"البلح طرح".. الوادى الجديد تثمر بغيطان من الذهب البنى.. نجاح إنتاج المجدول والبارحى والسكرى والصقعى.. والفرافرة تتوسع فى زراعة النخيل المتميز وتحقق أعلى قيمة اقتصادية.. والمحافظ يوجه بفتح أسواق تصديرية

نجحت محافظة الوادي الجديد فى تنفيذ مبادرة زراعة أشجار النخيل المتميزة وعالية القيمة الاقتصادية ومنها نخيل المجدول والبارحي، والسكرى والصقعى، والتى تُعرف عالميًا باسم "الذهب البني"، وتمثل أحد أهم المحاصيل التصديرية التى تستطيع المحافظة أن تنافس بها في الأسواق العالمية، حيث يدر الفدان المزروع بأصناف المجدول أو البارحي عائدًا يتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات سنويًا عند دخوله مرحلة الإنتاج الكامل، ولذلك أطلقت المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة عدة مبادرات، منها مبادرة زراعة النخيل المتميز وإنشاء مركز النخالين لتدريب المزارعين على زراعة النخيل، وتوفير قروض ميسرة لشراء فسائل مجدول وبرحى عالية الجودة، ودعم معامل زراعة الأنسجة لتوفير شتلات نقية خالية من الأمراض.
التوسع فى زراعة النخيل
وتفقد اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، اليوم عددًا من مشروعات الاستثمار الزراعي لانتاج أجود أصناف التمور بمنطقة سهل بركة بالفرافرة على مساحة 6900 فدان، استمرارًا لجهود المحافظة في متابعة تطورات المبادرة الرئاسية للتوسع في زراعة النخيل بالمحافظة، حيث أشاد بحجم التوسعات وجودة الأصناف المنتجة التي تشمل ( البرحي - المجدول - السكري - الصقعي )، موجهًا بالتعاقد مع مجمع تمور المحافظة لتوريد جزء من الإنتاج؛ لتعظيم القيمة المضافة من إنتاج المحافظة في تصدير الأصناف ذات الرواج بالأسواق التصديرية.
نخيل المجدول أو "ملك التمور"
ويعتبر نخيل المجدول من أهم وأشهر الأصناف العالمية المتميزة في إنتاج التمور، ويطلق عليه لقب "ملك التمور" نظرًا لجودة ثماره وقيمتها العالية في الأسواق، ويعود أصل التمر المجدول إلى المغرب العربي، وانتشر بعد ذلك في الولايات المتحدة خاصة في كاليفورنيا، ومنها بدأ ينتقل إلى دول أخرى لما أثبته من جدوى اقتصادية مرتفعة وثمار المجدول تتميز بحجمها الكبير ويعرف باسم الجامبو ولونها البني الغامق وقوامها الطري الغني بالسكريات الطبيعية، مما يجعلها من الأصناف المفضلة للمستهلكين في الأسواق الأوروبية والخليجية على حد سواء، ويحتاج إلى رعاية خاصة لأنه من الأصناف الحساسة نسبيًا، لكونه يتأثر بدرجات الحرارة العالية أو شديدة البرودة، ويتطلب بيئة صحراوية جافة تتوافر فيها الشمس معظم شهور السنة، مع توفير مياه نقية للري، ويتميز نخيل المجدول بعمر إنتاجي طويل يمتد لعشرات السنين، ومع كل عام يزداد إنتاجه وجودة ثماره، وهو ما جعله أحد أعمدة الاستثمار الزراعي الحديثة في مصر.
التلقيح اليدوي لاختيار الطلع المناسب
