حكم تاريخى ضد بولسونارو بالسجن 27 عاما فى البرازيل.. أمريكا اللاتينية ساحة لرؤساء سابقين خلف القضبان.. فوجيموري فى بيرو اتهم بجرائم قتل.. ورئيس هندوراس مدان بـ 45 عاما سجن بتهمة تجارة المخدرات والأسلحة

أصبح الحكم على الرئيس البرازيلي السابق ، جايير بولسونارو حلقة من سلسلة طويلة من المحاكمات التي طالت قادة بارزين فى دول أمريكا اللاتينية ،من البرازيل للأرجنتين، ويعتبر بولسونارو ثالث رئيس برازيلى يدان قضائيا بعدما قضت محكمة بسجنه 27 عاما وثلاثة أشهر بتهمة التآمر لقلب النظام الديمقراطى فى أعقاب خسارته الانتخابات أمام الرئيس الحالي لولا دا سيلفا عام 2022.
والحكم، الذي وصفته الصحافة العالمية بالتاريخي، يسلط الضوء على ظاهرة متنامية في أمريكا اللاتينية، حيث باتت قاعات المحاكم محطة إلزامية للعديد من القادة السابقين، في منطقة مثقلة بملفات الفساد وإساءة استخدام السلطة.
بولسونارو، الذي حكم البرازيل بين عامي 2019 و2022، وُضع قيد الإقامة الجبرية منذ مطلع العام، قبل أن يُسمح له مؤقتًا بالخضوع لفحوصات طبية في برازيليا الشهر الماضي. وبعد صدور الحكم الأخير، أعلن فريق دفاعه عزمه استئناف القرار محليًا والدفع بالقضية نحو الهيئات القضائية الدولية.
قادة برازيليون بين السجن والإقامة الجبرية
لم يكن بولسونارو أول رئيس برازيلي يواجه القضاء. قبله، أدين "فرناندو كولور دي ميلو"، الذي تولى الحكم بين عامي 1990 و1992، بالسجن ثماني سنوات وعشرة أشهر عام 2023 بتهم فساد وغسل أموال، لكنه يقضي العقوبة في الإقامة الجبرية نظرًا لتقدمه في السن.
أما الرئيس الحالي "لولا دا سيلفا" ، فقد عاش بدوره تجربة مشابهة، حيث أُدين مرتين في قضايا فساد مرتبطة بفضيحة "أودبريشت"، وقضى 580 يومًا في السجن قبل أن تلغي المحكمة العليا الإدانات بحقه عام 2021 بسبب ثغرات إجرائية. عاد بعدها إلى الحياة السياسية ليُنتخب مجددًا رئيسًا للبرازيل.
أمريكا اللاتينية.. ساحة لرؤساء خلف القضبان
وتضاف قضية بولسونارو إلى سلسلة طويلة من المحاكمات التي طالت رؤساء سابقين فى أمريكا اللاتينية لتكشف نمط مقلق من علاقة السلطة بالفساد، وفقا لتقرير نشرته صحيفة انفوباى الأرجنتينية.
ففي كولومبيا أصبح الرئيس الأسبق ألفارو أوريبى أول زعيم يتم إدانته جنائيا ، بعد اتهامه بالرشوة والاحتيال ، ورغم صدور حكم بالإقامة الجبرية لمدة 12 عاما ، وخصل إلى إطلاق سراح مؤقت بانتظار الاستئناف.
وفى بيرو يكاد تاريخ الرؤساء السابقين يختصر فى ملفات الفساد ، حيث إدين ألبرتو فوديمورى بالسجن لمدة 25 عاما فى عام 2009 بجرائم قتل وخطف ، قبل أن يفرج عنه بعفو إنسانى فى عام 2023 ، بعد ذلك جاء أليخاندرو الذى تم سجنه 20 عاما بتهم غسيل أموال ورشاوى ، ثم يأتي الدور على أولانتا هومالا الذى يقضى 15 عاما بتهم مشابهة ، بينما ينتظر بيدرو كاستيلو محاكمة قد تقضى بعقوبة تصل إلى 34 عاما بتهمة التمرد ومحاولة حل الكونجرس.
وفى الأرجنتين ، أدينت الرئيس السابقة كريستينا فيرنانديز دى كيرشنر ، بالسجن 6 سنوات والإقامة الجبرية ، ومنعها من تولى المناصب العامة مدى الحياة ، وذلك بعد إدانتها فى قضايا فساد تتعلق بعقود أشغال عامة.
وفى بنما، تم الحكم على الرئيس السابق ، ريكاردو مارتينيلى بالسجن 10 سنوات فى 2023 بتهمة الفساد ، لكنه فر لاحقا إلى كولومبيا بعد حصوله على لجوء سياسى.
وفى هندوراس ، تم الحكم على الرئيس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز بالسجن 45 عاما فى الولايات المتحدة بتهم الاتجار بالمخدرات والأسلحة.
تشير هذه القضايا المتكررة إلى تآكل الثقة الشعبية في مؤسسات الحكم بأمريكا اللاتينية. فبينما يعتبر البعض إدانة الرؤساء السابقين مؤشرًا على استقلال القضاء، يرى آخرون أن المحاكمات غالبًا ما ترتبط بصراعات سياسية وانتقام انتخابي.

Trending Plus