اللواء إبراهيم الدويرى لـ"الجلسة سرية": إسرائيل سيطرت على الجانب الفلسطينى من معبر رفح من 1967 حتى 2005.. ويؤكد: المعبر من الجانب المصرى مفتوح بشكل دائم.. ونصحنا حماس بتكوين حكومة موسعة لكنهم لم يكونوا جادين

مشكلة حماس أنها حاولت إدارة قطاع غزة بعقلية الفصيل وليس الدولة
حاولنا مساعدة حماس لتكون حكومتها قوية
مصر لم تعرقل إسماعيل هنية على الإطلاق بعد تولي رئاسة الوزراء بل حاولنا مساعدته
مصر دعمت حكومة هنية وحاولت أن يكون لها فكر مختلف عن التنظيم
الانقسام سيظل جرحا نازفا للقضية الفلسطينية لوقت طويل
الانقسام الفلسطيني تم بأياد فلسطينية
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن معبر رفح معضلة، فهو معبر مفترى عليه لأنه تحمل الكثير والكثير من أطراف كثيرة، وهو المعبر العربي الوحيد الذي يربط قطاع غزة بمصر والعالم الخارجي.
وأضاف خلال لقاء خاص ببرنامج "الجلسة سرية" مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك معبرا آخر وهو بيت حانون أو إيرز، ويخرج من شمال غزة لإسرائيل للضفة الغربية للعالم، ولا يخرج منه إلا قلة لأن شروطه صعبة لذلك فمعبر رفح هو المعبر الدائم الذي يمر منه مئات آلاف الفلسطينيين.
وتابع: "المعبر سيطرت عليه إسرائيل عقب 1967 ولم تتركه حتى 2005، وعندما كنا نذهب من القاهرة لغزة كنا ندخل المعبر من الجانب الفلسطيني في وجود إسرائيلي كامل، وعندما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة كان هناك مفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل برعاية أمريكية على أن تكون هناك اتفاقية خاصة بالمعابر ككل وسميت اتفاقية المعابر".
واستطرد أن اتفاقية المعابر تمت في 18 نوفمبر 2005 وفي 25 نوفمبر بدأ العمل في المعبر، وتم إقرار 3 شروط رئيسية لعمله. مؤكدا أن "معبر رفح من الجانب المصري لم يمس ومفتوح بشكل دائم، ولكن نتحدث عن الجهة الأخرى"، موضحا أن الشروط الثلاثة هي، وجود الحرس الرئاسي، وهيئة المعابر، وقوات المراقبة الأوروبية، مشيرا إلى أن قوة المراقبة الأوروبية قوة مراقبة وملاحظة تعيش في أشدود، كما أن الحرس الرئاسي لا بد أن يكون موجودا بالمعبر ويتبع المعبر السلطة الفلسطينية.
وتابع: "لم يحسب على مصر أنها منعت شخصية حمساوية أو من الجهاد أو فلسطينية عموما من عبور المعبر، فقد كانت هناك اتهامات أننا أعددنا قوائم بعدم خروج القيادات، وتحدينا الجميع وطلبنا منهم تحديد أي اسم من القيادات يرغب في الخروج ومنعناه، "الاتفاقية وقعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية ولم نكن طرفا في هذه الاتفاقية، ولكن طالما أن الشروط الثلاثة موجودة فالمعبر مفتوح". قائلا: إن علاقة مصر بحماس قبل فوزها في الانتخابات التشريعية ومنذ عام 2000 سواء بالداخل أو الخارج، سواء القيادات التي كانت في الداخل أو في سوريا حينها وكل الأطياف الحمساوية، كانت جيدة.
وأضاف أنه كان متواجدا في قطاع غزة عندما تمت الانتخابات، مؤكدا أن هذه الانتخابات التي تمت في قطاع غزة في يناير 2006 كانت حرة ونزيهة وديمقراطية، ولم تنجح حماس بالتزوير أو القوة، واستغلوا بذكائهم أمورا كثيرة من تنظيم وحراك اجتماعي وضعف وتدني شعبية فتح لذلك فازوا بشكل كامل. متابعا: أن مشكلة حماس بعد الانتخابات أنها حاولت أن تدير قطاع غزة أو الأراضي الفلسطينية بعقلية الفصيل وليس الدولة.
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن مصر تدخلت وطلبت من حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية أن تدير قطاع غزة بعقلية الدولة وليس الفصيل.
وأضاف: "اتصلت بي قيادتي في القاهرة عندما كنت في غزة وطلبوا مني إرسال كل قيادات حماس في الداخل، وتحدثت مع القيادات الفلسطينية وأحضرنا القيادات إلى مصر، والتقوا بالوزير عمر سليمان في هذا التوقيت، وكانت رسالتنا أننا لم نتخذ أي موقف عدائي من حكم حماس، ولم يكن هناك مانع لدى أبو مازن من تولي حماس الحكم، وأخبرناهم أنهم الآن أصبحوا حكومة الشعب الفلسطيني وليس حكومة حماس".
وتابع: "قلنا لهم هل يمكن أن تحكموا الشعب الفلسطيني بعقلية الدولة؟ إلا أن النظرة الضيقة غلّبت عقلية الفصيل والتنظيم على عقلية الدولة، وللأسف حاولنا بقدر الإمكان نصحهم بعمل حكومة موسعة؛ لكن لم تكن هناك الجدية المطلوبة، وقلنا إنه لا داعي لأن يكون رئيس الحكومة من حماس، ولم تحاول فتح عرقلتهم أو إفشالهم".
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إنه عندما تم تشكيل الحكومة برئاسة إسماعيل هنية حلف اليمين بحكومته أمام الرئيس أبو مازن، وكان وزير الخارجية محمود الزهار، ووزير الداخلية سعيد صيام، ونصحناهم أن هناك فارقا بين أن تحكم الحكومة بالنظرة الضيقة أو النظرة الشاملة.
وأضاف : "إلا أنه كان هناك قيودا كثيرة رغم محاولتنا مساعدتهم، وطلب الزهار مقابلة وزير خارجية مصر وقابله بالفعل، وحاولنا بقدر الإمكان مساعدتهم على أن تكون قوية وموسعة ومستقرة، ولكن في نفس الوقت أن تكون موسعة حتى تستطيع مخاطبة العالم".
وتابع: "لكن هذه الحكومة لم تكن تعترف بمنظمة التحرير ولا تعترف بالتزاماتها أو تعترف بأوسلو". مؤكدا أن عملية تسيم السلطة من فتح إلى حماس في غزة تمت بسلاسة كاملة، ولكن حدثت المشاكل بعد ذلك. وأضاف: "مصر لم تعرقل إسماعيل هنية، على الإطلاق بعد تولي رئاسة الوزراء بل حاولنا مساعدته".
وقال: "لم نغضب مطلقا من نتيجة الانتخابات، وكنا في غزة وكانت تقديراتنا نجاح حماس، ولم نقم بأي شيء ضد هذا الأمر على الإطلاق، وكنت متواجدا مع محمود الزهار قبل الانتخابات بأيام وقال إنهم سينجحون وكان هذا يتفق مع تقديراتنا". مؤكدا أن الواقع يقول إن مصر عملت على دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة إسماعيل هنية، ومحاولة توسيع هذه الحكومة، ومحاولة أن يكون لها فكر مختلف عن التنظيم. مضيفا أن "الممارسة على الأرض كانت مختلفة وكانت حمساوية، ومن الناحية الأخرى كان بعض العناصر الموجودة من فتح غير متقبلة وجود حماس وعرقلوهم".
وتابع: "العرقلة ليست جديدة وهي فترة توترات ما بعد أوسلو، وامتد من قبل الحكومة إلى بعدها، وكان هناك نوعا من الصراع بين الحكومة الجديدة التي تمارس عملها بفكر حمساوي تنظيمي وبين بعض العناصر التي لم تكن تقبل هذا الأمر".
قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية كان النكبة الثالثة، فلم نفق من الأولى ولم نفق من الثانية ولم نفق من الثالثة، فالانقسام والانقلاب والحسم هو النكبة الثالثة، ومر 20 عاما على هذه الفترة.
وأضاف: "الانقسام بالنسبة للشاب الفلسطيني أمر عادي لأنه كبر ونشأ في ظل هذا الانقسام، وأصبح أمرا عاديا كالاحتلال، لأنه نشأ في ظله حتى لو لم يقبله فهو واقع، وهو الطامة الكبرى، وسيظل جرحا نازفا للقضية الفلسطينية لوقت طويل".
وأكد: "إسرائيل تركت الانقسام واستفادت منه كثيرا وعمقته، وكان بالنسبة لها طوق نجاه فيما يتعلق بقيام الدولة الفلسطينية، فكيف يمكن أن تقوم دولة فلسطينية على جزء من الوطن؟ لما تتحدوا نتكلم في عملية سلام". مضيفا أنه حتى إذا كان هناك بعض الأطراف التي لديها وجهات نظر معينة في الانقسام الفلسطيني إلا أنها لم تكن بالتأثير الكامل، وللأسف الأمر تم بأياد فلسطينية ساعدت على تأجيج التوتر.
وأضاف أنه سأل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أثناء إيصاله إلى المطار بعد اتفاقية 2011، و"قلت له بالنص، يا سيادة الرئيس لماذا وافقت على اتفاقية الوفاق الوطني وبها بعض الفقرات التي لا تتماشى مع وجهة نظرك أو موقفك، فقال بالنص أنا مش عايز أموت وهناك انقسام، الانقسام تم في عهدي ولا أريد أن ألقى وجه الله والانقسام موجود، وبالتالي وافقت على كل ما قالت عليه مصر من محاولة مرونة كاملة في هذا الاتفاق".

Trending Plus