قبة الهوا.. مقابر النبلاء والكهنة تحكى أسرار التاريخ المصرى القديم.. جبل أبو الهوا شاهد أثرى على حضارة أسوان وإطلالتها الساحرة على النيل.. 85 مقبرة منحوتة تروى قصص العصور المصرية المختلفة.. من أمنحت إلى خونس

قبة الهوا في أسوان

أسوان - عبد الله صلاح

الخميس، 11 سبتمبر 2025 05:20 ص

مدينة أسوان هى واحدة من المدن الغنية بمعالمها ومقوماتها السياحية التى تجذب آلاف السائحين سنويا لجنوب مصر، وتجمع بين الحضارة والتاريخ والطبيعة والتطوير، وتم تصنيف مدينة أسوان كأفضل مدينة سياحية فى العالم وأيضا عاصمة اقتصادية وثقافية للقارة الأفريقية، كما أعلنها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى.

ومن بين خريطة المزارات السياحية فى أسوان، يوجد جبل بارز فى واجهة المدينة السياحية وهو الجبل المعروف باسم "جبل أبو الهوا" ويضم أيضاً مجموعة من مقابر الأمراء والنبلاء، ويمثل المكان مقبرة للصفوة من القدماء المصريين فى عصور مختلفة.

ووفق باحثين أثريين فى أسوان، أوضحوا لـ"اليوم السابع" أن قبة الهوا تضم مقابر للنبلاء والكهنة عبر العصور، فهى موقع أثرى مميز يقع على الضفة الغربية لنهر النيل، بمدينة أسوان وهذا الجبل الصخرى، الذى يبلغ ارتفاعه 130 مترًا، يضم 85 مقبرة منحوتة تعود لنبلاء وكهنة ومحافظى منطقة النوبة من عهد مصر القديمة، مما يجعله شاهدًا على عصور مختلفة من التاريخ المصرى القديم.

ومن أهم المقابر الموجودة فى قبة الهوا، "مقبرة أمنحت" وتعد من أكبر المقابر فى الموقع، حيث تبلغ واجهتها حوالى 12 متراً وتزينها نقوش رائعة تعكس مظاهر الحياة في مصر القديمة.

وتضم "النبلاء" أيضاً "مقبرة خونس" وتعود إلى عصر الدولة القديمة، وتقع فى الجهة الشرقية من مقابر الدولة الحديثة، ثم "مقبرة وسر ساتت" وتنتمى إلى عصر الدولة الحديثة، وتضم نقوشًا فريدة من نوعها، أيضاً مقبرة مجهولة، تعود إلى عصر الدولة الحديثة، لكنها لم تُحدد هويتها بعد.

ووصف قبور قبة الهوا، هى عبارة عن حجرات منحوتة داخل الجبل، مختلفة فى الحجم والتصميم وتتميز بزخارفها الجدارية التي تصور مشاهد من الحياة اليومية فى مصر القديمة، مثل: ذبح الأبقار، تزاور الأقرباء والأصدقاء، صيد الأسماك والطيور، عروض موسيقية وحاملى النبال، وغير ذلك.

وأعمال الحفريات فى قبة الهوا، بدأت أولى الحفريات عام 1946 على يد عالم الآثار المصرى لبيب حبشى، واستمرت حتى عام 1951، وفى عام 1959، أرسلت جامعة بون الألمانية بعثة تنقيب بقيادة إلمار إيدل، واستمرت حتى عام 1984.

ويمكن القول بأن قبة الهوا، هى مزيج من التاريخ والجمال الطبيعى ويعد الموقع شاهدًا على التاريخ المصرى القديم، حيث يروى عبر منحوتاته ونقوشه قصص النبلاء والكهنة، كما يتمتع بإطلالة ساحرة على النيل وجزيرة إلفنتين، مما يجعله وجهة مثالية لمحبى التاريخ وعشاق الطبيعة فى آنٍ واحد.

وقبة الهوا فوق الجبل هى أحد العمارة الحربية وتقع القبة على قمة الجبل الغربى للنيل المواجه لمدينة أسوان وأعلى منطقة دير قبة الهواء ومقابر النبلاء، وسبب تسمية القبة بهذا الاسم، فإن التسميات تعددت لها فنجدها باسم قبة الشيخ على ابن الهواء وأخرى بقبة أعالى الهواء وثالثة بقبة الهواء وهو ما اصطلحنا على اعتباره اسما لهذه القبة.