و تبدأ عملية الزراعة عادةً باستخدام الفسائل أو شتلات زراعة الأنسجة، لضمان نقاء الصنف وخلوه من الأمراض، وعند زراعة الفسائل، يجب تجهيز الجور بعمق متر تقريبًا، مع إضافة خليط من السماد البلدي والكمبوست لتحسين خصوبة التربة، ويحتاج النخيل في سنواته الأولى إلى رعاية دقيقة في الري والتسميد، حيث يُفضل الاعتماد على نظم الري الحديث بالتنقيط لتوفير المياه وتفادي إصابة الجذور بالعفن، وبرنامج التسميد يجب أن يكون متوازنًا، يشمل النيتروجين للنمو الخضري، والفوسفور لتقوية الجذور، والبوتاسيوم لتحسين جودة الثمار، أما التلقيح، فيُعتبر من العمليات الأساسية، حيث يتم التلقيح اليدوي لاختيار الطلع المناسب وضمان عقد الثمار بشكل منتظم.
ويبدأ نخيل المجدول في الإنتاج الاقتصادي بعد نحو 7–8 سنوات من الزراعة، وهي فترة تحتاج إلى صبر واستثمار طويل الأمد، لكنه عند دخوله مرحلة الإنتاج يكون من أكثر الأصناف ربحية، وإنتاجية النخلة الواحدة قد تصل إلى 80–100 كيلو جرام من التمور سنويًا، ومع أسعار البيع المرتفعة يصبح العائد مجزيًا للغاية، كما يجب الاهتمام بمكافحة الآفات وأبرزها سوسة النخيل الحمراء، التي يمكن السيطرة عليها عبر المصائد الفيرمونية والحقن الوقائي، إلى جانب الالتزام بالإرشادات الزراعية الحديثة.
"نخيل السكري" أشهر الأصناف العربية
أما نخيل السكري فهو من أشهر الأصناف العربية وأكثرها قيمة غذائية واقتصادية، وينتشر على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية، وخاصة في المملكة العربية السعودية التي تُعد الموطن الأصلي له، ويتميز السكري بثماره الصفراء أو الذهبية عند البسر، والتي تتحول إلى لون بني فاتح عند التمر، وتشتهر بطعمها السكري المرمل وقوامها المقرمش نسبيًا عند الرطب، ويُعتبر السكري من الأصناف المرغوبة بشدة، إذ يُستهلك في جميع مراحله، من البسر وحتى التمر، وهو ما يزيد من قيمته التسويقية ويضمن استمرار الطلب عليه، ويتميز السكري بقيمة غذائية مرتفعة، حيث يحتوي على نسب عالية من السكريات الطبيعية السريعة الامتصاص، إلى جانب الألياف والمعادن المهمة مثل البوتاسيوم والكالسيوم.
وحققت المحافظة نجاحًا ملحوظًا، فى زراعة أصناف السكري نظرًا لتشابه المناخ مع بيئته الأصلية في الجزيرة العربية. ويبدأ هذا الصنف في الإنتاج التجاري خلال 5–6 سنوات من الزراعة، بإنتاجية قد تصل إلى 90 كيلوجرامًا للنخلة الواحدة سنويًا، ما يجعله من الأصناف المجزية اقتصاديًا، ورغم أن السكري يتطلب رعاية دقيقة من حيث التلقيح والري المنتظم، إلا أن عائده الكبير يغطي التكاليف سريعًا، ومع تزايد الطلب عليه في الأسواق الخليجية والمصرية، أصبح السكري من الأصناف التي تستقطب شركات الاستثمار الزراعي بالمحافظة للتوسع فى زراعته.
نخيل البارحي
كما يعتبر نخيل البارحي من الأصناف المتميزة التي حازت على شهرة واسعة في الأسواق العربية، وخاصة في دول الخليج، حيث يفضل المستهلكون تناوله رطبًا أو بسرًا أو تمرًا و أصله يعود إلى العراق، ومنه انتشر إلى بلدان عديدة نظرًا لطعمه الحلو المميز وقيمته الغذائية العالية و ثمرة البارحي تتميز بلونها الأصفر الذهبي الجذاب، وقوامها الطري الذي يجعلها محببة للأطفال والكبار على حد سواء ومن مميزاته أنه يُستهلك في جميع مراحله، سواء في طور البسر أو الرطب أو التمر، وهو ما يزيد من الطلب عليه على مدار الموسم، ويُعتبر البارحي غنيًا بالسكريات الطبيعية، ويحتوي على نسب عالية من الألياف والفيتامينات التي تساهم في تعزيز الصحة العامة، وتبدأ أشجار البارحي في الإنتاج الفعلى في فترة أقصر مقارنة بالمجدول، حيث تدخل مرحلة الإثمار خلال 4–5 سنوات فقط من الزراعة، ما يجعله خيارًا مناسبًا للمزارعين الذين يبحثون عن عائد أسرع.
