المجلس القومى الإيرانى يقر اتفاق القاهرة مع الدولية للطاقة الذرية.. مدير الوكالة: خطوة مهمة وأوروبا تُصعد عبر آلية الزناد.. طهران: الترويكا ليس لديها الحق فى تفعيل الآلية.. والخارجية تلوح بإجراءات تصعيدية

نجحت مصر فى إذابة جبل الجليد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر اتفاق لاستئناف التعاون بينهما؛ حيث كانت الهجمات الإسرائيلية الأمريكية فى يونيو على المنشآت النووية بإيران قد أدت إلى تعليق أعمال التفتيش هناك، واعتمد البرلمان الإيرانى فى وقت سابق قانونا لتعليق التعاون مع الوكالة. إلى أن نجحت القاهرة فى الوساطة بين الطرفين لإبرام اتفاق القاهرة بشأن إعادة مسار التعاون بين إيرن والوكالة.
وأقر المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى، اليوم الأحد، الاتفاق المبرم بين وزير الخارجية عباس عراقجى، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسى فى القاهرة، مشيرا إلى أنه "متوافق" مع قرار اللجنة النووية التابعة للمجلس.
وأوضح المجلس، فى بيان له، أن اللجنة النووية التابعة للمجلس الأعلى، اطّلعت على الاتفاقيات الموقّعة مؤخرا بين وزير الخارجية الإيرانى والمدير العام للوكالة الدولية فى القاهرة، وفقا لوكالة "مهر" الإيرانية.
وأوضح البيان أن اللجنة النووية، المؤلفة من مسئولين كبار من مختلف المؤسسات المعنية، مُفوضةٌ باتخاذ القرارات من قِبل المجلس الأعلى للأمن القومى فى جميع الأوقات، وقد تصرفت وفقا للإجراءات المُتبعة فى ذلك الوقت.
ونوه البيان بأنه فى المرحلة التالية، يجب الاتفاق بين الطرفين على آليات تنفيذ التعاون بين إيران والوكالة بشأن التقرير المُرسل إلى الوكالة، بما فى ذلك موافقة المجلس الأعلى للأمن القومى على تنفيذ أى إجراء.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالمنشآت النووية الخاضعة لإشراف الوكالة الإيرانية التى تعرضت لهجوم من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، فإنه بعد تهيئة الظروف الأمنية والسلامة اللازمة، "لن تُقدم إيران تقريرها إلى الوكالة إلا بعد الحصول على رأى المجلس الأعلى للأمن القومي".
لكن لا يزال الملف النووى الإيرانى فى بؤرة ساحنة، فالأمر يتداخل معه عدة أطراف، فإلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، هناك الترويكا الأوربية، التى أعلنت مطالبتها للأمم المتحدة بإعادة تفعيل "آلية الزناد "، التى تكفل تجيد فرض العقوبات على طهران.
وفى الوقت نفسه، هدد مجلس الأمن القومى الإيرانى أن أى إجراء عدائى على منشآت طهران بما فيه تفعيل آلية الزناد سيوقف العمل بالاتفاق مع الوكالة الدولية.
وفى الوقت الذى تلوح فيه طهران بإجراءات تصعيدية، لوح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بتكثيف الجيش لإجراءاته العسكرية؛ تحسباً لأى تصعيد إيرانى.
تلويح إيران بوقف التعاون..
ومن جانبه، وجه وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، توصية إلى الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بشأن الحديث عن تفعيل آلية الزناد، مؤكداً أنها لا تمتلك أى حق قانونى أو سياسى فى هذا المجال.
وقال عراقجي: "إن المسألة لا تقتصر على أن الدول الأوروبية الثلاث لا تملك أى حق قانونى أو سياسى أو أخلاقى لتفعيل آلية الزناد، بل حتى لو افترضنا أن لها هذا الحق، فإن القاعدة هنا ليست: إذا لم تستخدمه فقد فقدته، بل هي: إذا استخدمته فقد فقدته".
وأضاف: "التوصيف الأدق للمأزق الذى يواجه هذه الدول هو: إذا استخدمته ضاع منك كل شيء".
خطوة مهمة..
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى، أن استئناف التعاون مع إيران والوثيقة التى تم توقعيها مع وزير خارجية إيران فى القاهرة، هى خطوة مهمة فى الاتجاه الصحيح.
جاء ذلك خلال حديث جروسى أمام مجلس محافظى الوكالة عن الإجراءات العملية لتنفيذ الضمانات فى إيران، الذى بموجبه ستستأنف إيران والوكالة الآن تعاونهما بطريقة شاملة تتسم بالاحترام.
أضاف "جروسي" أن الوثيقة التى تم توقيعها "توفر فهما واضحا لإجراءات التفتيش والإخطارات والتنفيذ، بما يتماشى تماما مع الأحكام ذات الصلة من اتفاقية الضمانات الشاملة".
وأوضح أن هذا الأمر يشمل جميع المرافق والمنشآت فى إيران، كما يتناول الإبلاغ المطلوب عن جميع المرافق التى تعرضت للهجوم، بما فى ذلك المواد النووية الموجودة فيها.
وأضاف "جروسي" قائلاً: "ستتم مراجعة مناهج الضمانات لكل منشأة على المستوى الفنى، بما يتماشى دائما مع حقوق والتزامات إيران والوكالة بموجب اتفاقية الضمانات فى سياق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتى لم تُعدّل نتيجة لهذه الخطوات العملية". ونبه إلى أنه قد تكون هناك صعوبات وقضايا تحتاج إلى حل. لكنه أضاف: "نعلم الآن أن لدينا العناصر والتفاهمات الأساسية للقيام بذلك".
وأعرب "جروسي" عن أمله فى أن يكون استئناف أنشطة الوكالة فى إيران "علامة طبية ومرجعا ومؤشرا على أن الاتفاقات والتفاهمات ممكنة، وألا شيء يغنى عن الحوار إذا أردنا حلولا دائمة للتحديات الدولية كهذه".

Trending Plus