الإقالة واجبة والسبب قواد.. رئيس وزراء بريطانيا يواجه سيلا من الانتقادات بعد إقالة سفير لندن بواشنطن.. صداقة قوية مع ممول جرائم جنسية تطيح بماندلسون.. وصحف إنجليزية: داوننج ستريت حذر وستارمر تجاهل وتمسك بتعيينه

لا يكاد يمر أسبوع إلا ويكون رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر فى مواجهة أزمة داخلية، سببها على الأرجح وزراء أو مسئولين اختارهم فى أول حكومة يشكلها حزب العمال منذ 14 عاماً، وذلك بعد عودته إلى السلطة العام الماضى.

فبعد هدوء عاصفة استقالة نائبة ستارمر، أنجيلا راينر، على خلفية عدم دفعها النسبة المناسبة من ضرائب العقارات لشقتها التى اشترتها مؤخرًا، بدأت عاصفة أخرى بإقالة السفير الذى عينه ستارمر لبريطانيا لدى الولايات المتحدة، بسبب علاقته القوية بـ جيفرى إبستين سىء السمعة، وازدادت الأمور توتراً لستارمر بعد الاستقالة، فى ظل ما تبين من أن هذه العلاقة كانت معروفة، وأنه كانت هناك تحذيرات أمنية من اختيار ماندلسون.

وجاءت الإقالة بعد أيام قليلة من كشف النقاب عن أن ماندلسون قد وصف الممول المدان بـ"صديقه المقرب" فى ملاحظات كتبها بمناسبة عيد ميلاد إبستين الخمسين عام 2003.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية أن بيتر ماندلسون، سفير بريطانيا لدى الولايات المتحدة الذى تمت إقالته على خلفية علاقته بجيفرى إبستين، كان قد اعترف فى مقابلة التدقيق التى خضع لها لتولى منصب السفير بأن علاقته بالممول المدان بارتكاب جرائم جنسية قد استمرت لسنوات.

وكان كير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، قد أقال اللورد ماندلسون من منصبه أمس الخميس جراء الفضيحة المتصاعدة والمتعلقة بعلاقته بإبسيتين، الذى انتحر فى زنزانته عام 2019 أثناء محاكمته فى اتهامات الإتجار الجنسى بالقاصرات.

وأشارت صحيفة التايمز إلى أن اللورد ماندلسون يشعر بسوء معاملته من جانب ستارمر، حيث قال حلفاؤه للصحيفة إنه اعترف خلال عملية التدقيق السابقة لتولى المنصب أن علاقته استمرت لسنوات بـ جيفرى ابستين، وأنه ندم بصدق عن ذلك.

وكرر ماندلسون آسفه فى خطاب استقالته للسفارة البريطانية، وقال: "إن الظروف المحيطة بإعلان الاستقالة هى ما أندم عليه بشدة، لا أزال أشعر بالأسف الشديد تجاه ارتباطى بابستين قبل 20 عاماً ومحنة ضحاياه".

وأشارت التقارير إلى أن الأجهزة الأمنية أثارت مخاوف بشأن تعيين ماندلسون فى منصب السفير لدى واشنطن، وقال داوننج ستريت إن السير كير ستارمر وجد أن إيميلات ماندلسون لجيفرى إبستين مستهجنة" وليس لديهم أى دور فى عملية التحقق.

من ناحية أخرى، قالت صحيفة تليجراف إن كير ستارمر يواجه تمرداً من حزب العمال على خلفيه تعامله مع فضيحة اللورد ماندلسون.

وجاءت إقالة ماندلسون بعد أن كشفت الصحيفة أيضا أن ماندلسون عمل مع إبستين فى صفقة تجارية قيمتها مليار جنيه استرلينى بعد إدانته.

وزعم داونينج ستريت أن قرار الإقالة تم اتخاذه "فى ضوء معلومات إضافية"، على الرغم من أن صداقة اللورد ماندلسون مع إبستين كانت معروفة قبل فترة طويلة من إرسال ستارمر له إلى واشنطن.

وأثارت شخصيات من حزب العمال مخاوف بشأن حكم رئيس الوزراء، الذى فقد الآن ثانى شخصية حكومية رفيعة المستوى فى أقل من أسبوع بعد استقالة نائبته أنجيلا راينر.

وذكرت الصحيفة أن مورجان ماكسوينى، رئيس موظفى ستارمر، هو من شجع الأخير على تعيين ماندلسون، وكانت الشخصيات المشاركة فى اتخاذ القرار بداوننج ستريتج على علم أيضا بعلاقته بإبستين، لكنها قررت تجاهل المخاوف.

كما علمت التلجراف أيضا أن داوننج ستريت تم إبلاغه من قبل عضوين بارزين بحكومة دونالد ترامب عن مخاوف بشان علاقة ماندلسون بإبستين.

من ناحية أخرى، قال دوجلاس ألكساندر، وزير شئون اسكتلندا، إن الرؤساء الثلاثة السابقين للوزراء من حزب العمال أدركوا أن تعيين ماندلسون نهائيًا ينطوى على "مخاطر عالية"، لكنه قد يحقق "مكافآت كبيرة جدًا".

قال دوجلاس ألكساندر: "بطرق مختلفة، أدرك تونى بلير وجوردون براون وكير ستارمر أن بيتر ماندلسون يتقدم على مساهمات عالية ومكافآت كبيرة".

وأشار فى تصريحات أخرى إلى أن تعيين اللورد ماندلسون كان بمثابة الحكم بأن "إدارة رئاسية غير تقليدية" فى الولايات المتحدة تتطلب "سفيرًا غير تقليدي".

وأضاف وزير شؤون اسكتلندا أنه تفاعل بـ"استغراب واشمئزاز" مع نشر رسائل البريد الإلكترونى بين اللورد ماندلسون والمتحرش بالأطفال جيفرى إبستين، مضيفًا أنه "ليس هنا للدفاع عنه".