أحمد التايب يكتب: مصر السند والقائد.. التضامن مع قطر فى قمة الدوحة يعكس دورها التاريخى عبر العصور.. وكلمة الرئيس السيسى تؤكد أن القاهرة درع الأشقاء..والإساءة للرموز العربية أسلوب رخيص في إطار حرب نفسية للاحتلال

لم يكن توصيف مصر بأنها أم الدنيا شعاراً عاطفياً، بل هو حقيقة تجسدت عبر التاريخ في أدوارها المحورية ومواقفها المصيرية تجاه قضايا الأمة العربية والإقليم، وهو ما تجسد في كلمة الرئيس السيسى في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، حيث وجه عدة رسائل مهمة وحاسمة تؤكد الموقف المصرى الواضح من التضامن مع قطر، فضلا عن مخاطبة الشعب الداخل الإسرائيلى، وكذلك الحديث عن آلية عربية وإسلامية مشتركة، للتعاون والدفاع ولتحقيق الاستقرار في المنطقة كلها، وهو ما حدث حينما تعرّضت بعض الدول العربية لاعتداءات، فلم تتأخر مصر في إعلان أن أي مساس بها هو مساس بمصر نفسها.
مصر سند الأشقاء عبر العصور
وما فعلته وتفعله مصر من دعم الأشقاء، ليس محل صُدفة، وإنما دعم عبر العصور، فمصر دائما مركز الثقل السياسي والعسكري والثقافي، لامتلاكها القدرة على توحيد الصف العربي والإقليمي في مواجهة أي عدوان أو تهديد خارجي، وشعارها أمن المنطقة جزء لا يتجزأ من أمن مصر، وهو ما ظهر بوضوح بعد التعدى على قطر حيث اعتبرته تعدٍ على الأمن القومي العربي.
الإساءة للرموز ضمن استراتيجية الاحتلال
وما يجب الانتباه إليه، أن هناك حرب نفسية من قبل الاحتلال بهدف تشويه والإساءة للرموز العربية، وذلك لتحقيق أغراض خبيثة، تخدم أهدافهم التوسعية، وهو ما ظهر جليا بعد مشاهد الاصطفاف العربى والإسلامى فى قمة الدوحة، وكذلك الحديث عن رؤية عربية وإسلامية مشتركة لتحقيق التعاون، الأمر الذى يزعج إسرائيل دائما، لأن ببساطة إسرائيل وفقا لاستراتيجاتها ترفض إقامة أو تدشين أى تحالف فى المنطقة..
البيان الختامى بين الحاضر والمستقبل
أما الحديث عن البيان الختامي للقمة يبقى التساؤل، هل فعلا أحدثت هذه القمة فارقا في الحضور العربى والإسلامى في مواجهة الاحتلال وغطرسته، وبالتالي ونحن نتحدث عن البيان على الجميع أن ينتبه إلى أنه ينبغى أن تكون على رأس الأولويات المطلوبة فى العمل العربى المشترك خاصة بعد 2011 تنقية الأجواء العربية أولا، لأن إشكالية العرب تكمن في أن هناك تباينا واضحا في المواقف بشأن بعض الملفات، خاصة أثناء التنفيذ العملى، بعيدا عن مسار الدبلوماسية والخطابات السياسية، والدبلوماسية، لذلك، أقول إنه حال النجاح في تحقيق هذه التنقية، سيكون الطريق مفتوحا بقوة للحضور الفاعل للقادة، فليس حضورا بروتوكوليا، أو بيانات معروفة ومعلومة مسبقة، بل ومكررة.
وبالتالي، من المهم النظر والعمل على وجه السرعة في معالجة أية خلافات أو حالات للاحتقان فى العلاقات بين بعض الدول العربية، خاصة التي تتقاطع في كثير من الملفات، ويكون حتى نموذج الاتحاد الأوروبى مثال لهذه المعالجة، بحيث مهما يحدث من خلافات ثنائية أو جماعية لا تؤثر بأى حال على انتظام الاجتماعات على جميع المستويات وعدم تخلف أى من الزعماء عن أى اجتماع للقمة ولا تؤثر على المواقف القومية، فلا تعزز صراعا من أجل مصلحة خاصة، ولا تدعم ميلشيا بعيدا عن الدولة الوطنية..!!
وعطفا على ما سبق، نقول، إنه قد تأتى مخرجات قمة الدوحة كخطوة شكلية في الاتجاه الصحيح، لكنها تبقى قاصرة ومحدودة التأثير طالما لم ترتكز على آليات تنفيذ فعلية، ولم تُدعم بإرادة سياسية عربية صلبة تضع خطوطًا حمراء أمام الاحتلال وخططه التصفوية، وبدون ذلك، سنبقى ندور في حلقة مفرغة من البيانات الختامية التي لا توقف عدوانًا ولا تحمي شعبًا ولا تعيد إعمارًا.
مصر ركيزة الاستقرار العربي والإقليمي
وأخيرا، تبقى مصر ركيزة الاستقرار العربي والإقليمي، ومن موقفها تجاه قطر إلى دورها التاريخي في القضية الفلسطينية، أثبتت أنها تتحرك بميزان الحكمة والمسؤولية، رافضةً العدوان ومتمسكة بالثوابت، لذا سيشهد التاريخ أن مصر لم تحمِ نفسها فقط، بل كانت على الدوام السند والدرع لأشقائها.

القمة العربية
قمة قطر
قطر
القمة العربية بالدوحة
موعد القمة العربية 2025
موعد القمة العربية الطارئة
موعد القمة العربية القادمة
مؤتمر القمة العربية
القمة العربية الاسلامية
القمة العربية قطر
القمة العربية الدوحة
القمة العربية في الدوحة
القمة العربية في قطر
القمة العربية الاسلامية قطر
اجتماع القمة العربية
Trending Plus