الحداثة تعانق التراث بزئير أسد وحركات النسناس.. حديقة الحيوان بالجيزة تواصل التطوير باستيراد 362 حيوانا.. أسود ونمور من أفريقيا وأفيال آسيوية وأنواع نادرة.. والجولة الليلية تجعل الحديقة وجهة السياحة التعليمية

تشهد حديقة الحيوان بالجيزة تكثيف الأعمال فى خطة التطوير الشاملة استعدادًا لافتتاحها المرتقب في عام 2026، وتحويلها إلى وجهة سياحية وثقافية وتعليمية عالمية، تجمع بين التراث والتنوع البيولوجي والابتكار.
وعمل التحالف الوطنى لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، على تصميم بيئات الحيوانات داخل الحديقة بما يحاكي موائلها الأصلية، حيث يجري تطوير البنية التحتية بالكامل، مع بناء بيوت جديدة للحيوانات تراعي أعلى معايير الرفق بالحيوان، وتوفر بيئات طبيعية تضمن سلامتها وتساعدها على التأقلم بسرعة.
و تتضمن الخطة تدريب فرق الرعاية البيطرية على أحدث الأساليب العلمية، لضمان التعامل مع الحيوانات وفق المعايير الدولية لحدائق الحيوان، ما يعزز من جودة الرعاية الصحية والبيئية داخل الحديقة.
وضمن خطة الإحياء البيولوجي للحديقة، سيتم استيراد 362 حيوانًا جديدًا من مختلف القارات، من بينها أنواع تظهر لأول مرة في مصر، وأخرى كانت موجودة سابقًا واختفت بفعل الوفاة أو عوامل بيئية، وتشمل هذه الحيوانات نمورًا وأسودًا جديدة من إفريقيا، إضافة إلى أربع أفيال آسيوية إناث "عشار"، في خطوة طال انتظارها.
ويتم تنفيذ عمليات الاستيراد وفق إجراءات دقيقة تشمل الفحوصات البيطرية الشاملة، ومراجعة جاهزية المرافق الجديدة لاستقبال الحيوانات، بما يضمن سلامتها وتأقلمها في بيئتها الجديدة.
ومن أبرز معالم التطوير هو بيت الفيل الجديد، الذي يتم العمل فيه على مساحة تبلغ نحو 20 ألف متر مربع، حيث تم تصميم البيت ليوفر بيئة طبيعية وآمنة للأفيال، تشمل مساحات واسعة، مسطحات مائية، وأماكن تظليل، إضافة إلى مرافق طبية متطورة لمتابعة الحالة الصحية باستمرار.
ويعد استقبال الأفيال إنجازًا كبيرًا، خاصة بعد غيابها منذ وفاة الفيلة الشهيرة "نعيمة" عام 2019، والتي كانت آخر فيل في الحديقة وتوفت فى 2019.
وفي تجربة فريدة من نوعها، تستعد الحديقة لفتح أبوابها أمام الزوار ليلاً لأول مرة في تاريخها، حيث سيتم تنظيم جولات وفعاليات مسائية في المعالم الأثرية داخل الحديقة مثل جبلاية الشمعدان، الكشك الياباني، الاستراحة الملكية، قصر الحرملك، وكوبري إيفل الشهير.
ومن المقرر أن تقام هذه الفعاليات باستخدام إضاءة خافتة وموسيقى هادئة، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار، بهدف إحياء هذه المواقع بطريقة لا تزعج الحيوانات، مع تقديم تجربة ثقافية وسياحية غنية للزوار تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ.
وتحظى عملية التطوير بمتابعة دولية، حيث من المقرر أن يزور وفد من الاتحاد الآسيوي لحدائق الحيوان قريبًا لتقييم بيت الفيل الجديد، ومراجعة منشآت الإيواء والرعاية الصحية للحيوانات، وتعد هذه الزيارات مؤشرًا على التزام المشروع بالمواصفات العالمية، ما يفتح الباب أمام انضمام الحديقة مستقبلًا إلى اتحادات دولية مرموقة.
ولا يتوقف المشروع عند حدود الجيزة، إذ سيتم تطوير حديقة حيوان المنصورة فور الانتهاء من حديقة الجيزة، في خطوة تؤكد أن الخطة تشمل تحويل حدائق الحيوان في مصر إلى شبكة وطنية متكاملة ذات طابع تعليمي وسياحي وبيئي.
رغم التوسع الكبير في التطوير، تؤكد إدارة المشروع حرصها الشديد على الحفاظ على الطابع التاريخي للحديقة، التي أُسست عام 1891 ومن أقدم حدائق الحيوان في إفريقيا والعالم العربي حيث تم ترميم المعالم الأثرية وفق معايير دقيقة، لضمان دمج الحداثة مع التاريخ في تجربة متكاملة.
بين العمل المتواصل على مدار الساعة، والاستيراد الدقيق للحيوانات، وتحديث المرافق والبنية التحتية، تستعد حديقة الحيوان بالجيزة لفتح أبوابها بشكل جديد في عام 2026، لتكون واحدة من أفضل حدائق الحيوان في المنطقة، ومقصدًا سياحيًا وثقافيًا يعيد ربط الأجيال الجديدة بالطبيعة والتاريخ.

Trending Plus