لماذا نحتاج إلى الثقافة "26".. فى الحاجة لمشروعات تعاون ثقافية عربية

هيثم الحاج على
هيثم الحاج على
هيثم الحاج على

برز الخطاب المصري القوي، ومن ثم الخطابات العربية الداعمة لقطر ضد العدوان الذي وقع عليها خلال الأسبوع الماضي، خطابا مبنيا على أساس صلب، ليس مجرد خطاب دولة تدافع عن مصالحها السياسية المؤقتة في معرض دفاعها عن دولة جوار، لكنه ذلك الخطاب الذي يعيد إلى الأذهان التفكير في تلك الأرضية الثقافية المشتركة التي تقف عليها الدول العربية كلها، والتي ربما تناستها بعض الأنظمة في ظل التغيرات السياسية التي حدثت على مدار العقود السابقة.

ربما يجب علينا الآن أن نخرج الثقافة من ذلك الركن الذي وضعناها فيه بوصفها مجالا للتنافس، أو على أفضل الأحوال، حين التعامل معها بوصفها هامشا على متون أكثر أهمية، في الوقت التي تظل فيه الثقافة هي الأرض الصلبة التي تتضح عليها مناطق التقاطع الممكنة التي نستطيع عن طريقها بناء مصالح حقيقية ومستدامة، وهو ما حرصت القوى الإمبريالية أن تقنعنا بعكسه على مدار أكثر من قرن، ونحن – للدهشة الكبرى – قد تبعنا ذلك حتى صارت تلك القوة التي كان ينبغي أن نعززها منطقة ضعف واضحة، فحين تتعذر أنماط الوحدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، تبدو الثقافة مجالا ينبغي تقويته، فتسهل باقي المجالات تبعا له.

من هنا فإن اللحظة الآن هي الأكثر مناسبة لإعادة طرح سبل التعاون الثقافي بين الشعوب العربية، تلك السبل التي لم تنقطع إلا نادرا، حتى في أسوأ الظروف، لكنها تحتاج الآن إلى التوقف حيال ما يمكن دعمه وتعزيزه من مشروعات مشتركة حقيقية، لا تقف عند حد التسلية أو الترفيه، بل تتعدى ذلك إلى إعادة النظر في مشروعات ثقافية تستطيع أن تخلق للمتعاونين فرصا ومصالح أكثر وضوحا وتوازنا.

إن الحاجة إلى الثقافة تبدو الآن حاجة ملحة وأساسية، وكذلك فإن الحاجة إلى طرح مشروعات ثقافية تبدو أكثر وضوحا لتعزيز واستثمار لحظة التكاتف الراهنة، وربما تبدو مشروعات النشر المشترك والمتبادل، ومنصات النشر الرقمي، واتحاد معارض الكتب العربية، ومهرجانات السينما والمسرح والفنون الشعبية والتشكيلية ذات الطابع العربي، وغيرها من المشروعات الأخرى، التي يمكنها تخليق خريطة مشروعات وأنشطة ثقافية عربية تسهم في التقارب بين أجنحة الثقافة العربية، كل هذا يبدو الآن ضمن ضرورات اللحظة التي يجب أن تجعلنا نتأمل عوامل قوتنا ونسهم في زيادتها واستدامتها.

نحن نحتاج إلى الثقافة، لأنها الأساس الذي بدونه ستظل باقي المصالح والتعاونات مجرد أمور طارئة، ربما تتغير من وقت إلى آخر، ونحن نحتاج إلى الثقافة العربية مع احترام تنوعات أنماطها في كل قطر وشعب، ومع اعتبار تلك التنوعات عناصر قوة يجب استغلالها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الحكومة: إصدار تشريع خاص لحماية المطورين الجادين ومحاسبة غير الجادين

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

اتحاد الكرة يعلن انتهاء النزاع مع فيتوريا داخل المحكمة الرياضية الدولية

تجدد الخلافات بين شيرين عبد الوهاب وشقيقها والعودة إلى ساحات القضاء


وسائل إعلام: منفذو هجوم سيدنى تلقوا تدريبات عسكرية فى الفلبين

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

خناقة ستات في قلب برلمان المكسيك ونائبات يقطعن شعر بعضهن.. فيديو


الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

يوسف بلعمرى يرفض عرضاً من الوداد المغربى تمهيداً للانتقال إلى الأهلى

كل ما تريد معرفته عن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.. 7 بنود تغير شكل القطاع

التأمينات الاجتماعية تحدد موعد صرف معاشات يناير 2026.. اعرف اقرب منفذ ليك

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

البحر يفيض.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية برياح سرعتها 60 كم/ الساعة.. الأمواج ترتفع لـ3 أمتار.. النوة تستمر 5 أيام يصاحبها أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة.. ترفع حالة الطوارئ واستمرار تطهير الشنايش.. صور

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى