فى أول حوار صحفى بعد عرض "صوت هند رجب".. موظفة الهلال الأحمر آخر من تواصل مع الطفلة: صوتها يرافقنى حتى الآن.. رنا الفقيه باكية: لم أكن أعلم خلال قراءتى الفاتحة معها أنها على روحها.. وصرخاتها تمثل الفلسطينيين

<< ليان إحدى أقاربها استشهدت خلال مكالمتها مع زميلى "عمر"
<< المخرجة كوثر بن هنية بكت عندما استمعت لقصتها منا والفيلم وسيكون له تأثير كبير
<< خلال مكالمتى الأولى معها وفجأة صرخت وانقطع الخط فتوقعت استشهادها وأصبت بحالة هستيريا وظللت أطلبها ولم أهدأ حتى ردت مرة أخرى
<< أول اتصال مع والدة هند كان في عيد ميلاد الطفلة ولم ينقطع اتصالانا حتى الآن
<< كلما سمعت كلمة "للأمانة" أبكى وأتذكر كلمات هند لي وهي تستغيث كي ننقذها
<< أنا كنت مع الطفلة في المكالمة ولكنها الآن معي ولست أنا التي معها
<< أتمنى العالم يسمع صرخة الطفلة البريئة وينفذ أرواح باقي أطفال غزة
22 دقيقة تصفيق متواصل، كان رقما قياسيا حققه فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي فاز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي، وكذلك جائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان فينسيا، بطلة العمل صوت طفلة لم يتعد دقائق خلال استغاثتها بموظفي الهلال الأحمر لإنقاذها من دبابات الاحتلال، بمجرد مشاهدة الفيلم أحدث ضجة كبرى وحقق نجاحا عالميا وأثار حالة تفاعل شديدة لدى الملايين، بل إن القائمين على العمل الفني تأثروا للغاية خلال تأديتهم للأدوار فماذا عن الأشخاص الحقيقيين للواقعة، أبطالها إما شهداء أو لا زالوا في ميدان العمل يؤدون رسالتهم الإنسانية ليصبحون شاهدين على تلك المجازر التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
اقرأ أيضا:
في نهاية يناير 2024، صُدم العالم باستشهاد الطفلة التي ظل مقطع صوت استغاثتها للهلال الأحمر الفلسطيني يدوى في آذان كل من سمعه، حيث تصرخ وتبكي وبجوارها جثث أسرتها وأقاربها وتستغيث بموظفي الجمعية لإنقاذها، بالفعل تحرك المسعفان "أحمد ويوسف"، نحو المنطقة التي جاءت الاستغاثة منها ورغم حصولهما على تنسيق إلا أن الاحتلال أبى أن يصلان لـ"هند" لتستهدفهما صواريخ إسرائيل ويستشهدان في الحال، ثم يعثر الدفاع المدني على جثة الطفلة مع أسرتها بعد أن فشل الجميع في الاستجابة لصرخاتها ويحقق أمنتها في البقاء على قيد الحياة.
أصبح صوت هند رجب والتي لم يتجاوز عمرها لحظة استشهادها ستة أعوام، رمزا يعبر عن آلة الإجرام الإسرائيلية التي لا ترحم المدنيين سواء أطفالا أو نساءا أو شيوخا، كما تكشف هول الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، وتكشف عن حالة الخذلان العالمي لأصوات تخرج كل لحظة تستغيث بضرورة وقف الإبادة الجماعية لكن لا أحد يسمع لهم.
هند رجب ليست الحالة الأصعب داخل غزة، فهناك أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا خلال تلك الحرب، بينهم 19,424 وصلوا المستشفيات حتى كتابة هذه السطور، لكن الفارق أن هؤلاء جميعا لم يترك الاحتلال لهم فرصة ليصرخوا أو يستغيثوا قبل قتلهم، بينما هند فقد سمع العالم بكائها قبل أن يعلم بعدها بساعات أنها لحقت بأفراد عائلتها الذين كانوا معها.

موظفة الهلال الأحمر تروي كواليس مكالمتها الأخير مع الطفلة هند رجب
اقرأ أيضا:
كوثر بن هنية تكشف عن رسالة والدة الشهيدة هند رجب بعد فوز فيلمها بمهرجان فينسيا
رنا الفقيه، الموظفة بمنظمة الهلال الأحمر وإحدى بطلات واقعة هند رجب، فهي أخر صوت سمعته وحاول أن ينقذها من تلك المجزرة التي تعرضت لها عائلاتها في السيارة، مشاهد كثيرة ركز عليها الفيلم على رأسها صوت "رنا" وهي تحاول أن تطمئن "هند" وتشغلها عن ما تشاهده من جريمة مكتملة الأركان يرتكبها الاحتلال بحق أسرتها، صورة الفاتحة التي قرأتها مع البنت لتدخل السكينة إلى قلبها، فكانت أخر ما نطق به لسان الطفلة قبل أن تصعد روحها إلى السماء وهي تصرخ من الظلم الذي يتعرض له شعبها.
