أكرم القصاص يكتب: الطريق إلى الدولة الفلسطينية.. المناورات والتقاطعات والوحدة المطلوبة

أكرم القصاص
أكرم القصاص

سيظل يوم 12 سبتمبر 2025، تاريخا مشهودا فى تاريخ الدولة الفسطينية، وهو اليوم الذى صوتت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة لصالح مشروع قرار يؤيد «إعلان نيويورك» بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبلغ مؤيدو «إعلان نيويورك» بشأن حل الدولتين 142 دولة، بينما بلغ عدد المعارضين 10 دول فقط، وامتناع 12 دولة، والدول التى صوّتت ضدّ القرار هى: «إسرائيل، والولايات المتحدة، والأرجنتين، والمجر، وميكرونيزيا، وناورو، وبالاو، بابوا، وغينيا الجديدة، وباراجواى، وتونجا»، وهى مواقف متوقعة من دول إما تابعة أو خاضعة أو مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل، ومعها دول امتنعت عن التصويت، وهو موقف أكبر من الرفض، وأقل من التأييد، وسواء الدول الرافضة أو الممتنعة يمكن تغيير اتجاهاتها فى التصويت والمواقف، وهو أمر يتعلق بالعمل العربى والفلسطينى، وجاء التصويت قبل اجتماع قادة العالم فى 22 سبتمبر، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تعترف بريطانيا رسميا بدولة فلسطينية، والإعلان ندد بهجمات إسرائيل على المدنيين والبنية التحتية المدنية فى غزة، والحصار والتجويع، ما أدى إلى «كارثة إنسانية مدمرة وأزمة حماية».

وينص «إعلان نيويورك» الذى أيده القرار، على ضرورة إنهاء الحرب فى غزة «فورا» ودعم نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار بتكليف من مجلس الأمن الدولى.

وكما هو متوقع، فقد وصفت الولايات المتحدة التصويت بأنه «خدعة وهدية لحماس»، بالرغم من أن المنظمة ودولا كثيرة ترى أن يكون الاتجاه فى الدولة بعيدا عن حماس، بل إنه - لأول مرة - يدين نص تعتمده الأمم المتحدة هجمات 7 أكتوبر 2023 التى ارتكبتها حماس، ويدعو إلى نزع سلاحها واستبعادها من حكم غزة، وهو قرار تؤيده دول منها «فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا»، وأغلب دول أوروبا.

وأعلنت فرنسا، أن التصويت التاريخى للجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد «إعلان نيويورك» بشأن حل الدولتين، يعكس تصميم المجتمع الدولى على الالتزام بتنفيذ خارطة طريق طموحة من أجل سلام وأمن الجميع فى المنطقة.

ورحبت وزارة الخارجية الفرنسية، فى بيان لها، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية «كبيرة جدا»، كما أن الموقف البريطانى أيضا باتجاه تأييد الدولة الفلسطينية، وهو تحرك مهم ونتاج لمساعى دول عربية، وعلى رأسها «مصر، والسعودية»، وأيضا دول أوروبية، بل وأيضا كان الاعتراف نتاج ورد فعل لحرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى طوال أكثر من 23 شهرا، مع حصار وتجويع، وبالرغم من أن دولا أوروبية تعاطفت فى البداية مع الرواية الإسرائيلية وأدانت «حماس»، لكنها فى الوقت نفسه شاهدت الإبادة وقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، ومحاولة حرمانهم من الطعام والشراب والدواء وكل عناصر الحياة، وهو أمر نسف الكثير من الرواية التى طرحها نتنياهو، والاحتلال.

وكل هذا يجعل الطريق للدولة الفلسطينية طويلا، لكنه أصبح واقعا بعد تأييد دول تقارب الاحتلال تقليديا، بل إن كل دولة لها تصور عن الدولة، ومطالب بإبعاد تنظيمات أو أطراف، وهو اختبار للجبهات الفلسطينية وقدرتها على التجمع والتوحد، والتفاهم من خلال حوار يعلى من المصلحة، وطوال شهور وأعوام، تتمسك مصر بدورها تجاه القضية الفلسطينية، وتتصدى للتهجير والتصفية، وتسعى لإنهاء الانقسام وتوحيد الفصائل، ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على إعلان رفض التهجير، والضغط لإدخال المساعدات والتمسك بحل الدولتين، وبسبب ذلك واجهت مصر حروب أكاذيب وابتزاز وشائعات، وصلت إلى أن تكشف الأمر عن تحالف بين الصهيونية وتنظيم الإخوان للضغط على مصر لتسمح بالتهجير، وهو أمر حسمت مصر رفضه، سواء كان تهجيرا قسريا أو طوعيا، وواجهت مصر الحملات والتداخلات والمناورات بحنكة ومهارة وشجاعة حافظت من خلالها على الردع، من دون أن تفقد أى قدرة على المواجهة مع مساع لبناء مواقف عربية وإقليمية قوية وواضحة، وأيضا التواصل مع كل دوائر التأثير فى العالم.

الشاهد أن الطريق إلى الدولة الفلسطينية ليس سهلا، لكنه ممكن بقوة التوحد والتنسيق، وفى النهاية فن السياسة عمل معقد ومتشابك، لكنه يحتاج إلى اكثر من الشعارات، خاصة فى عالم يتغير بشكل سريع وواسع ويتطلب الكثير من التفاهم والتفهم.


 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلي وإنبى فى الدوري المصري والقناة الناقلة

استعدادات مكثفة لتأمين مباراة بيراميدز وبطل أوقيانوسيا على استاد الدفاع الجوى

الإعدام شنقا للمتهم بخطف طفل وهتك عرضه بالشرقية

مكتب التنسيق: اليوم آخر فرصة لتقليل الاغتراب لطلاب المرحلة الثالثة

وفاة نجل المؤثر السعودي موسى بن تركي تصدم رواد مواقع التواصل الاجتماعى


استيراد أسود ونمور جديدة من أفريقيا لحديقة الحيوان بالجيزة

الأهلي يرفع العرض المالي لإقناع فيشر بتدريب الفريق.. اعرف التفاصيل

التحقيق مع طبيبة بالمعاش أصدرت تقريراً مزيفاً عن وفاة حفيد نوال الدجوى

ننشر جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية بالقمة العربية الإسلامية فى الدوحة

حبس سيدة 6 أشهر لاتهامها بتسميم كلاب داخل كومباوند فى أكتوبر


"انطلاقة نارية".. كهربا حديث صحف الكويت بعد تألقه مع القادسية

تعطيل العمل بالقسم القنصلى بسفارتنا فى الدوحة الاثنين تزامنا مع القمة العربية

إصابة 8 أشخاص إثر حادث تصادم أتوبيس بلوحة إعلانات فى التجمع

انطلاق قافلة المساعدات الـ36 من مصر إلى قطاع غزة.. فيديو

وزارة التعليم: التقدم لأول امتحان بشهادة البكالوريا المصرية إجبارى

باريس سان جيرمان يستضيف لانس لمواصلة انتصاراته فى الدوري الفرنسي

الصومال: ارتفاع حصيلة قتلى الميليشيات الإرهابية في معركة "عيل طير" إلى 75 عنصرا

وزير الداخلية الأمريكى: اليونان قد تكون مركزا لتعزيز صادرات الغاز الطبيعي

سيراميكا يحقق فوزه التاريخى الأول على سموحة

موعد مباراة الأهلي وإنبي اليوم الأحد فى الدوري المصري والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى