اكتشافات غير مسبوقة فى 2025 تهز العالم.. أقدم جريمة قتل موثقة تعود لـ4000 سنة فى إسبانيا.. العثور على 12 جثة من طقوس تضحية بشرية عمرها 2300 عام فى بيرو.. وسفينة غارقة منذ 317 عاماً تثير خلافاً بين مدريد وبوجوتا

شهد عام 2025 سلسلة من الاكتشافات الأثرية والعلمية التي هزت العالم وأعادت تشكيل المفاهيم حول تاريخ البشرية والحضارات القديمة، من أقدم جريمة قتل موثقة في تاريخ إسبانيا التي تكشف عن مظاهر العنف والصراعات داخل المجتمعات البدائية، إلى اكتشافات في بيرو تشير إلى طقوس تضحية بشرية معقدة، مرورًا بنزاع دولي حول كنز ضائع منذ أكثر من 300 عام في قاع البحر الكاريبي.
كما كشفت تقنيات حديثة في الأمازون وأوروبا عن مدن مفقودة وكنوز أثرية تعود لآلاف السنين، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تطور المجتمعات البشرية، تداخل الثقافات، والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لهذه الاكتشافات، وهذا التقرير يستعرض أبرز هذه الاكتشافات ويدرس تداعياتها العلمية والثقافية والقانونية، مقدماً رؤية متكاملة لما تحمل هذه الكنوز من أسرار تعيد كتابة صفحات التاريخ.
أقدم جريمة قتل موثقة في إسبانيا
في منطقة كيرالبس بمدينة جيرونا الإسبانية، تمكن فريق من الباحثين في معهد كتالونيا لعلم البيئة القديمة وتطور الإنسان من فك لغز قديم استمر آلاف السنين. اكتشاف الهيكل العظمي الذي يحمل سهمًا حجريًا مغروسًا في ضلعه، يثبت وجود عنف داخلي وصراعات بين أفراد الجماعات البشرية الأولى قبل 4000 عام.
ما يميز هذا الاكتشاف هو وجود علامات التئام على العظم حول السهم، ما يدل على أن الضحية لم يمت فورًا، بل عاش لفترة قصيرة بعد الإصابة. وهذا يشير إلى تعقيدات في العلاقات الاجتماعية آنذاك، وربما إلى محاولات علاج بدائية.

جريمة قتل فى اسبانيا
الأكثر إثارة هو أن السهم أُطلق من الخلف، مما يدل على هجوم خيانة وغدر، وربما على صراعات داخلية أو نزاعات على الموارد أو السلطة. ويُعتقد أن الفاعل كان من نفس المجتمع، لأن الأدلة الأثرية تشير إلى وجود سهام مشابهة في نفس الموقع.
هذا الاكتشاف يغير مفهومنا عن حياة الإنسان في العصر الحجري، ويؤكد أن العنف والصراعات الاجتماعية ليست حكراً على العصور الحديثة، بل هي ظاهرة قديمة راسخة في تاريخ البشرية.
طقوس تضحية بشرية في بيرو: أسرار الجثث الـ12 المقيدة
في شمال بيرو، حفر علماء الآثار في منطقة لا ليبرتاد ليكتشفوا بقايا 12 جثة كانت مربوطة الأيدي والرقاب، ومدفونة وجهًا لأسفل، وهو شكل دفن غير مألوف. الجثث تعود إلى حوالي 2300 سنة، وترتبط بطقوس تضحية بشرية متبعة في حضارة سالينار القديمة.

12جثة فى بيرو
عدم وجود أدوات جنائزية أو هدايا دفن، بالإضافة إلى علامات العنف على الجماجم، تؤكد أن هؤلاء الأشخاص لم يُدفنوا كضحايا عاديين، بل كانوا جزءًا من طقوس دينية لها دلالات روحية أو سياسية في ذلك الوقت.
تُعد هذه الطقوس دليلًا على مدى تعقيد المعتقدات الدينية والاجتماعية في حضارات الأنديز، وتُظهر كيف كان الدين والطقوس يمارسان دورًا حاسمًا في تنظيم المجتمع القديم.
لا تزال الأبحاث جارية لتحليل الحمض النووي للجثث لتحديد أصولهم، وهل كانوا من سكان المنطقة الأصلية أم من قبائل أخرى مجاورة، وهذا يفتح آفاقًا لفهم حركة الشعوب والتداخل الثقافي في تلك الحقبة.
سفينة سان خوسيه الغارقة: كنز أثري يثير نزاعًا دوليًا
تاريخياً، سفينة سان خوسيه كانت واحدة من أساطيل إسبانيا التي نقلت كنوز المستعمرات في أمريكا اللاتينية. غادرت السفينة في رحلة مليئة بالمجوهرات والذهب والفضة عام 1708، لكنها غرقت خلال معركة بحرية قرب سواحل كولومبيا.

مجوهات تسبب ازمة بين كولومبيا ومدريد
اكتشاف الحطام بعد أكثر من 300 سنة، كشف عن كنز يُقدر قيمته بين 18 و20 مليار دولار، وهو ما أثار نزاعًا بين الدولتين المالكتين للتراث البحري، إسبانيا وكولومبيا، بالإضافة إلى شركة خاصة أمريكية تُدعى "سي سيرش أرمادا" التي تستثمر في عمليات الإنقاذ.
وتدعى إسبانيا حق الملكية بناء على الحصانة السيادية ، بينما تؤكد كولومبيا أن السفينة تقع ضمن مياهها الاقتصادية مما يمنحها الحق فى المطالبة بالكنز
اكتشافات أخرى مهمة في أمريكا اللاتينية وأوروبا
فى بيرو والأمازون:
رؤوس هروات حجرية طقسية فى بيرو ، وذلك فى منطقة لا جالكا الأمازونية وهو يشير إلى وجود مركز طقوسى وسكنى لحضارة الشاشابوياس ، حيث تداخلت الحياة الدينية مع الحياة اليومية مما يكشف عن أبعاد جديدة فى فهم هذه الحضارة.
مقبرة ما قبل الإنكا فى ليما: حيث تم اكتشاف مقبرتين تجت المدينة الحديثة مع بقايا لأكثر من 1000 سنة يبرز التداخل بين الحضارات القديمة والحديثة ، وهو ما طرح تساؤلات عن استمرارية التقاليد والدفن فى المواقع الحضرية.
مدينة مستعمرة برتغالية مفقودة: وتك الكشف عن بقايا هذه المدينة عبر استخدام تقنيات ليدار الحديثة فى غابات الأمازون ، والتي أظهرت تخطيطا حضريا كمتقدما يبرز مهارات البناء والتخطيط.
في أوروبا:
اكتشاف قطع معدنية من العصر البرونزى فى المجر : حيث تم اكتشاف أكثر من 900 قطعة معدنية تظهر نشاطا اقتصاديا وطقوسيا معقدا فى تل بركانية فى غرب المجر.
كهف مالطا: حيث تم اكتشاف بقايا بشرية تعود إلى 8500 عام ، وهو ما يقدم دليلا على وصول الإنسان إلى الجزيرة فى العصر المسيوليتى ، ويعيد النظر فى تاريخ الهجرة والتوسع البشرى فى البحر المتوسط.
تمثال فينوس فى بولندا: وهو تمثال حجرى عمره 6 آلاف عام تم العثور عليه فى بولندا ، وهو يعد نادرا فى تلك المنطقة ويعكس التطور الفني الرمزى والدينى فى أوروبا الشمالية الشرقية.

Trending Plus