سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 سبتمبر 1969.. إسقاط طائرة إسرائيلية فى قرية «تاج العز» بالدقهلية وأسر قائدها.. والعملية تفضح أكاذيب دعاية تل أبيب

زيورا جاكوب روم
زيورا جاكوب روم
سعيد الشحات

كانت الساعة العاشرة صباح 11 سبتمبر 1969، حين بدأت موجة الهجوم الأولى للقوات الجوية المصرية ضد مواقع العدو الإسرائيلى بالمنطقة الشمالية عند رمانة جنوب العريش، حسبما تذكر «الأهرام»، 12 سبتمبر 1969، نقلا عن بيان المتحدث العسكرى المصرى، الذى أضاف، أنه فى الساعة الوحدة والنصف ظهرا انطلقت موجة الهجوم الثانية تستهدف مواقع فى رأس مسلة، وفى الساعة الثانية كانت الموجة الثالثة، واستهدفت مراكز قيادات العدو ومحطات لاسلكية، ودفاعاته المضادة للطائرات ومناطق إدارية فى القطاع الشمالى، ويذكر البيان العسكرى أن عدد الطائرات المصرية فى هذه الموجات، 102 قاذفة ومقاتلة «سوخى 7» و«ميج 17»، و«ميج 21»، وأسفرت عن خسائر طائرتين لمصر، و6 طائرات لإسرائيل.

كشفت هذه المعارك فضيحة لكذب الدعاية الإسرائيلية، وأدارت مصر هذه المسألة باقتدار، وكان الشاهد عليها سقوط طائرة«ميراج» فى قرية «تاج العز» مركز «السنبلاوين» بمحافظة الدقهلية، وأسر قائدها الكابتن«زيورا جاكوب روم»، وقدم المتحدث العسكرى المصرى تفاصيل ما حدث فى بيان نشرته الأهرام 12 سبتمبر 1969، مؤكدا فيه أن مصر لديها الآن دليل قاطع على أكاذيب الدعاية الإسرائيلية تقدمه للرأى العام العالمى كله، فضلا عن الرأى العام العربى، وهذا الدليل يتمثل فى:

1- فى الساعة الخامسة بعد الظهر (11 سبتمبر) دارت معركة جوية فى سماء منطقة السويس.

2- فقدت إسرائيل فى هذه المعركة طائرتين ميراج كان ضربهما بواسطة مقاتلاتنا مؤكدة، ومع ذلك فإن البيان المصرى لم يشر عن عمد إلى هذه الواقعة، واكتفى قاصدا بأن يقول أنه فى الساعة الخامسة من بعد الظهر وعلى أثر الخسائر الكبيرة فى الأفراد والمعدات للعدو وبعد أن أسقط له 4 طائرات فى معارك جوية مع طائراتنا حاول العدو الهجوم على مواقع قواتنا شمال قناة السويس، وتصدت له طائراتنا المقاتلة، ودارت معركة جوية، اتجه على أثرها العدو اتجاه الشرق، وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها كاملة.

3- كان القصد من ذلك هو انتظار موقف إسرائيل وما ستقوله عن هذه المعركة، وكان ماحدث هو المنتظر على عادة إسرائيل، وهو أنها لم تذكر شيئا على الإطلاق عن هذه المعركة، ولم تعلن عن أى من طائراتها على ظن أن طائراتيها سقطتا فى البحر وبالتالى فإن كل شىء سوف تبتلعه الأمواج.

4- أن ما يجب أن تعرفه إسرائيل، ومايجب أن يقال الآن فى الساعة التاسعة مساء وهو الوقت الذى أدلى فيه المتحدث العسكرى بتصريحه أى بعد 4 ساعات من المعركة هو أن جسم إحدى الطائرات الإسرائيلية من طراز «ميراج»، والتى أسقطتها الطائرات المصرية حطاما على الأرض فى قرية «تاج العز» بالقرب من المنصورة، والطيار المقاتل الذى كان فى الطائرة وهو الكابتن «زيورا جاكوب روم» أسير الآن، ويعالج بمستشفى عسكرى لإصابته بكسر مضاعف بقدمه اليمنى وذراعه الأيسر، وتقدم القيادة العامة للقوات المسلحة لمصر هذه الواقعة بتفاصيلها دليلا قاطعا على مدى ما تحويه البيانات العسكرية الإسرائيلية من الأكاذيب الصارخة.

لم تكتف مصر بذلك، وإنما فى 12 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1969، نظمت زيارة لمراسلى الصحافة العالمية إلى قرية «تاج العز» ليشاهدوا حطام«الميراج»، ونشرت الأهرام يوم 13 سبتمبر تحقيقا بالصور، ذكرت فيه أن الطائرة احترقت ولم يبقى سوى مؤخرتها وعليها علم إسرائيل، وأما البقايا فكانت قطعا صغيرة افترشت حقل يملكه المزارع «صلاح السيد إبراهيم»، الذى قال إنه كان يعمل فى حقله استعدادا لجمع القطن عندما سمع صوت انفجارات فى السماء، وشاهد طائرات كانت لا تزال على مسافة بعيدة من مكانه، ثم رأى الدخان الكثيف من إحداها، ورأى فى نفس اللحظة نقطة برتقالية صغيرة اتضح أنها المظلة التى نزل بها الطيار، وظلت الطائرة تهوى حتى سقطت وسط القطن.

تذكر «الأهرام» أنه على مسافة 3 كيلومترات من موقع سقوط الميراج، سقط طيارها، وكان «عوض موسى» أحد أبناء «تاج العز» أول الذين وصلوا إلى مكان الطيار، يقول عوض: «رأينا الطيار منذ اللحظة الأولى التى قفز فيها بمظلة خارج الطائرة، لم يبدو لنا أكثر من نقطة حمراء فى الجو، وعندما هبطت المظلة قريبا من الأرض كان واضحا لنا أن الطيار إسرائيلى، عرفنا ذلك من سلوكه وهو فى الطريق إلى الأرض، كان يتخلص من أشياء فى ملابسه، مزق أوراقا، وعندما هبطت المظلة كان قد سقط على مسافة 50 مترا من القرية، وملقى على الأرض يستند على ساقه اليسرى، وفى لحظات تجمعت القرية كلها حول المكان، لم يكن يريد الحديث، رفض أن يقول اسمه، وكل مانطق به بالإنجليزية: «أريد أن أشرب».

يضيف عوض: «قلنا للأهالى إن الطيار مصرى حتى لا يحاول أحد الاعتداء عليه، لكن القرية عرفت أنه إسرائيلى، ربطنا جراحه بفوطة بيضاء نظيفة وأعطيناه الماء، وانتظرنا حتى وصلت الشرطة».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

4 علامات خفية لانخفاض السكر في الدم

4 علامات خفية لانخفاض السكر في الدم الجمعة، 12 سبتمبر 2025 07:00 ص

الأكثر قراءة

منتخب الشباب يطير إلى تشيلي في العاشرة صباح الغد استعدادا لكأس العالم

هاكرز ينشرون أرقام هواتف 11 وزيرا إسرائيليا بينهم نتنياهو ويوآف جالانت

غموض موقف إمام عاشور من المشاركة مع الأهلى فى مباراة إنبى

وفاته أثارت جدلا واسعا.. ألعاب الفيديو سبب وفاة يوتيوبر شهير فى كوريا

الجريدة الرسمية تنشر قرار وزارة التربية والتعليم بشأن البكالوريا


ارتفاع ضحايا التظاهرات فى نيبال إلى 51 قتيلا

الأهلي يدخل مرحلة التصفية النهائية لحسم ملف المدرب الجديد.. وكلينسمان يدخل الترشيحات

يرتدى الأسود ويسير مترنحا.. كاميرا ترصد ملامح المشتبه به فى اغتيال تشارلى كيرك

موعد حفل الكرة الذهبية 2025 والقناة الناقلة

النيابة تأمر بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة عقار السيدة زينب


الطقس اليوم الجمعة 12-9-2025.. ارتفاع نسب الرطوبة يزيد الإحساس بالحرارة

ناشئات اليد أمام أنجولا فى نصف نهائى بطولة أفريقيا بالجزائر

حالة تمنع حبس الأطفال المتهمين فى قضايا جنائية احتياطيا.. اعرف التفاصيل

وداعًا للحيرة.. خريطة مواعيد قطارات الصعيد الروسية والمكيفة الجمعة 12-9-2025

موعد مباراة الزمالك ضد المصرى ببطولة الدورى

تفاصيل حيلة فتاة وعاطلين لسرقة شاب بالشيخ زايد

قائمة محدثة.. مواعيد قطارات "القاهرة - الإسكندرية" اليوم الجمعة 12-9-2025

الأهلي يواصل الاستعداد لمواجهة إنبي في الدوري

الإيجار القديم.. حق التظلم مضمون خلال شهر من رفض طلب الوحدة البديلة

تعديل مواعيد القطار الكهربائى الخفيف: آخر رحلة للعاصمة الإدارية 10:15 مساءً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى