القمة العربية الإسلامية تُعقد الاثنين فى الدوحة وغدا الاجتماع التحضيرى.. الخارجية: انعقادها له عدة دلالات.. بحث مشروع بيان بشأن الهجوم.. ومحللون خليجيون لـ"اليوم السابع": القمة تصوغ موقفا عربيا موحدا ضد إسرائيل

ـ رئيس "الصحفيين البحرينية" لليوم السابع: آمال مُعلقة على قمة الدوحة لاتخاذ إجراءات تكفل صون أمن المنطقة
ـ كتاب خليجيون : "السلاح الاقتصادى" يمكن استخدامه من قبل دول الخليج ..قد تتمخض القمة عن قرارات تغير مسار العلاقات بين أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي
ـ القمة قد تناقش إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك
ـ ترامب استبق القمة بلقاء رئيس الوزراء القطرى لمحاولة تخفيف حدة الخطاب الصادر عن القمة المقبلة
حائط صد عربى يقف بوجه البلطجة الإسرائيلية المدعومة أمريكياً، يقف بنيانه راسخً ليعلن للعالم أن المنطقة لن تسمح بتمدد الشر الإسرائيلى إلى أبعد من هذا، وأن قطر ليست بمفردها، والعدوان الذى شنه جيش الاحتلال على أراضيها لن يمر مرور الكرام.. تلك الرسالة التى يطلقها العرب من خلال قمتهم المقرر عقدها فى الدوحة.
وفى هذا الصدد، أعلن الدكتور ماجد بن محمد الأنصارى مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية القطرية، أن الدوحة ستستضيف أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، غداً الاثنين، والتى تعقد فى ضوء التطورات الأخيرة فى المنطقة.
وينعقد، اليوم الأحد، الاجتماع التحضيرى للقمة بحضور وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية فى العاصمة الدوحة.
وأوضح الدكتور الأنصارى، أن القمة ستناقش مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلى على دولة قطر مقدم من الاجتماع التحضيرى لوزراء خارجية الذى سينعقد يوم غد الأحد.
وأكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، أن انعقاد القمة العربية الإسلامية فى هذا التوقيت، له عدة دلالات، ويعكس التضامن العربى والإسلامى الواسع مع دولة قطر فى مواجهة العدوان الإسرائيلى الجبان الذى استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل.
مخرجات متوقعة ..
وبالنسبة للمخرجات المتوقع أن تتمخض عنها القمة، يقول الدكتور على العنزى، المحلل السياسى السعودى والأستاذ بجامعة الملك سعود، مما لاشك فيه أن القمة ستتمخض عن موقف موحد تجاه الاعتداء الآثم على قطر، حيث تعهدت قطر برد إقليمى "جماعي" على الضربات الغادرة الإسرائيلية، وأكدت أن هذا الرد "قيد التشاور والمناقشة" حاليًا مع شركاء آخرين، ومن المتوقع اتخاذ قرارات تغير مسار العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجى من ناحية الدعم الأمريكى الإسرائيلى وما يحصل من مجازر فى غزة على مرأى ومسمع المجتمع الدولى.
وأضاف العنزى لـ"اليوم السابع" ، أن دول الخليج العربية والدول العربية الأخرى استبقت القمة بإعلان موقف موحد تجاه الاعتداء على الدوحة؛ حيث عبرت هذه الدول عن دعمها ومساندتها لقطر في كل الإجراءات التي ستتخذها ووضع كل إمكاناتها تحت تصرف قطر. ان اتخاذ موقف صارم تجاه هذا الاعتداء سيرسل رسالة لا لبس فيها تجاه إسرائيل بأن الموقف العربي والاسلامي موحد تجاه هذا الكيان المحتل، وكذلك رسالة للمجتمع الدولي بأنه يجب عليه اتخاذ موقف تجاه إسرائيل.
ويبقى أمام القمة ثلاثة خيارات ـ وفق حديث "العنزى" ـ وهى الخيارات الدبلوماسية حيث يمكن للدول التي لها علاقات مع إسرائيل أن تخفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية، وهذا سيوصل رسالة لداعمى الاحتلال مفادها أن القطيعة قد تمتد إليهم إذا لم يضغطوا لإيقاف اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني والدول المجاورة.
