من قلب الفجالة.. أصوات الأهالي والطلاب تروي حكايات الاستعداد للعام الدراسي
عرض برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع على قناة CBC، تقريرا مفصلا عن حكايات الاستعداد للعام الدراسي الجديد من قلب الفجالة، مع اقتراب العد التنازلي لبداية العام الدراسي، تتحول منطقة الفجالة بوسط القاهرة إلى خلية نحل لا تهدأ. هنا، على الأرصفة الممتدة والمكتبات العريقة، تتجسد حكايات الاستعداد للمدارس، حيث تمتزج فرحة الأطفال بترقب الأهالي، وتتزين الأكشاك بألوان الكراريس والأقلام التي تحمل معها أحلام عام جديد. "الستات" رصدت نبض الشارع، واستمعت لأصوات المواطنين الذين توافدوا من كل مكان.
"هذا موسم له استقبال خاص عندنا،" بهذه الكلمات بدأ أحد أولياء الأمور حديثه وهو يحمل طفله الصغير بين ذراعيه، مضيفًا: "نحاول أن نرضيهم على قدر استطاعتنا، ونوفر لهم كل ما يطلبونه حتى يكونوا مركزين في دراستهم ويستفيدوا من العام الجديد."
هذا الشعور يشاركه فيه المئات من الأهالي. سيدة أخرى كانت تشتري "اللانش بوكس" والزمزمية لطفلتها الصغيرة التي تستعد لدخول الحضانة لأول مرة، وتقول بابتسامة: "هي لسه بيبي، بس بجهزها عشان تروح الحضانة ومتحسش إن ناقصها حاجة. فرحتها بالشنطة الجديدة والأدوات الملونة تساوي تعب اليوم كله."
من "الفايلات" و"الكشاكيل" إلى "الأقلام" و"الشنط"، تتكدس الأكياس في أيدي الأهالي، الذين يؤكدون أن الفجالة تبقى وجهتهم الأولى رغم الزحام. يقول مواطن: "هنا تجد كل شيء تحتاجه وبأسعار تناسب الجميع. صحيح أن هناك ضغطًا، لكن التنوع والجودة يجعلا الأمر يستحق."
على الجانب الآخر، كانت الفرحة هي السمة الغالبة على وجوه الأطفال والطلاب. بابتسامة عريضة ونظرة مليئة بالحماس، قالت طفلة صغيرة وهي تتحدث إلى الكاميرا: "أنا مبسوطة إن المدرسة قربت! جيت النهاردة مع ماما واشتريت ألوان جديدة وحاجات كتير."
طالبة أخرى في مرحلة الإعدادي عبرت عن سعادتها قائلة: "جبت الفايلات واللانش بوكس والكتب والكراريس. متحمسة جدًا أرجع المدرسة وأشوف صحابي وأستخدم أدواتي الجديدة." هذه التصريحات العفوية تعكس الشغف الحقيقي الذي يشعر به الطلاب تجاه بداية مرحلة جديدة من رحلتهم التعليمية، حيث لا تمثل الأدوات المدرسية مجرد مستلزمات، بل هي مفتاح البدايات الجديدة ورمز للأمل والتفاؤل.
بين أصوات الباعة المنادية على بضائعهم، وضحكات الأطفال، ونقاشات الأهالي حول الأسعار، يظل سوق الفجالة ليس مجرد مكان لشراء الأدوات المدرسية، بل هو جزء من الذاكرة المصرية وطقس سنوي لا غنى عنه. إنه المكان الذي يجمع بين عبء التكاليف وفرحة الاستعداد، ليرسم في النهاية لوحة حية تعبر عن أمل كل أسرة مصرية في مستقبل أفضل لأبنائها مع كل عام دراسي جديد.
Trending Plus