حوارنا "رنا الفقيه" والتي تحدثت باستفاضة عن تفاصيل تلقيها الاستغاثة من الطفلة وتعاملها مع صرحاتها، أغلب الحديث تخلله البكاء كلما تذكرت صوت هند وصراخها كي يسرعون في إنقاذها، لا زالت تتذكر الواقعة وكأنها كانت بالأمس رغم مرور ما يقارب عام وثمانية شهور على الجريمة، ورغم ما تسمعه يوميا من مكالمات كلها استغاثات ونداءات عاجلة إلا أن مكالمة ابنة الستة أعوام لا زالت الأبرز في ذاكرتها، وإلى نص الحوار..

رنا الفقيه
احك عن عملك في الهلال الأحمر؟
وقت مكالمتي مع الطفلة هند رجب كنتُ مسؤولة غرفة العمليات المركزية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وحاليا مازالت موظفة في الجمعية.
كيف جاء تواصل الطفلة هند رجب لك؟
أول شيء كنت أنا وزميلي "عمر" في مناوبة عمل، وبشكل يومي نستقبل نداءات ومناشدات استغاثة من متضررين بحاجة الى اسعاف وبعد معرفة مكان تواجد المتصلين تكون ضمن المنطقة الحمراء خطرة وفي هذا الحال لا تستطيع سيارات الاسعاف من دخول المنطقة ولا يسمح لهم، وبعض النداءات تتطلب توفير حليب اطفال وطعام او حالات ولادة وبعضها تم فقدان افراد عائلتها تحت ركام، وفي ذلك اليوم استقبل عمر مناشدة من اقارب هند بوجود طفلتان في منطقة تل الهوى بحاجة الى سيارة اسعاف وباقي الافراد شهداء، لأنه تم استهداف سيارتهم.
ماذا حدث بعدما شاهدتما الرسائل؟
أخذ عمر الرقم وتواصل، أول مرة لم يرد الهاتف، وثاني مرة ردت الطفلة ليان، والجميع سمع المكالمة عندما تحدث عمر مع ليان، وقالت له إن الدبابات بجوارهم ويطلقون النار عليهم، وفجأة انقطعت المكالمة بعد أن أصيبت ليان وهي على الخط، وكان عمر مرتبكًا جدًا، فجاء ليخبرني بما حدث.
الطفلة هند رجب
ماذا فعل عمر بعد تلك الاستغاثة؟
بعدما أخبرته ليان، بأن هناك ضرب رصاص عليهم وانقطعت المكالمة فورا بعدما سمع أن هناك رصاصة ضربت على الطفلة التي تتحدث معه، جاء وأخبرني أن هناك طفلة استشهدت وهي معه على الخط وكان متوتر كثيرا.
كيف تعاملت مع هذا الأمر؟
طلبتُ من عمر أن يعيد الاتصال، وفي المكالمة ردّت الطفلة هند، وقالت له: "مرحبا عمو"، وعندما سألها عن ليان، قالت: "ماتت"، وعندها لم يستطع عمر متابعة الحديث من شدة الصدمة، طلبتُ منه أن أتكلم أنا معها.
ماذا قالت الطفلة في المكالمة؟
قالت له: "مرحبا عمو"، فقال لها: "أنا عمر، هل أنت نفس الشخص التي كانت تحكى معي من قبل؟".. فقالت: "لا ضربوا عليها النار وماتت"، هنا عمر سألها عن اسمها؟ وهل هي بالسيارة؟ ومن ثم لم يستطع أن يتحدث مع هند، فطلبت منه أن أتحدث معها/ وذلك قبل أن أعرف أن هناك أحد استشهد معها.

موظفة الهلال الأحمر رنا الفقيه
كيف كان ردك على استغاثتها؟
عرفتها الأول عن نفسي، وعرفتني عن نفسها، وكنت أسمع صوت الدبابات وصوت الطائرة الزنانة وطلقات الرصاص بجانبها، سألتها إن كان بجانبها أحد على قيد الحياة، فقالت: "الجميع ميتين"، فقلت لها حتى ليان؟ فقالت: حتى ليان ماتت.
كيف حاولت السيطرة على خوفها وطمأنتها؟
قلت لها لا نريد أن نخاف، وسألتها عن عمرها وعن أمور خاصة بحياتها مثل كم عدد أخواتك؟ وكانت تقول لي عن الشهداء على أنهم نائمين، فقلت لها أتركيهم نائمين يرتاحون ولا تيقظيهم لأنني كنت أريد ألا تذهب وتتحدث معهم فلا يردون مما يزيد خوفها.
كيف كان شعورك خلال حديثك معها؟
تتحدث رنا - وهي تبكي: "كنت أبكي وكلما تحدثت عنها أبكي، حيث قالت لي خلال المكالمة: "أمانة تعالى خذيني"، فقلت لها يا عمرى لو بأيدي أن أحضر لك لن أتأخر، بعدما علمت عمرها وحجم الخطر الذي حولها، وسألتني هند: "قديش بدك لتوصليني؟"، ولم أخبرها أنني في الضفة وهي في غزة، وتخيلت حينها أولاد أخي وأختى وهم في نفس عمرها، هنا ركزت فقط مع هند، ولم التفت لما يدور حولي في غرفة العمليات، وخلال مكالمتي كان زميلي مهدي يقوم بالتنسيق لسماح لسيارات الإسعاف بالتنسيق، وباقي زملائي حولي.
لكن كيف حاولت السيطرة على مشاعرك كي لا تظهرينها للطفلة فتزيدين من خوفها؟
تتحدث رنا - وهي تبكي: "طول المكالمة وأنا أتحدث مع هند وأبكي، لكن حرصت على ألا أظهر بكائي حتى لا تخاف، حيث كان صوت الطفلة يظهر خوفها بشكل كبير والتي كانت ترتجف من كثرة الخوف والرعب، ولا يمكنني أن أتصور المشهد وهي داخل السيارة والدبابات حولها وشهداء معها، فكان الموقف صعبًا للغاية، لكنها في نفس الوقت متمسكة بالأمل وهي تتحدث معي، حيث تستغيث كي تعيش وأن يأتي أحد لينقذها، وأنا أؤكد لها أن زملائي في الهلال الأحمر ينسقون للوصول لها واطمئنها، فقد كان هذا فوق طاقتي، لكن الله عز وجل وزملائي وقفوا بجاني كي استطيع استكمال المكالمة مع الطفلة.

رنا الفقيه خلال عملها بالهلال الأحمر
هل سمعت صوت الدبابات بالقرب من مكان استغاثة هند رجب؟
نعم، طول المكالمة والدبابات تتحرك وتتوقف وتتحرك مرة أخرى، لدرجة أن هناك مقطع من المقاطع تأثرت فيه وبكيت كثيرا، عندما تحدثت معي بأن الدباب تقترب منها وفجأة صرخت وارتجفت وانقطع الخط، فظننت أنها استشهدت، وأصبت بحالة هستيريا، فأعاد زميلي عمر الاتصال، فيما اتصل زميلي مهدي، بزميلتي نسرين مديرة الصحة النفسية في الجمعية.
ماذا فعلت في المكالمة الثانية معها؟
رجعت روحي عند سماعها على قيد الحياة، وطلبت من عمر استكمال المحادثة معها، وحاولت تهدئتها في المكالمة الثانية، وطلبت منها أن تتنفس جيدا وتغمض عينيها ولا تخاف لأننا قادمين لها وسنكون معها، وحاولت أسألها في موضوعات كي أشغلها بالكلام عن ما تشاهده من أهوال أمامها، وطلبت من زميلتي "نسرين" أن تساعدني رغم أنها تأثرت أيضًا وقامت بالتحدث معها.
عندما قرأت سورة الفاتحة معها ..هل كنت تتوقعين أنها ستكون على روحها؟
بالفعل قرأت مع هند سورة الفاتحة، لكن لم أكن أتوقع أن أقرأ وهي تقرأها معي على روحها، فبعد 12 يوم من معرفة مصيرها، عرفت أنها استشهدت وكانت الفاتحة على روحها.
عندما تتلقون استغاثة من أي مصاب أو مريض بغزة.. كيف تتعاملون معها؟
رد فعلنا عندما نتلقى أي استغاثة نجيب على الهاتف ونتحدث مع المتصل ونأخذ المعلومات الأساسية، وفي حال انقطاع الاتصال نعاود الاتصال به مرة أخرى، وفي حال كانوا بحاجة إلى إسعاف وهم في منطقة حمراء نربطهم مع ضابط الإسعاف في غرفة الاتصال المركزي، الذي يقوم من خلال الهاتف بتزويد المتصل بالإجراءات للمساعدة في وقف النزيف ضمن الإمكانيات المتوفرة حولهم، ولقد استقبلنا الآلاف من المناشدات بحاجه إلى إسعاف، وتتم خلال هذه الاتصالات مشاركة المعلومات مع الزملاء في غرفة عمليات غزة، لأن بعض الحالات تكون في مناطق يمكن الوصول لها.
ونحاول التحدث مع المصابين أو من حولهم لتحديد موقعهم بدقة، ونعيد الاتصال أكثر من مرة، وفي كثير من الأحيان تكون الاتصالات مشوشة بسبب الاحتلال، فنضطر لاستخدام هواتفنا الخاصة، لكن المشكلة الكبرى ليست الاتصال، بل في التنسيق للسماح بدخول المسعفين.
ما هو الاختلاف بين الاستغاثات اليومية التي تردين عليها وبين مكالمة هند رجب جعلت تـتأثرين بها؟
المختلف في مكالمة هند أن المناشدات التي كانت تأتى لنا من أناس أكبر من 18 عاما، ومر علينا قصص كثيرة نحتاج يوما كاملا لنتحدث عنها، ففي بعض المكالمات كان الناس تستشهد لحظة حديثهم معي بالتليفون، وبعض المكالمات الناس تصرخ وتبكي لأن أهلهم مصابين وينزفون أو بترت أطرافهم أو أطراف أولادهم، ومر علينا كثيرا قصص صعبة.
هل انقطاع الاتصالات والإنترنت المتكرر كان عائقا تجاه سرعة إنقاذ الطفلة هند رجب؟
انقطاع الاتصال لم يكن عائقا، لكن يكون انقطاع الاتصال بسبب تشويش من جانب الاحتلال، فهذا كان يجعلنى لا أسمعها كثيرا وأكرر أسئلتى معها، والتليفون الذي يسجل المكالمة لم يكن يحتفظ بالخط معها بسبب التشويش، وأغلب الاتصالات نجريها عبر هواتفنا الخاصة، ولكن هذا لم يكن عائقا لكن التنسيق والإجراءات هي العائق الأساسي .
ماذا فعلت عندما كان ينقطع الاتصال مع الطفلة؟
كل ما كان ينقطع الخط كنا نتصل بها مجددا ولا نتركها، ولم نتركها أبدا طوال المكالمة.
كيف سعيتم لإنقاذ هند؟
وصلنا لها بعد ساعات من التنسيق، ولم يتردد يوسف وأحمد المسعفان اللذان قدما رسالتهما النبيلة للإنسانية ودائما ما أترحم على أرواحهما، فبمجرد أن جاء التنسيق خرجا فورا للوصول إلى الطفلة ولم يترددا، وكانت سيارة الإسعاف قريبة للغاية منها، لكن الاحتلال استهدفها قبل الوصول للمكان.
ماذا كان رد فعلك عندما علمتى باستشهادها؟
عندما كنت مسئولة العمليات في الهلال الأحمر حينها وعلمنا باستشهاد هند، وتوفى زملاء لنا، ظللنا مستمرين في العمل ولم يكن لدينا الوقت للبكاء، لكن لابد أن نواصل العمل بشكل مستمر ونستكمل المسيرة لأن الناس بحاجة لنا ولعملنا الإنساني وهناك دور لابد أن نقوم به، فالمناشدات والاستغاثات لا تتوقف.
هل لا زالت على تواصل مع والدة هند رجب؟
أنا حتى الآن على تواصل مع أم هند رجب، أول تواصل معها كان بعد 10 فبراير عندما عرفنا باستشهاد الطفلة وباقي عائلتها وأقاربها، وحينها لم استطع أن أحكى لوالدتها لكن في شهر مايو وهو عيد ميلادها، حينها رأيت أن هناك ضرورة للتواصل مع أمها، وبالفعل تواصلت معها وظللنا نبكي وكأننا سمعنا للتو خبر استشهاد هند، ودائما أناديها بأم إياد وهو الطفل الوحيد الذي ظل معها حيا.
هل لا زال صوت هند رجب يطاردك حتى اليوم؟
صوت هند رجب يرافقني ولا يطاردني، فهو يرافقني بكل لحظة بل وصل إلى حد أنه عندما ينادي أحد على اسم هند التفت فورا، وكذلك عندما يذكر أحد كلمة "للأمانة" ارتعش لأن هند دائما ما كانت تتحدث معى وتقول لى "للأمانة تعالى خذيني" وأنا كنت مع الطفلة في المكالمة ولكنها هي الآن معي ولست أنا التي معها.
هل تواصل معك القائمين على عمل فيلم صوت هند رجب؟
تواصل معي القائمين على فيلم صوت هند رجب خاصة المخرجة كوثر ين هنية، وأخذت مني تفاصيل الواقعة أنا وزملائى كل واحد على حدة، حيث كنا نحكي عن مشاعرنا وقت المكالمة، فكانت تريد التعرف على الشخصيات التي كانت مشاركة في الحادثة كي تختار الشخصيات التي ستؤدى أدوارنا.
ماذا كان شعور المخرجة التونسية خلال سماعها القصة من العاملين في الهلال الأحمر؟
كانت كثيرا ما تبكى عندما تسمع قصة هند منا، ثم أخذت التسجيلات من الهلال الأحمر الفلسطيني، وعندما تم اختيار من سيقومون بأدوارنا جمعتنا مع بعضنا على التليفون، وحاولت من قامت بدوري في الفيلم التعرف على لغتى وشخصيتي وتأثرت كثيرا بالقصة وبحديثي عن الطفلة.
المخرجة كوثر بن هنية
كيف ترين تجسيد قصة هند رجب في فيلم يحتفى به العالم؟
بشعر بالفخر أن المخرجة كوثر بن هنية وفريق عمل الفيلم فكروا في دعم تلك القصة، وأصوات هند في العمل الفني كانت حقيقية والجو كان حقيقي، وأكد على أن المسعفين أصحاب رسالة إنسانية يؤدون واجبهم، وهناك بعض التحديات والاعتداءات عليهم تؤدى إلى تضحيتهم بأرواحهم من أجل الناس الذين يحتاجون استجابة إنسانية، فهو فيلم إنساني يهدف لتوجيه رسالة للعالم وسيكون له تأثير كبير.
هل يمثل صوت هند رجب أصوات الفلسطينيين؟
صوت هند رجب يمثل صوت الشعب الفلسطيني، خاصة أنه يمثل صوت كل طفل فلسطيني وكل أم وإنسان برئ بحاجة فقط للحياة، فنحن كفلسطينيين لسنا أرقاما لأن كل رقم خلفه اسم وحكاية وأمل وحياه فهذا هو الرقم، ونحن في الهلال الأحمر والأطقم الطبية لا يجب أن نكون هدفا، ولابد من حماية للأطباء والمسعفين لأن رسالتنا إنسانية، نحن نحمل ضمادة ولاصقات للجروح ولا نحمل شيئا أخر.
هل فقد أحد من عائلتك خلال تلك الحرب؟
أنا وعائلتى نعيش في الضفة الغربية، الجميع توقع أننى في غزة، لكننى مكان عملي في المقر العام للهلال الأحمر في مدينة رام الله، لكن ليس من الضرورى أن يفقد الشخص أحد من أقاربه كي يشعر بالمعاناة، لأننا كفلسطينيين كل الشهداء شهدائنا وكل الجرحى جرحانا وكل الأسرى أسرانا، وأنا فقدت عمي شهيدا في الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.
ما رسالتك للعالم؟
رسالتى للعالم أن صوت هند رجب هو رمز لكل الأطفال وأتمنى العالم يسمع صرخة الطفلة البريئة من خلال عرضه في فيلم "صوت هند رجب وينقذون أرواح الأطفال المتبقية حتى يعيشون بأمان وسلام، فهذا حقهم أن يعيشون بسلام والعالم إذا أراد أن يسمع سيسمع ويستجيب، ولابد أن أؤكد على دور زملائي لأنه لم يتم تسليط الضوء على دور المسعفان أحمد ويوسف، فهما من توجها للطفلة وفقدا أرواحهما وتركا أطفالهما وأمهاتهما وزوجاتهما كي يصلان لهند، لكنهما رحلا شهداء الواجب الإنساني، وقصتهما مع بعضهما تجسد جوهر الرسالة، أننا نعمل لنحمي الحياة ونقدم الخدمة الإنسانية، لذلك أقول للعالم لا تجعلوا صرخات أطفالنا وبرائتهم نفقدها أكثر منذ لك، أتمنى أن يكون هناك سرعة لإنقاذ أطفال غزة، لابد من أن يكون هناك حماية للطواقم الطبية والمسعفين بالميدان لأننا نفقدهم كل يوم، ونحن نستحق أن نعيش بكرامة وأمان.

Trending Plus