تصل حرارته لـ 100 درجة.. أكبر نهر يغلى فى الأمازون مهدد بالاختفاء

فى أعماق غابات الأمازون البيروفية، يتدفق نهر فريد من نوعه يكاد يغلى بمياهه الساخنة التى تصل حرارتها إلى 99 درجة مئوية. إنه "نهر الهيرفيينتي" أو كما يسميه السكان المحليون "شاناى تيمبيشكا"، أى "المغلى بحرارة الشمس"، بالنسبة للعلماء، هو مختبر طبيعى لدراسة التغير المناخي والتنوع البيولوجى. أما بالنسبة لسكان المنطقة، فهو كائن حى يجب الدفاع عنه بكل الطرق.
وأشارت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية، إلى أن المنطقة تواجه تهديدات خطيرة من قطع الأشجار، والتوسع الزراعى غير المنظم، وحتى الاتجار غير القانونى بالأراضى، ورغم أن النهر يُعتبر ظاهرة طبيعية نادرة لا علاقة لها بالنشاط البركانى، إلا أنه بلا حماية رسمية من السلطات البيروفية، وحذر الجيولوجى أندريس روسو، من الوصول إلى "مرحلة اللاعودة" خلال ثلاث سنوات إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ووسط هذا المشهد القاتم، يحاول السكان المحليون، أن يصنعوا الأمل بطريقتهم. بعضهم حول أراضيه إلى أماكن للسياحة البيئية، بهدف حماية الغابة وتوعية الزوار. آخرون، مثل المرشد "هارى"، خاطروا بمواجهة مافيات الأراضى ليحافظوا على الأشجار من القطع الجائر، يقول هاري: "أنا لا أملك سوى هذا المكان، لم أقاتل لأدمّره، بل لأحميه من الذين يريدون تحويله إلى تجارة وأرباح".
ورغم الجهود الفردية، يشعر السكان بالعزلة فى معركتهم، فهم بلا دعم حكومى حقيقى، يعتمدون على تضامن الباحثين وبعض الناشطين الدوليين الذين يزورون المنطقة من حين لآخر، ومع ذلك، يبقى الأمل حاضرًا، فكل زيارة علمية، وكل مشروع تعليمى صغير يستلهم من النهر، يذكر هؤلاء السكان أن ما يقومون به ليس عبثا.
ونهر الهيرفيينتى ليس مجرد معلم طبيعى، بل هو قصة صراع بين الإنسان والطبيعة، بين الطمع والحماية، وإذا لم تتحرك السلطات سريعا، قد يتحول هذا المختبر الطبيعى إلى مجرد ذكرى، تاركا خلفه أشخاصًا ما زالوا يحلمون أن يسمع العالم صوت الأشجار التى يخاطبونها.

Trending Plus