مشروعات لحماية الشواطئ فى المحافظات الساحلية.. أبرزها كورنيش الإسكندرية وقلعة قايتباى ومطروح.. وزير الرى: التغيرات المناخية واقعًا نلمسه اليوم على شواطئنا.. وحماية السواحل أولوية فى ظل التحديات المتزايدة

تسابق الحكومة ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى، الزمن لتنفيذ مشروعات حماية الشواطئ فى عدد من المحافظات الساحلية، باعتبارها خط الدفاع الأول فى مواجهة مخاطر التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر، وتولى الدولة اهتمامًا خاصًا بهذه المشروعات، التى لا تهدف فقط إلى حماية المدن الساحلية من النحر والفيضانات، بل تسهم أيضًا فى حماية الاستثمارات، ودعم النشاط السياحي، والحفاظ على البنية التحتية.
فى الإسكندرية، المدينة الأكثر تأثرًا بآثار التغير المناخي على البحر المتوسط، تنفذ وزارة الموارد المائية والرى مشروع حماية الساحل (المرحلة الأولى) من منطقة بئر مسعود حتى المحروسة بطول كيلومترين، عبر إنشاء حاجزين غاطسين بأطوال 1100 متر و500 متر بنسبة تنفيذ بلغت 59%،كما يجرى العمل على المرحلة الثانية بطول 600 متر بمنطقة لوران، وتشمل إنشاء حاجز أمواج ورأس بحرية لحماية سور وطريق الكورنيش، واستعادة الشاطئ الرملي، بنسبة تنفيذ وصلت إلى 16%.
ويؤكد خبراء أن هذه المشروعات تندرج ضمن خطة التكيف مع التغيرات المناخية، حيث تسهم فى تقليل المخاطر الناجمة عن العواصف البحرية وارتفاع منسوب البحر، خاصة فى مناطق الكثافة السكانية العالية.
وفى رأس البر بمحافظة دمياط، تقترب أعمال إنشاء ثلاثة حواجز أمواج إضافية أمام سرية القوات البحرية من الانتهاء، بنسبة تنفيذ بلغت 83%، وتهدف هذه الحواجز إلى حماية الأراضى المكتسبة شرق ميناء دمياط من الغرق والنحر البحري، حيث أن هذه المنطقة كانت مهددة بفقدان مساحات كبيرة من الأراضي، إلا أن المشروع سيحولها إلى مناطق آمنة قابلة للاستغلال المستدام.
أما فى مرسى مطروح، فتتواصل المرحلة الثانية من أعمال حماية شاطئ الأبيض، عبر تنفيذ 20 رأس حاجز شرق الحواجز الحالية، بطول نحو 4 كيلومترات، ويعد المشروع أحد الركائز الأساسية لحماية كورنيش الأبيض الجديد والمنطقة السياحية المحيطة، و هذه الجهود لا تحمى فقط السكان والبنية التحتية، بل تحافظ أيضًا على الشواطئ كأصول طبيعية تعزز السياحة الداخلية والخارجية، وهو ما يتماشى مع خطط التكيف الاقتصادى مع التغيرات المناخية.
وتستعد الوزارة لطرح 4 عمليات جديدة لحماية الشواطئ، تشمل حماية المناطق الساحلية المنخفضة غرب ميناء إدكو بالبحيرة، ومنطقة مطوبس بكفر الشيخ، إضافة إلى حماية الشواطئ شرق قرية البنايين والمرازقة بكفر الشيخ، وحماية المنطقة شرق عزبة البرج (المرحلة الثانية) بدمياط، و هذه المناطق تُعد من أكثر النقاط الهشة المعرضة لتأثيرات التغير المناخي، حيث يمكن أن تتأثر بارتفاع منسوب البحر أو شدة النوات.
وأكد الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والري، أن مشروعات حماية السواحل "تمثل أولوية قومية لمصر فى ظل ما يشهده العالم من تحديات مناخية متزايدة".
وأضاف: "التغيرات المناخية لم تعد قضية مستقبلية، بل واقعًا نلمسه اليوم على شواطئنا. ولهذا نعمل على تنفيذ مشروعات وقائية وتكاملية لضمان استدامة مدننا الساحلية وحماية الاستثمارات القائمة بها".
جدير بالذكر أن هيئة حماية الشواطئ نفذت خلال السنوات الماضية سلسلة مشروعات كبرى شملت حماية كورنيش الإسكندرية وقلعة قايتباي، وتدعيم الحائط البحرى الأثرى بالمنتزه، وإنشاء 10 حواجز حماية برأس البر، إضافة إلى مشروعات فى خليج أبى قير، ورشيد، والبرلس، وخليج مطروح، هذه الجهود تعكس رؤية شاملة للتكيف مع التغيرات المناخية، حيث تتكامل أعمال الحماية الهندسية مع خطط التنمية العمرانية والسياحية.

Trending Plus