أكرم القصاص يكتب: تحديات قمة الدوحة.. أوراق دعم قطر والدولة الفلسطينية ومواجهة جنون نتنياهو

أكرم القصاص
أكرم القصاص

القمة العربية الإسلامية، التى تنعقد اليوم فى العاصمة القطرية الدوحة، تأتى فى وقت شديد الدقة، وبجانب استمرار الحرب على غزة، فإن تجاوزات الاحتلال الإسرائيلى وغرور القوة، الذى وصل إلى الاعتداء على السيادة القطرية ومحاولة اغتيال قيادات حماس المشاركين فى التفاوض، هو تحول آخر يضاف إلى تحولات مختلفة أطاحت بالكثير من الثوابت، وتفرض على القمة المزيد من البنود والتحركات للتعامل مع متغير غير مسبوق فى تاريخ الصراع والعلاقات بين الدول، بجانب الموقف العربى الإسلامى من كيفية التعامل مع هذه التحولات والتشابكات، التى تتداخل مع دوائر العلاقات مع الولايات المتحدة، وكيفية التعامل بحسم مع تجاوزات وغرور قوة إسرائيل.


الواقع أن الموقف الأمريكى يضاف إلى تحولات مهمة وتأثيرات وتقاطعات تحتاج إلى وقفة، لأن الاعتداء الإسرائيلى تم بالرغم من العلاقة التى يفترض أنها تربط الرئيس دونالد ترامب مع الخليج ومع قطر، وقد كانت زيارة الرئيس ترامب وجولاته واتصالاته أمرا مهما يفرض نفسه، ويشير إلى أهمية أن تلوح الدول العربية بأوراق الاقتصاد والسياسة التى ربما يفهمها ترامب أكثر من غيرها.


ومنذ ما بعد الحرب، عقدت أكثر من قمة عربية فى البحرين وجدة وبغداد بجانب قمة القاهرة الطارئة، التى كانت واحدة من أكثر القمم العربية، أهمية وضرورية، وبعدها قمة بغداد، استكمالا ودعما للجهود العربية لمواجهة تحولات كبرى تركتها الحرب فى غزة التى استمرت لأكثر من 23 شهرا وخلفت دمارا كبيرا، وفرضت تحديات كبرى، وتغييرات استراتيجية فرضت على الأطراف الإقليمية انعكاسا لتغييرات خلفتها الحرب على الأمن والسلم الإقليمى، سواء قبل تولى الرئيس ترامب أو بعده، بل إن ترامب اتسمت فترته بالتناقض والتقاطعات الغامضة، حيث منح الاحتلال ضوءا أخضر، ومنح نتنياهو والتيار المتطرف فرصة لاستكمال الحرب وخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم تنفيذ مرحلته الأولى، والتلويح بمخططات التهجير التى تصدت لها مصر بحسم، ورفضت مخططات التهجير والتصفية التى ظهرت، ووجدت بعض الأطراف تدعمها، ولعبت مصر دورا ليس فقط فى إعلان التصدى للمخططات مبكرا وبشكل تام، لكن أيضا قادت حملة لشرح خطورة هذه المخططات على الأمن الإقليمى والدولى.


لكن لم تتوقف المناورات والأخطار، وأسقط نتنياهو والاحتلال كل الحدود مع الدوائر الحليفة أو القريبة، وبالتالى فإن محاولة اغتيال قيادات حماس فى الدوحة تضاف إلى متغيرات كثيرة، واختلاف فى شكل ومضمون الحرب أو الجولة الحالية، تفرض على الأطراف الفاعلة محاولة قراءة هذه التحولات، حيث يمثل العدوان على سيادة قطر خيانة  صهيونية لأحد أطراف التوسط فى مفاوضات وقف الحرب على غزة، التى تستضيف قيادات حماس ضمن تفاهمات مع الإدارة الأمريكية وإسرائيل، وبالتالى فإن محاولة اغتيال قيادات وفد تفاوض حماس، تجاوز كل أسوار غرور القوة، وتجاوز قواعد القانون أو حتى علاقات التفاهم السياسية بين الدول التى تربطها علاقات قوية وتنسيق.


