خسوف القمر الكلى.. معهد الفلك يوضح تفاصيل الكسوف والخسوف.. ويؤكد: دورة منتظمة تُعرف بـ"دورة ساروس".. طولها 18 سنة و11 يوما و8 ساعات.. وجمعية فلكية: الظاهرة دليل علمى حاسم على كروية الأرض

شهدت الكرة الأرضية مؤخراً واحدة من أهم الظواهر الفلكية، وهو خسوف القمر الكلى والذى تمكنت مصر من رصده ورؤيته، وتم تصنيفه من قبل الفلكيين على أنه الأطول فى العقد الحالي.
السؤال الذى يطرحه الهواة ومحبى الظواهر الفلكية بعد كل ظاهرة من ظواهر الخسوف والكسوف، هل يمكننا التنبؤ بمواعيد الكسوف والخسوف ؟، هذا ما أجاب عنه الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، مؤكداً أن يمكن بالفعل التنبؤ بمواعيد الكسوفات والخسوفات.
وقال الدكتور أشرف تادرس فى تقرير له تحت عنوان "هل يمكن التنبؤ بمواعيد الكسوف والخسوف؟"، أن هناك دورة منتظمة لكسوف الشمس وخسوف القمر تُعرف بدورة ساروس (Saros Cycle) طول هذه الدورة 18 سنة و11 يوم و8 ساعات (أى حوالى 6585.3 يوما، أو ما يعادل 223 شهرا قمريا) .
وأشار التقرير إلى أنه بعد انقضاء هذه الفترة تعود الأرض والقمر والشمس تقريبا إلى نفس المواضع النسبية فى مداراتها، فيتكرر الكسوف والخسوف بنمط مشابه جدا لما حدث قبل 18 عاما، وقد اكتشف هذه الدورة البابليون والكلدانيون والمصريون القدماء .
ولفت إلى أن القمر سببا رئيسيا فى هذه الظواهر ويدور حول الأرض فى شهر تقريبا، إلا أن الكسوف والخسوف لا يحدثان شهريا لأن مدار القمر حول الأرض يميل حوالى 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس (دائرة البروج)، ولذلك لا يكون القمر دائما فى نفس المستوى الهندسى الذى يسمح له بحدوث الكسوف أو الخسوف، ولكن لابد أن يكون القمر قريبا من أحدى العقدتين (العقدة الصاعدة الشمالية، أو العقدة الهابطة الجنوبية) وهما النقطتان التى يتقاطع فيهما مستوى مدار القمر حول الأرض مع مستوى مدار الأرض حول الشمس، حيث تكون الزاوية بين القمر والشمس صغيرة بدرجة تكفى لجعل ظل أحدهما يسقط على الآخر .
ولفت إلى أن خسوف القمر الكلى الأخير يعتبر تأكيداً على أن خسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدراً، وكذلك كسوف الشمس لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقاً .
وأكد الدكتور أشرف تادرس أن الخسوف الكلى للقمر يثبت بقوة كروية الأرض، حيث نرى مسقط ظل الأرض يظهر على قرص القمر كدائرة، كما أن الكسوف والخسوف عموما لايمكن حدوثهما إلا إذا كانت الأرض كروية تدور حول الشمس، ويدور حولها القمر كذلك.
وفى نفس السياق، كشف تقرير للجمعية الفلكية بجدة، أن ظاهرة خسوف القمر ليست مجرد عرض بصرى بل هى دليل علمى حاسم على كروية الأرض وصفعة قوية لأوهام أصحاب "الأرض المسطحة".
وأكد التقرير: يحدث الخسوف الكلى عندما يدخل القمر بأكمله فى ظل الأرض فتمنع أشعة الشمس من الوصول إليه، ولا يحدث ذلك إلا عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة ويكون القمر فى طور البدر. خلال الخسوف تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوى للأرض فتتشتت الأطوال الموجية القصيرة (الأزرق) ويبقى الأحمر فينعكس على القمر ويظهر بلونه المميز المعروف بـ "القمر القرمزي".
ولفت التقرير إلى أنه منذ آلاف السنين رصد البشر خسوفات القمر وفى كل مرة كان ظل الأرض على القمر مقوساً دائماً ولو كانت الأرض مسطحة لشاهدنا ظلالًا بأشكال مختلفة تبعًا لزاوية الضوء وهو ما لم يحدث أبداً حتى أرسطو قبل 2300 عام استخدم الخسوف كبرهان على كروية الأرض قبل أن يعرف العالم الأقمار الصناعية أو رحلات الفضاء.
وأكد التقرير أن خسوف الأخير كان يمكن التنبؤ بموعده بالدقيقة قبل مئات السنين، بفضل قوانين الفلك والميكانيكا السماوية وهذا التوافق المذهل بين الحساب والرصد لا يمكن تفسيره ضمن أى نموذج "أرض مسطحة" التى تعجز حتى عن وضع معادلة واحدة تشرح الظاهرة.

Trending Plus