلى الدراسة أكثر حماسًا وسهولة، وفق ما أورده موقع livingetc.
ترتيب الملابس المدرسية.. الانتهاء من تجهيزات الزى المدرسى، وتخزينه فى مساحته المخصصة فى الدولاب، وتخصيص أماكن محددة لتعليق الملابس، يجنب الغرفة الفوضى التى تسببها الملابس ويحافظ على ترتيب الغرفة.
ترتيب المكتب.. ترتيب مساحات المذاكرة وتفقد الكتب والأورق، والتخلص من التى تسبب الفوضى، مع تخصيص أرفف وأدراج للكتب المدرسية الجديدة يسهل الوصول إليها، وتعد من الخطوات التى تخلص الغرف من الفوضى، وتضمن مكانا للمذاكرة ملائما ومنظما.
الانتهاء من أفكار الوجبات.. من التحضيرات المبكرة المهمة للاستعداد للعودة للدراسة، تجهيز أفكار اللانش بوكس، وتحضير المربات الموسمية «الكمثرى - التين - الجزر» وإعداد اللانشون المنزلى، والانتهاء من تجميد الفواكه لإعدادها عصائر فى أيام الدراسة وغيرها، وإعداد قائمة بأفكار الأطعمة الصحية والملائمة للمدرسة من الترتيبات المهمة قبل العودة للمدارس.
ترتيب مساحات الأحذية.. مع العودة للمدرسة تزداد مداخل المنزل بالفوضى التى تسببها الأحذية المدرسية والرياضية وغيرها، ومن المهم ترتيب خزانة الأحذية والتخلص من الأحذية القديمة والتبرع بالأحذية غير المستعملة، وإتاحة مساحات للجديدة تساعد على نظافة المنزل.
5 خطوات مهمة لتعويد أطفالك على النوم المبكر
يظل التحدى الأكبر هو استعادة الروتين اليومى للنوم المبكر والاستيقاظ النشط، فبعد فترة الإجازة الصيفية والسهر، يحتاج الطلاب إلى العودة تدريجيًا لروتين صحى يضمن لهم التركيز والحيوية طوال اليوم الدراسى، وفى هذا السياق، نشر موقع مؤسسة النوم الأمريكية مجموعة من الخطوات البسيطة والفعالة التى تساعد الأبناء على النوم المبكر والتأقلم سريعًا مع العام الدراسى الجديد.
تجنب تصفح الهاتف قبل النوم.. تصفح الهواتف أو الأجهزة اللوحية قبل النوم مباشرة يؤدى إلى تأخر الاستغراق فى النوم وانخفاض جودته، بسبب الإضاءة الزرقاء التى تنبه الدماغ وتجعله فى حالة يقظة، لذلك ينصح بإبعاد الأجهزة الإلكترونية عن غرفة النوم، والحرص على التوقف عن استخدامها قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم.
تنظيم أنشطة اليوم.. وجود روتين يومى واضح ومحدد يساعد الأبناء على ضبط مواعيد نومهم واستيقاظهم، فى المقابل، غياب التنظيم يجعلهم عرضة للسهر وعدم انتظام النوم، لذا من الأفضل تخصيص الأنشطة الذهنية أو الرياضية فى الصباح والنهار، لتعويدهم على الاستيقاظ المبكر وتجنب الخمول أو النعاس فى أوقات غير مناسبة.
ترتيب غرفة النوم.. الأجواء المحيطة بالنوم تلعب دورا أساسيا فى سرعة الاستغراق، فغرفة هادئة ومرتبة وخالية من المشتتات، مثل الإضاءة القوية أو أصوات الأجهزة تمنح الطفل شعورًا بالراحة والاسترخاء، كما يفضل إنهاء الروتين الليلى بالاستحمام، تنظيف الأسنان، وترطيب الجسم لتهيئة العقل والجسد للنوم.
تجنب تناول الطعام متأخرا.. تناول وجبات دسمة أو أطعمة مليئة بالسكريات قبل النوم قد يسبب الأرق وصعوبة فى النوم بسبب انشغال الجسم بعملية الهضم، لذا يفضل الاكتفاء بتناول الأطعمة الخفيفة والصحية، مثل الزبادى، المكسرات، الفاكهة، حيث تساعد على الشعور بالاسترخاء وتسهّل الدخول فى النوم.
الإصرار على الذهاب إلى السرير.. حتى لو لم يكن الأبناء يشعرون بالنعاس، من المهم توجيههم إلى غرفهم فى وقت محدد يوميًا، فالبقاء فى السرير مع إضاءة هادئة وأجواء مريحة يساعدهم تدريجيًا على التعود على النوم فى وقت ثابت، ليصبح جزءا من روتينهم الطبيعى.
كيف تدعمين أطفالك لتكوين صداقات فى المدرسة؟
كثير من الأطفال يتمنون أن يكون لهم أصدقاء يشاركونهم لحظات اللعب والدراسة، ويقضون معهم أوقاتا مليئة بالمرح والتجارب الجديدة، وهنا يأتى دور الوالدين فى مساعدة أبنائهم على بناء صداقات صحية ومتنوعة، وتشجيعهم على التواصل الاجتماعى الإيجابى مع أقرانهم، ووفقًا لما نشره موقع Parents، هناك 4 خطوات رئيسية تساعد الآباء على تمهيد هذا الطريق لأطفالهم:
تواصل الوالدين فى المنزل.. عندما يتعامل الأبوان مع أفراد أسرتهما بلطف، ويتبادلان الاطمئنان، ويشتركان فى المسؤوليات والمهام اليومية، فإن هذه السلوكيات الإيجابية تنعكس على الأطفال بشكل مباشر، فيتعلمون قيم التعاطف والتعاون والإصغاء للآخرين، وهى المهارات الأساسية التى يحتاجون إليها للتعامل مع زملائهم فى المدرسة أو النادى أو المكتبة وتكوين صداقات حقيقية.
تعامل الوالدين فى الخارج.. يساعد تواصل الآباء مع بعضهم البعض فى بيئة المدرسة أو النوادى على كسر الحواجز، مما يسهل على الأطفال التعرف على أصدقاء جدد دون شعور بالضغط أو القلق، لكن من المهم أن يترك الوالدان مساحة كافية للأطفال ليخوضوا بأنفسهم تجربة التعارف والاندماج، بدلاً من التدخل المستمر.
اهتمام الوالدين بالتواصل المفتوح.. تشجيع الأطفال على المشاركة فى أنشطة مشتركة، مثل اللعب الجماعى أو تناول الطعام معا أو تبادل الزيارات بعد المدرسة، يمنحهم فرصًا طبيعية للتقارب، هذه اللحظات الصغيرة ترسخ بينهم روابط عاطفية قوية، وتساعدهم على الاعتياد على التفاعل الإيجابى مع الآخرين.
دعم الوالدين.. من المهم أن يظهر الوالدان اهتمامًا حقيقيًا بتجارب أبنائهما الاجتماعية، من خلال السؤال عن أصدقائهم والأنشطة التى يقومون بها سويا، والاستماع لمشاعرهم بعد هذه اللقاءات، كما أن مشاركة الوالدين لأبنائهم قصصا عن صداقاتهم الشخصية وكيفية تكوينها يلهم الأطفال ويمنحهم نماذج حقيقية للاقتداء بها.

.jpg)
.jpg)

Trending Plus