ماذا حدث فى الأسواق العالمية قبل اجتماع البنك الفيدرالى الأمريكى؟.. الذهب يحافظ على قمته التاريخية فوق 4640 دولارا.. تراجع عائدات السندات تدعم صعود الملاذ الآمن.. وزيادة التوقعات بتراجع الفائدة 25 نقطة

قبل ساعات من حسم الفائدة الأمريكية فى الاجتماع المرتقب يوم 17 سبتمبر الجارى، شهدت الأسواق اضطرابات محدودة مع انخفاض الطلب على السندات الأمريكية مما ساهم فى زيادة جاذبية الذهب ليواصل تسجيل مستويات تاريخية.

واستقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها القياسية مع بداية تداولات الأسبوع، وذلك بعد أن سجلت مكاسب للأسبوع الرابع على التوالى، مدعومةً بتوقعات متزايدة بخفض البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى أسعار الفائدة فى وقت لاحق من هذا الأسبوع.

استقرت تداولات سعر أونصة الذهب العالمى خلال تداولات اليوم الاثنين حول المستوى 3644 دولارا للأونصة وهو سعر افتتح جلسة اليوم، ليسجل الذهب أعلى مستوى عند 3646 دولارا للأونصة وأدنى مستوى عند 3626 دولارا للأونصة، وفق التحليل الفنى لجولد بيليون.

وكان الذهب قد شهد ارتفاع خلال الأسبوع الماضى بنسبة 1.5% محققًا رابع ارتفاع أسبوعى له، وقد ارتفع الذهب بنسبة تقارب 40% حتى الآن هذا العام وسط تزايد الطلب على الملاذ الآمن نتيجةً لسياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية، والتوقعات الأخيرة بخفض البنك الفيدرالى الأمريكى لأسعار الفائدة.

سيبدأ البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى اجتماعه يوم الثلاثاء ليصدر القرار المحتمل بخفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء. ويضع المتداولون الآن احتمالًا يتجاوز 96% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع بعض الاحتمالات الضعيفة بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.

شهد الذهب استقرار خلال تداولات اليوم فى ظل ترقب الأسواق لاجتماع البنك الفيدرالى الأمريكى، كما أن عمليات جنى الأرباح واستقرار مستويات الدولار الأمريكى منعت الذهب من الارتفاع بشكل واضح.

هذا ولا تزال توقعات الصعود للذهب قائمة، ومع ذلك فإن فترة من الاستقرار أو تراجع طفيف سيكون أمر إيجابى يدعم استمرار ارتفاع المعدن النفيس وتحقيق أهداف سعرية أعلى مستقبلًا.

وجاءت بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس أعلى بقليل من التوقعات يوم الخميس الماضى، لكن المستثمرين يتوقعون ألا يؤثر هذا على قرار البنك الاحتياطى الفيدرالى بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء القادم.

ازدادت ثقة الأسواق أيضًا أن البنك سيبدأ بتخفيف السياسة النقدية بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة لقطاع الوظائف مؤشرات تباطؤ سوق العمل. حيث جاءت بيانات التوظيف لشهر أغسطس ضعيفة ولم تسجل سوى 22 ألف وظيفة جديدة مما دفع معدل البطالة إلى الارتفاع بنسبة 4.3%.

من جهة أخرى يكمن الخطر على الذهب هذا الأسبوع فى أن البنك الاحتياطى الفيدرالى قد لا يكون واضحًا تمامًا فى تحديد موعد تخفيضات أسعار الفائدة القادمة، وهو ما قد يحد من مكاسب الذهب العالمى أو يدفعه إلى التصحيح السلبى على حسب مدى وضوح تصريحات رئيس البنك الفيدرالى جيروم باول.

الجدير بالذكر أن اجتماع البنك الاحتياطى الفيدرالى يأتى فى ظل تحديات بما فى ذلك نزاع قانونى حول قيادته وجهود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لممارسة مزيد من السيطرة على سياسة أسعار الفائدة والدور الأوسع للبنك المركزى.

كما أشارت مؤسسة جولدمان ساكس فى مذكرة أن المخاطر تتزايد فيما يتعلق بتوقعاتهم لوصول الذهب لسعر 4000 دولار للأونصة فى منتصف عام 2026، وذلك لأن مراكز الشراء تميل إلى العودة إلى المتوسط.