«منتدى الاتصال».. التواصل والحوار والإعلام بين الشارقة ومصر والعالم

على مدى يومين، تابعتُ باهتمام فعاليات الدورة الـ14 من المنتدى الدولى للاتصال الحكومى، والذى ينظمه المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، واستضاف هذا العام أكثر من 237 متحدثا من مختلف أنحاء العالم، تحت شعار «اتصال من أجل جودة الحياة».

افتتح المنتدى هذا العام الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسط حضور إعلامى واسع من كل أنحاء العالم، من خلال مشاركتى لعدة أعوام فى المنتدى ومتابعة أعماله، وشاركت العام الماضى فى جلسة مهمة عن الصحافة الذكية والذكاء الاصطناعى، هناك تطور كبير كل عام فى المنتدى الذى يهدف إلى التواصل بين التجارب العالمية الحديثة فى الإدارة وتوظيف التكنولوجيا وثورة المعلومات لصالح البشر وحياتهم وتحسين جودة الحياة بشكل مستمر.

فى العام الماضى شاركت فى المنتدى الدولى للاتصال الحكومى فى دورته الـ13، وكان تحت شعار «حكومات مرنة.. اتصال مبتكر»، حيث جرت العادة أن يطرح المنتدى ويناقش موضوعات وقضايا تتعلق بالتكنولوجيا وأدواتها، وكيفية توظيفها للعمل الحكومى والخاص وتطوير الإدارة، وفى الدورة 13 حصل مركز المعلومات ودعم القرار على جائزة، كما تم تكريم العالم المصرى الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى، وكان السباق هذا العام بين تجارب من دول عربية وأفريقية، من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ونيجيريا والبحرين وغيرها حيث يعد المنتدى هو التجمع الأكبر لمناقشة أفضل الممارسات العالمية فى الاتصال الحكومى، وهذا العام كان الشعار «الاتصال وجودة الحياة» وفى الافتتاح قال الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمى نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن جودة الحياة لا تُبنى بالقوانين وحدها، بل بجسور من الثقة وقنوات من الحوار تجعل المؤسسات قريبة من الناس وتجعل الناس جزءا من صناعة القرار، وقد علّمنا التاريخ أن أعظم المشروعات سقطت حين غاب الاتصال، وأن أصغر المبادرات نجحت حين كان الناس شركاء فيها.

وبالفعل وعلى مدى سنوات كان المنتدى منصة للقاءات وحوارات بين اصحاب التجارب المهمة فى الإدارة، ومبادرات ملهمة بعضها انطلق صغيرا وكبر بالشغف والإخلاص، ومن الميزات ان المنتدى يفتح باب المنافسة والتسابق بين المبادرات والتجارب الإدارية والإنسانية فى العالم وتحسم لجان التحكيم الأمر بناء على تفاصيل التجارب ومدى قدرتها على تقديم خدمات إنسانية أو اجتماعية او ادارية، وتفوز التجارب التى يمكنها التفوق باستعمال التقنيات وايضا بقدر ما تسجله من قدرة على التواجد بين مستخدمى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى.

وارتكز المنتدى هذا العام على خمسة محاور رئيسية تشمل: الأمن الغذائى، والصحة العامة، والتعليم، والاستدامة البيئية، والاقتصاد الأخضر، حيث يسعى إلى تعزيز تبادل الخبرات، وتحفيز العمل الجماعي لمواجهة التحديات المستقبلية، عبر بناء جسور تواصل فاعلة بين الحكومات والمجتمعات.

وفاز بجائزة صنّاع التغيير بالمحتوى الرقمى المتميز لفئة فوق 18 عاما «مهند دياب من مصر، وجائزة أفضل بحث فى علوم الاتصال فاز بها محمد الشعبان من مملكة البحرين»، كما فاز بجائزة صنّاع التغيير بالمحتوى الرقمى المتميز لفئة دون 18 عاما» حمدان الشحى وسلطان الشحى من الإمارات العربية المتحدة»، وإلادارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبى بجائزة أفضل منظومة اتصال متكاملة، ونالت وزارة الإعلام فى المملكة العربية السعودية جائزة أفضل ابتكار فى الاتصال الحكومى.

من ناحية أخرى، مُنِحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، رئيسة الجامعة الأمريكية فى الشارقة، جائزة «الشخصية المتميزة فى الاتصال الحكومى والاستراتيجى»، التى تنظم بالشراكة مع دائرة العلاقات الحكومية، تقديرا لدورها الريادى فى جعل الاتصال أداة لصناعة الأثر وتعزيز الثقة المجتمعية، فقد شكّلت سموها نموذجا ملهما لرحلة من الإنجازات المتنوعة، جعلت من الكلمة جسرا، ومن الرؤية وعدا يثمر أثرا.

وكالعادة كان هناك حضور مصرى كبير، حيث التقيت مع أصدقاء وخبراء وصحفيين وأكاديميين مصريين وعرب، حيث حضر الكاتب السياسى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وخالد البلشى نقيب الصحفيين، والأصدقاء عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق، وأسامة هيكل وعلاء الغطريفى رئيس تحرير المصرى اليوم، وماجد منير رئيس تحرير الأهرام، ويوسف أيوب رئيس تحرير صوت الأمة، والدكتورة هالة سرحان، والإعلامية منى الشاذلى والصديق مفرح سرحان مدير تحرير الأهرام، حيث تدور الكثير من المناقشات والحوارات حول القضايا المختلفة خاصة انشغالات الإعلام تطوراته ومدى تاثير التطورات الكبيرة فى الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا على الإعلام والمستقبل والحاضر وكيفية انعكاسات هذا كله على حياة الناس ومدى التأثير عليهم او توظيف هذا التقديم لصالح الناس والمواطنين عموما فى كل الأنحاء.

والواقع أن الشارقة وكل من فيها دائما ما يحتفون بالحضور المصرى ولدى كل أهلها ترحيب وتقدير كبير لمصر وقيادتها، ويقوم الزملاء فى المكتب الإعلامى بالشارقة بجهد كبير فى التنظيم والتنسيق وتسهيلات الحضور والمشاركة، لأعداد ضخمة من المشاركين من كل دول العالم، وهو جهد مشكور يليق بمنتدى الاتصال الذى هو نفسه يجمع الأطراف المتنوعة ويتيح استعراض تجارب فردية ومؤسسية وتبادل خبرات بين الدول والأفراد، خاصة فيما يتعلق بصناعة المحتوى، وربط التقنية بالإدارة وتسهيل التواصل والاتصال وإقامة حوارات حوّل ما يطرح من قضايا.

حيث يمتد التواصل والاتصال والحوار بين الشارقة والعالم، وبين الشارقة ومصر عن التطور والإعلام والتقنية والذكاء الاصطناعى.