والخيار الثانى يتمحور في المجال القانوني؛ حيث أعلنت قطر أنها ستلجأ للقانون الدولي لمحاسبة إسرائيل، وقد نجحت قطر في الضغط من أجل إصدار بيان بالإجماع في مجلس الأمن الدولي يُدين الهجوم الإسرائيلي دون ذكر اسمها بسبب المعارضة الأمريكية.
تفجيرات الدوحة
أما الخيار الثالث، فهو الردع بالسلاح الاقتصادي؛ حيث يمكن لدول الخليج، مثل قطر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، أن تضغط اقتصاديا من خلال استخدام صناديق ثرواتها السيادية الضخمة لفرض قيود تجارية على إسرائيل، واعادة مكتب المقاطعة العربية.
يستطرد العنزى، قائلًا من المتوقع أيضا أن تناقش القمة طرحا يتعلق بإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وهى خطة إذا تم إحياؤها تكون في الاتجاه الصحيح.
صون الأمن القومى العربى..
وعلى الصعيد نفسه، يقول الدكتور عيسى الشايجى رئيس جمعة الصحفيين البحرينية ، لـ"اليوم السابع"، إن الاعتداء الغادر على دولة قطر الشقيقة هو اعتداء مباشر، وفي عمق الأراضي العربية والخليجية بالتحديد؛ مما يحتم إعادة كل الحسابات كمنظومة عربية واحدة وإسلامية أيضًا، ويدعونا إلي إجراء تقييم شامل للمخاطر التي تحدق بالمنطقة، وما يجري على الساحة العربية من عبث من قبل مختلف الأطراف؛ حيث إنه لم تعد هناك دولة عربية مستثناة من هذه المخاطر، والتي تثير مخاوف وتداعيات كبيرة للغاية.
أضاف الشايجى، في تصريحاته، أن ما تعرضت له دولة قطر الشقيقة يخترق كل الحدود العالمية والقوانين والأعراف الدولية، ويتطلب موقفًا حازماً يتجاوز الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار ومشاعر التضامن؛ خاصًة أن المنطقة العربية اليوم هي بؤرة ساخنة أدت إلي حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن الذي قد يؤدي إلي كارثة .
الشايجى
وثمن الشايجى مواقف الدول العربية والاسلامية وغيرها من الدول التي أدانت واستنكرت بشدة العدوان الإسرائيلي على قطر، ورفض هذا العدوان والتحذير من تبعاته واتساع دائرته وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط ككل ، كما أبدت تلك الدول تضامنها وتكاتفها مع الأشقاء في قطر وهو موقف حمل رسالة مهمة للعالم؛ إلا أن المواقف التضامنية وحدها لا تكفي لردع أي عمل طائش ، لذا فيُعول على القمة العربية الإسلامية المقبلة في الدوحة اتخاذ موقف عربى موحد حازم يتناسب مع مستوى هذا العدوان والمخاطر المحدقة بالمنطقة، و يتضمن إجراءات عملية تجعل كل من يحاول العبث بأمن واستقرار دولنا العربية أن يعيد حساباته قبل الإقدام على أي فعل متهور يدفع ثمنه الجميع.
وأكد الشايجى، أن هناك مسئولية تاريخية كبيرة ملقاة على عاتق القادة العرب في هذه اللحظات الحرجة وآمال كبيرة معلقة على هذه القمة لاتخاذ الإجراءات التي تكفل صون أمن المنطقة؛ فكل عربى يريد أن يرى موقفا عربيا واحدا وقويا مدعوم عالميا بالقوى الخيرة في هذا العالم ، هذه القوى التي اتخذت مواقف جريئة جدا في رفض واستنكار العدوان الإسرائيلي الغاشم.
باقوير
وفى هذا السياق، يؤكد الدكتور عوض بن سعيد باقوير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بسلطنة عمان، أن الاعتداءات الإسرائيلية علي عدد من الدول العربية يعد انتهاكا صارخاً للسيادة الوطنية وللقانون الدولي؛ ولعل الهجوم العسكري الإسرائيلي الغادر علي دولة قطر الشقيقة يعد مؤشرا خطيرا على نهج تسلكه حكومة نتنياهو المتطرفة؛ كما أن هذا الهجوم العسكري هو رسالة واضحة من قبل الكيان الصهيوني للدول العربية وهذا تطور خطير يمس الأمن القومي العربي، وعلي ضوء ذلك فإن المطلوب هو صحوة عربية حقيقية بعيدا عن بيانات التنديد والاستنكار حيث إن الأوطان العربية تواجه تحديا وجوديا ولابد من وقفة جادة من القيادات العربية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للهجوم وهذا يعد تطورا سلبيا في العلاقات العربية الأمريكية خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجى، ومن هنا فإن علي الدول العربية اتخاذ موقف جاد موحد حاسم، خاصة مع إدارة ترامب وهناك أوراق ضغط قوية تمتلكها دول مجلس التعاون خاصة المصالح الاقتصادية والطاقة والاستثمار، وهناك خيارات كثيرة يمكن الاتجاه إليها بعيدا عن الجانب الأمريكي؛ كالاتجاه شرقاً فدول كالصين وروسيا تعد خيارات مهمة للتعاون العربى الخليجى وهناك مجموعة بريكس ومجموعة شنغهاي؛ حيث إن واشنطن فقدت مصداقيتها بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي علي دولة قطر ، وأصبح الكيان الصهيوني يعربد في المنطقة دون رادع.
ومن هنا فإن الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي عليها دور كبير في بلورة إستراتيجية عربية لصون الأمن القومي العربي ضد المخاطر والتهديد الصهيوني الذي يطلقه المجرم نتنياهو ولا بد من إعلان موقف واضح وصريح لإدارة ترامب، مفاده أن مصالح واشنطن مع الدول العربية هي موضع مراجعة جادة من الدول العربية وأن الانحياز الأمريكي مع الكيان الصهيوني لا يخدم المصالح الأمريكية مع العرب، وهي مصالح كبيرة.
يضيف "باقوير"، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي علي دولة قطر أدخل المنطقة في وضع معقد يفرض موقف تجاه حلفاء إسرائيل، و علي صعيد آخر فإن الدعم العربي للمقاومة الفلسطينية يعد من الضرورات الأساسية حيث إن المقاومة الفلسطينية تعد هي خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي، وهذا شيء مهم حيث إن غياب المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية عن المشهد ضد الكيان الإسرائيلي يعد إعلانا صريحا بتنفيذ المخطط الإسرائيلي نحو إسرائيل الكبري التي أعلن عنها المتطرف نتنياهو واستعراضه لخريطة الكيان الصهيوني التوسعية، وعلي ضوء ذلك لابد للعرب أن يدعموا المقاومة الفلسطينية بشكل كبير حتي يتم دحر الكيان الصهيوني ويتم إفشال المخطط الإسرائيلي الخبيث ضد الدول العربية ومستقبل شعوبها ومصالحها.
وبدون موقف عربي جاد فإن الكيان الصهيوني سوف يكرر اعتداءاته وانتهاك سيادة الدول العربية؛ خاصة أن الكيان الصهيوني لا يقيم للقانون الدولي أو قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة أى اعتبار ؛ اعتماداً علي المساندة الأمريكية والدعم الاستخباراتي مما يجعل الإدارة الأمريكية شريكاً أساسياً في تلك الاعتداءات السافرة.
قمة تضامنية ..
في هذا الصدد ، يضيف الدكتور عايد المناع الأكاديمى والمحلل السياسي الكويتى لـ"اليوم السابع"، أن قمة الدوحة قمة تضامنية عربية إسلامية مع دولة قطر لمواجهة العربدة الإسرائيلية و العدوان الإسرائيلي الذى شُن علي الدوحة، وستعلن قطر موقفها وردها على هذا العدوان من خلال هذه القمة ، وترسل القمة رسالة شديدة اللهجة للرد على عنجهية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
والمخرجات المتوقعة من هذه القمة، إضافة إلى الدعم السياسي والمعنوى لقطر، أن يكون هناك إعادة النظر في التحالفات العربية القائمة مع الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل.
وأكد المناع ، أن اللقاء الذى عقده الرئيس الأمريكي ونائبه مع رئيس الوزراء القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى ، الجمعة ، كان محاولة لتخفيف حدة الخطاب القطرى في القمة المقبلة؛ خاصة أن هناك علامات استفها والانتقاد اللاذع لموقف واشنطن خاصة في ظل وجود قاعة "العديد" الامريكية على أرض قطر .

Trending Plus