ولا تختلف زراعة نخيل البارحي كثيرًا من حيث المبدأ عن زراعة المجدول، لكنها تتميز بكونها أقل تكلفة وأسرع في تحقيق العائد الاقتصادي، حيث تبدأ الزراعة باستخدام الفسائل المنتخبة أو شتلات الأنسجة، لضمان خلو النخيل من الأمراض الوراثية و يجب تجهيز التربة جيدًا وإضافة الأسمدة العضوية، مع الاعتماد على نظام الري بالتنقيط الذي يساعد على توفير المياه وتقليل الفاقد و التلقيح اليدوي أيضًا مهم في حالة البارحي لضمان عقد الثمار بصورة منتظمة، بينما يحتاج النخيل إلى برنامج تسميد متوازن طوال العام يشمل الأسمدة الكيماوية والعضوية معًا، و تبدأ النخلة عادة في الإنتاج بعد خمس سنوات تقريبًا، ويزداد العائد عامًا بعد آخر، حيث يمكن للنخلة الواحدة أن تنتج بين 70 و90 كيلوجرامًا من التمور عالية الجودة.
ويُعتبر تسويق البارحي أكثر سهولة نظرًا للإقبال الكبير عليه في الأسواق العربية، خصوصًا في شهر رمضان، حيث يُستهلك رطبًا بشكل واسع، لكن المزارعين يواجهون تحديات مثل ارتفاع تكلفة الفسائل، ومخاطر سوسة النخيل الحمراء، وغياب أنظمة تبريد وتخزين كافية تحفظ الثمار لأطول فترة ممكنة، ومع ذلك، فإن إقبال التجار والمستوردين يخفف من حدة هذه التحديات ويجعل البارحي من الأصناف الأكثر جدوى اقتصادية في الوادي الجديد.
نخيل السقعي من الأصناف المستحدثة
ويُعد نخيل السقعي من الأصناف المستحدثة في الوادي الجديد بشكل خاص، ويتميز بكونه صنفًا يجمع بين الجودة العالية والإنتاجية الجيدة و ثمرة السقعي متوسطة الحجم، بيضاوية الشكل، ذات لون بني يميل إلى الأحمر عند النضج، وقوامها شبه جاف مع نسبة سكريات متوازنة و يتميز هذا الصنف بقدرة ثماره على التحمل أثناء النقل والتخزين، ما يجعله مناسبًا للتسويق التجاري سواء محليًا أو للتصدير، ويُعتبر السقعي صنفًا اقتصاديًا لكونه يبدأ في الإنتاج خلال فترة متوسطة نسبيًا (5–6 سنوات)، ويمنح المزارع إنتاجًا مستقرًا لعقود طويلة، كما أن النخلة الواحدة قادرة على إنتاج نحو 70–80 كيلوجرامًا من التمور سنويًا، وهو معدل مجزي عند زراعته على مساحات واسعة، ومن مميزات السقعي أيضًا أنه يتحمل الظروف المناخية القاسية نسبيًا، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وقلة الرطوبة، مما يجعله مناسبًا للبيئة الصحراوية في الوادي الجديد، و هذا الصنف مطلوب في الأسواق المصرية نظرًا لطعمه المقبول وسعره المتوسط، كما يشهد إقبالًا من الأسواق الإقليمية لقدرته على الاحتفاظ بجودته لفترة أطول.

اشجار نخيل البارحي بالفرافرة

التوسع فى زراعة أشجار النخيل المتميزة بالوادى الجديد

الزملوط يتابع جنى بلح السكرى بالفرافرة

انتاج وفير من البلح المجدول بالوادى الجديد

انتاج وفير من تمور البارحي بالوادى الجديد

جانب من انتاج مزارع النخيل المتميز بالوادى الجديد

جانب من انتاج نخيل المجدول بالفرافرة

جانب من جنى بلح البارحي

زراعة 7000 فدان باشجارالنخيل المتميز بالفرافرة

محافظ الوادي الجديد يتفقد مزارع البلح البارحي

وكيل زراعة الوادي الجديد يتابع أعمال جنى تمر المجدول

Trending Plus