شباب المناطق الحضارية الجديدة يكتشفون كنوز الفيوم ويؤكدون الولاء الوطني

الداخلية تنظم الملتقى الثامن لشباب المناطق الحضارية "جيل جديد" بالفيوم

كتب محمود عبد الراضي

الخميس، 11 سبتمبر 2025 02:57 م

نظمت وزارة الداخلية الملتقى الثامن لشباب المناطق الحضارية "جيل جديد" بمحافظة الفيوم، بهدف تعريفهم بأبرز المعالم الأثرية والسياحية بالمحافظة وتعزيز الوعي الثقافي وتعميق الانتماء الوطني لدى الشباب.

واختارت الوزارة محافظة الفيوم لاستضافة هذا الحدث تحت رعاية رئيس الجمهورية، ضمن رؤيتها المتكاملة لبناء أجيال واعية ثقافياً وفكرياً داخل المناطق الحضرية الجديدة، وغرس قيم المواطنة والانتماء لديهم.

بدأت الجولة بزيارة السواقي، التي تعد أيقونة محافظة الفيوم وشعارها التاريخي، حيث تعود جذورها إلى أكثر من ألفي عام، ولا تزال تعمل حتى اليوم، وتمثل مزاراً تراثياً فريداً.

بعد ذلك، توجه الشباب إلى هرم هوارة الواقع على بُعد تسعة كيلومترات جنوب شرق مدينة الفيوم، وهو أحد أقدم الأهرامات المبنية من الطوب اللبن في مصر، محاطاً بمناظر طبيعية خلابة تطل على بحيرة قارون، التي تُعتبر من أشهر معالم الفيوم، وتتميز بجمال طبيعتها وتنوعها البيئي.

انطلقت الحافلات بعد ذلك باتجاه وادي الريان وشلالاته الشهيرة، حيث استمتع الشباب بالمحمية الطبيعية التي تتمتع بتنوع بيئي غني، معبرين عن تقديرهم للقيادة السياسية التي تسعى لتعريفهم بهذا الثراء الطبيعي. وشملت الجولة أيضاً زيارة جبل المدورة، أحد أهم المعالم الطبيعية في المحافظة، الذي تتجلى فيه تشكيلات صخرية طبيعية تشكلت عبر ملايين السنين بفعل عوامل الطبيعة.

كما توجه الشباب إلى وادي الحيتان، الموقع المصنف كتراث عالمي، حيث توجد هياكل حيتان عمرها ملايين السنين، وهو مقصد سياحي يجذب الزائرين من مختلف دول العالم.
وتمكنت المبادرة خلال الزيارة من إتاحة فرصة التعرف على قرية تونس، المشهورة بالحرف اليدوية، لا سيما الخزف والفخار، والتي تمثل قيمة سياحية واقتصادية مهمة، وتستقبل الزوار للاستمتاع بالتراث الفني والأنشطة الثقافية المتنوعة.

ضمن فعاليات الملتقى، زار الشباب مديرية أمن الفيوم للاطلاع على التقنيات الحديثة المستخدمة في الرصد والمتابعة الأمنية، وشهدوا عروضاً توضيحية للأجهزة المتطورة التي تساهم في ضبط الجرائم ومتابعة المتهمين. كما عقدت ندوة ثقافية شملت محاضرات توعوية حول ما اكتسبوه من مبادرة "الجيل الجديد" من وعي وثقافة، وتخللت الندوة مناقشات ومناظرات بين الطلاب حول تجربتهم والمعالم التي زاروها في الفيوم.

مبادرة "الجيل الجديد" كان لها دور فاعل في رفع القدرات الثقافية والعلمية والفكرية لهؤلاء الشباب، الذين أصبحوا يتسابقون على التفوق الدراسي. وحرصت وزارة الداخلية على تحفيزهم بتكريم المتفوقين منهم في مختلف المراحل التعليمية، ليصبح التفوق سمة مميزة لهذه الأجيال، ويشاركوا في بناء وطنهم متسلحين بالعلم والثقافة والولاء. شعار المبادرة يجسد هذا الطموح: جيل جديد علمياً وثقافياً وفكرياً ووطنياً.

وخلال الجولة، زار الشباب عدداً من المعالم الأثرية والحضارية، من بينها السواقي، التي تُعتبر تراثاً مائياً فريداً يمثل نظام ري قديم يعود لآلاف السنين، وتبرز كرمز حضاري لمحافظة الفيوم. كما تعرفوا على بحيرة قارون، التي تمثل أحد أكبر المسطحات المائية في مصر، وتشتهر بتنوعها البيئي وتراثها البحري. كذلك استكشفوا هرم هوارة، الذي يُعد تحفة أثرية من العصور القديمة، وجسد تاريخاً عريقاً لفنون البناء المصري القديم.

وشملت الجولة أيضاً زيارة وادي الحيتان، المعروف بوجود أحافير هياكل الحيتان القديمة التي تعود لما قبل ملايين السنين، ما يجعله موقعاً فريداً على مستوى العالم. وشاهد الشباب في مديرية أمن الفيوم أحدث الأجهزة الأمنية المستخدمة في مكافحة الجرائم، مع حضور الضباط الذين رافقوهم وقدموا الدعم الكامل خلال الزيارة.

وخلال فعاليات الملتقى، أكد الفنان سامح حسين أن الدولة لا تهتم فقط بالبناء العمراني والمشروعات التنموية، بل تولي اهتماماً كبيراً ببناء عقول الأجيال وتنمية الوعي الثقافي لديهم، مشيداً بجهود الرئيس السيسي في هذا المجال. من جانبها، أشادت سائحة بزيارة الشباب وأكدت أن مصر بلد الأمن والأمان، وأثنت على حرص الدولة على تعريف الشباب بحضارة وتاريخ وطنهم.

وعبر عدد من المشاركين عن شكرهم للرئيس السيسي على اهتمامه بالشباب وترتيب هذه الزيارات التي تعزز انتمائهم ووعيهم بتاريخ بلدهم. وقالت إحدى الفتيات إنها استفادت كثيراً من الرحلة وتعلمت الكثير عن وطنها، بينما شاركت أخرى في صناعة الخزف خلال الرحلة، واصفة التجربة بأنها مبهجة ومميزة. وأكد شاب آخر شكره لوزارة الداخلية على التنظيم الرائع، مشيداً بوجود الضباط المرافقين في كل مكان، الذين ساهموا في تعزيز الولاء والانتماء لدى الشباب.

وخلال الجولة، تم توزيع الهدايا والحقائب والأدوات المدرسية على الطلاب، في مبادرة تعكس اهتمام الدولة بالشباب وتعزيز روح المشاركة والاحتفاء بهم.