إسبانيا تقود حملة المقاطعة ضد إسرائيل بانسحابها من يوروفيجن 2026 وتدعو لاستبعادها رياضيًا.. دول أوروبا تكثف الضغوط على تل أبيب.. إيطاليا تدين المجازر الإسرائيلية وتصفها بغير المبررة.. وأيرلندا تطالب بفرض عقوبات

فى ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا، تتحول إسبانيا إلى رأس حربة أوروبية في مواجهة تل أبيب، من خلال خطوات غير مسبوقة شملت الانسحاب من مسابقة "يوروفيجن" والدعوة لعزل إسرائيل رياضيًا. وبينما تتصاعد الإدانات من روما وباريس وبرلين، وتدعو أيرلندا لفرض عقوبات، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام اختبار صعب لتوحيد مواقفه حيال حرب تُهدد استقرار المنطقة وتكشف عمق الانقسام داخل القارة العجوز.
وأعلن مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية إنسحاب إسبانيا من مسابقة الأغنية يوروفيجن 2026 المقرر عقدها في فيينا، احتجاجًا على استمرار مشاركة إسرائيل رغم الاتهامات الدولية المتصاعدة بارتكاب جرائم حرب في غزة.
ووفقا لقناة ار تى فى الإسبانية فقد جاء القرار بأغلبية عشرة أصوات مقابل أربعة، ليجعل من إسبانيا أول دولة من دول "البيغ فايف" الكبرى التي تقاطع المسابقة، ما يشكل ضربة قوية للاتحاد الأوروبي للإذاعة (UER) الذي يواجه ضغوطًا متزايدة لاستبعاد إسرائيل من الفعالية.
وبهذا الموقف، تنضم مدريد إلى دول مثل أيرلندا، سلوفينيا، آيسلندا وهولندا، التي أعلنت جميعها أنها لن تقبل المشاركة بجانب إسرائيل.
ورحبت القوى اليسارية الإسبانية بالخطوة، إذ أكدت نائبة رئيس الحكومة يولاندا دياز أن "إسبانيا تقف في الجانب الصحيح من التاريخ"، بينما اعتبرت أحزاب أخرى أن المقاطعة يجب أن تمتد لتشمل جميع الفعاليات الثقافية والرياضية التي تشارك فيها إسرائيل.
كما أثار القرار أيضًا نقاشًا واسعًا داخل إسبانيا، حيث شدد مؤيدوه على أنه رسالة سياسية وأخلاقية واضحة ضد "تبييض صورة الاحتلال" من خلال الفعاليات الفنية، فيما رأت أصوات أخرى أنه يمثل استخدامًا انتخابيًا للقضية.
وبينما يستعد الاتحاد الأوروبي للإذاعة لاتخاذ قراره النهائي بشأن مشاركة إسرائيل في ديسمبر المقبل، يضع الموقف الإسباني ثقلًا إضافيًا على كفة الدعوات الأوروبية والعالمية لمحاسبة تل أبيب ووقف مجازرها في غزة، حيث دعا أيضا رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من جميع المنافسات الرياضية الدولية، ما لم توقف ما وصفه بـ الهمجية ضد الفلسطينين فى غزة، مشبها الوضع بالقرار الذى تم اتخاذه ضد روسيا بعد حرب أوكرانيا.
ووفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية فإن تصريحات سانشيز جاءت عقب فوضى شهدتها المرحلة الأخيرة من سباق إسبانيا للدراجات، بعدما اقتحم متظاهرون مؤيدون لفلسطين مضمار السباق في مدريد احتجاجًا على مشاركة فريق إسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات مع الشرطة وإصابة 22 شخصًا واعتقال اثنين.
وقال سانشيز أمام أعضاء حزبه: "لماذا عوقبت روسيا بعد أوكرانيا، بينما يُسمح لإسرائيل بمواصلة مشاركاتها رغم ما يجري في غزة؟ على الاتحادات الرياضية أن تراجع موقفها الأخلاقي".
وتنضم إيطاليا إلى إسبانيا فى الهجوم على إسرائيل، حيث أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجانى، معارضة بلاده للعملية العسكرية الإسرائيلية، معتبرًا أنها "تهدد المدنيين ولا يمكن تبريرها كدفاع عن النفس".
وقال تاجانى فى تصريحات نقلتها وكالة أنسا الإيطالية: "نحن بحاجة إلى تسريع الجهود لوقف إطلاق النار، مع الإفراج غير المشروط عن الرهائن ووقف الهجمات، لقد شهدنا بالفعل مجازر دامية في غزة خلال الأشهر الأخيرة، وندرك أن الأمر لن يكون سهلا"، في إشارة إلى القلق الإيطالي من استمرار نزيف الضحايا.
وجاء الموقف الإيطالي مع أصوات أوروبية أخرى، مثل فرنسا التى تبنت خطابًا أكثر دبلوماسية، إذ شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على إدانة استهداف المدنيين، مؤكدًا أن بلاده تدعم وقفًا فوريًا لإطلاق النار، لكن مع الحفاظ على ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الأمن"، واعتبر ماكرون أن الحل يجب أن يكون سياسيًا يقوم على "حل الدولتين"، في محاولة للجمع بين التوازنات الداخلية الفرنسية والتزاماتها الأوروبية.
كما اتخذت أيرلندا لهجة أكثر تشددًا، إذ وصفت الحكومة الأيرلندية الهجوم الإسرائيلي بأنه "عقاب جماعي"، وطالبت بفرض عقوبات أوروبية على إسرائيل إذا لم توقف هجومها، في انسجام مع سجلها التاريخي المؤيد للقضية الفلسطينية.
أما على مستوى الاتحاد الأوروبي، فقد جدد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، دعوته إلى وقف إطلاق النار، محذرًا من أن استمرار القصف الإسرائيلي يهدد استقرار المنطقة بأسرها ويعمّق الكارثة الإنسانية في غزة.
وأشار بوريل إلى أن الاتحاد يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة للتحرك بفعالية أكبر، سواء عبر العقوبات أو عبر مبادرات دبلوماسية.

Trending Plus