بجانب الاعتداء على سيادة قطر، يأتى تحول مهم، وهو إعلان الأمم المتحدة بيان نيويورك لإعلان الدولة الفسطينية يوم 12 سبتمبر 2025، حيث صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة لصالح مشروع قرار يؤيد «إعلان نيويورك» بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بتأييد 142 دولة، معارضة 10 وامتناع 12، وهو بداية طريق يتطلب موقفا فلسطينيا صلبا وموحدا، وأيضا موقفا عربيا نظن أنه سيفرض نفسه على القمة العربية الإسلامية التى تشهدها الدوحة اليوم، ويتوقع أن تكون قمة الحسم فى مواقف وبيانات تلوح بأوراق قوية، وتعيد تجديد مقررات قمة القاهرة الطارئة وقمة بغداد، التى حملت الموقف العربى ضد التهجير والتصفية، مع التأكيد على دعم الدوحة فى مواجهة العدوان الإسرائيلى، وضرورة التلويح بعزل الاحتلال إقليميا، ودوليا، ومعه الدفع لتوحيد الجهود الفسطينية والقصائد، وهو ما يضاعف من أهمية قمة الدوحة فى مواجهة مناورات ومخططات الاحتلال، الذى يثبت أنه لا حدود أمامه مع تفاهمات أو تحالفات، لأن الدوحة لعبت دورا مهما فى التوسط، والتعامل مع القصائل بمعرفة أمريكية وإسرائيلية، وبالتالى فإن الاعتداء عليها يمثل خرقا لكل القواعد، ويرتب موقفا وتلويحا بأوراق عربية، وأيضا يدفع نحو تدعيم الدولة الفسطينية والسعى لتوحيد الفصائل، ومواجهة جنون نتنياهو.

p.8
اليوم السابع
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

والدة أطفال دلجا بالمنيا: شكيت بالمتهمة وكنت حاسة إنها هتعمل حاجة وحشة لأولادى

فيلم الشاطر يتخطى إيرادات فيلم ولاد رزق 2 ويسجل 106 ملايين جنيه

الأشعة تحسم مصير زيزو فى الأهلي بعد إصابة العضلة الضامة

غرامة مالية مليون روبية على ممثلة هندية بسبب إكليل ياسمين فى مطار أسترالى

ليه 3 ديفندر؟.. غضب فى الأهلي بسبب تشكيل النحاس أمام إنبي


المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الـ6 بالمنيا تحمل صغيرها فى أولى جلسات محاكمتها

دراسة: الظواهر الجوية العنيفة كلفت الاقتصاد الأوروبى حوالى 43 مليار يورو

تعرف على مصروفات المدارس الحكومية والرسمية للغات قبل بدء العام الدراسى 2026

أبرز ما تضمنه مشروع البيان الختامى لقمة الدوحة

فى ذكرى ميلاده.. أشهر مونولوجات إسماعيل يس التى لا تنسى


مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي ضد ناساف والاتحاد مع الوحدة بدوري أبطال آسيا للنخبة

أكرم القصاص يكتب: تحديات قمة الدوحة.. أوراق دعم قطر والدولة الفلسطينية ومواجهة جنون نتنياهو

انطلاق القمة الطارئة بالدوحة اليوم.. والقادة العرب يتوافدون للمشاركة

الرئيس السيسى يتوجه اليوم إلى قطر للمشاركة بالقمة العربية الإسلامية

نجوم الغناء يستعدون لتسجيل أغنيات سينجل جديدة.. وبهاء سلطان في المقدمة

أبرزها اللحوم.. تخفيضات على السلع الغذائية بمعرض أهلا مدارس فى الجيزة

تفاصيل الحالة الصحية لـ إمام عاشور بعد نقله للمستشفى

محطات مهمة فى ذكرى وفاة حسين الشربيني اليوم

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام سيراميكا فى الدوري المصري والقناة الناقلة

5 مصريين يتأهلون لربع نهائى بطولة مصر المفتوحة للاسكواش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى