السودان نحو هندسة سياسية جديدة.. كيف؟

كنا قد تحدثنا في مقال سابق عن سر اهتمام الولايات المتحدة المفاجئ بالسودان، ثم يأتي الحديث اليوم عن بيان مشترك لدول الرباعية الدولية، إلى جانب عقوبات أمربكية صارمة، وتجديد مجلس الأمن الدولي للعقوبات على السودان، لنصبح أمام ملامح مسار دولي جديد في السودان، يبدأ بهدنة إنسانية، ويقود إلى حكومة ديمقراطية مدنية بإشراف وحماية دولية، ما يعنى أن السودان أمام هندسة سياسية جديدة، مشروطة بتجاوب الأطراف.
والأهم – في اعتقادى، قدرة الأطراف المتصارعة على التخلي عن الرهان على الحرب بوصفها أداة سياسية، لأن استمرار الوضع الراهن يفاقم المعاناة ويزيد المخاطر على الاستقرار الإقليمي، وبالتالي يجب على الأشقاء أن يدركوا أن مستقبل السودان يقرره السودانيون عبر عملية انتقالية شاملة وشفافة.
نقول هذا، ونحن نتذكر رؤية مصر ودورها وجهودها منذ بدء الأزمة واندلاعها في السودان، وهى تتحدث وتحذر من كل أشكال الدعم العسكري الخارجي للأطراف السودانية المتحاربة، باعتباره عامل رئيسي في إطالة أمد الحرب وزعزعة استقرار المنطقة، ونرى المأساة الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأشقاء السودانيون من نزوح وجوع وظروف صحية واجتماعية وعدم استقرار على كل المستويات.
لذلك، كل هذا يذكرنا، باهتمام أمريكا المفاجئ بالملف السوداني، والذى ينطلق من دوافع إقليمية واستراتيجية، تنطلق من تأثير عدم استقرار الإقليم، وخطة واشنطن للشرق الأوسط الجديد، واحتمالات أن يشكل استمرار الحرب تهديداً لهذه المخططات، خاصة أن هناك أيضا أهداف مباشرة، منها إبعاد النفوذ الصيني والروسي عن السودان ومواصلة مسيرة التطبيع والإبراهيمية في السودان، وفتح الطريق لاستثمارات أمريكية في قطاع المعادن والعناصر النادرة.
لذا، على السودان الانتباه، من خطورة تنافس القوى العظمى، وأن يعلم الجميع أن الحل دائما يتمثل في إعلاء الدولة الوطنية والوحدة السودانية، وأن يدرك الأشقاء في السودان خطر وجود حكومتين الذى لا يأتي إلا بنتائج عسكية تؤدي إلى مراحل متقدمة من العداء وإطالة أمد الصراع.
اهتمام أمريكى مفاجئ بالسودان.. لماذا الآن؟

Trending Plus