إعلام إسبانيا يحتفى بزيارة الملك فيليبى والملكة ليتيثيا لمصر: تعكس عمق الروابط التاريخية ورغبة البلدين فى تعزيز العلاقات.. ملكة إسبانيا تختار البساطة.. والعائلة المالكة تشهد افتتاح المتحف المصرى نوفمبر المقبل

حظيت زيارة العاهل الإسبانى الملك فيليبى السادس والملكة ليتيثيا إلى مصر باهتمام واسع فى الإعلام الإسبانى، الذى وصفها بخطوة محورية لتعميق العلاقات الثنائية وفتح آفاق تعاون أكبر فى مجالات الاقتصاد، الثقافة والسياسة، فى توقيت دبلوماسى حساس يشهد أزمات متصاعدة بالشرق الأوسط.
ويبدأ الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا بأول زيارة دولة لهما في 2025، اليوم الثلاثاء وتستمر 4 أيام ، وتأتى أهمية الزيارة مع مشاريع التعاون في النقل والطاقة موقعًا محوريًا في المحادثات الثنائية.
وتعكس الزيارة رغبة الطرفين في دفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أكثر عمقًا، مع فتح آفاق أمام الشركات الإسبانية للاستثمار في البنية التحتية والطاقة المتجددة بمصر، في وقت ترى فيه مدريد أن القاهرة تمثل شريكًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسبما قالت صحيفة الباييس الإسبانية.
ويقوم الملك الخميس بافتتاح المنتدى الاقتصادى المصرى – الإسبانى فى القاهرة الذى يهدف إلى تعزيز الاستثمارات والتعاون المشترك بين الشركات بين الدولتين، حسبما أكدت صحيفة سيربى ميديا الإسبانية.
وجاءت في توقيت دبلوماسي حاسم، خاصة في ظل الدور المصري المحوري في جهود التهدئة في غزة، ودعم مدريد لمبادرات القاهرة في تعزيز الاستقرار الإقليمي، كما سلطت الضوء على التعاون المتزايد بين البلدين في مجالات السياحة، التبادل الثقافي، والطاقة المتجددة، إلى جانب استثمارات إسبانية متنامية في مصر.
وتجسد الزيارة حرص البلدين على تعزيز شراكتهما الأورومتوسطية، بما يشمل ملفات الهجرة والطاقة والزراعة، ويؤكد على مكانة مصر كقوة إقليمية محورية في المنطقة. إنها خطوة تؤكد أن العلاقات بين القاهرة ومدريد تجاوزت مرحلة التعاون التقليدي لتصبح شراكة استراتيجية قائمة على تنسيق سياسي واسع ورؤية مشتركة لدعم الاستقرار والازدهار الإقليمي.
ويرى مراقبون أن زيارة ملك إسبانيا لمصر تؤكد التزام البلدين بـ تعزيز العلاقات الثنائية ، بتعميق التعاون في ملفات حيوية مثل الطاقة المتجددة، الاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز دور القاهرة كمحور للاستقرار الإقليمي، إلى جانب توسيع آفاق التعاون السياحي والثقافي.
ووصفت صحيفة الدياريو بأنها خطوة إضافة فى تعزيز العلاقات الثنائية بين إسبانيا ومصر ، لاسيما فى ظل الأزمة المتصاعدة فى الشرق الأوسط، مؤكدة أن مصر تلعب دور وساطة مهم بين إسرائيل وفلسطين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تأتى فى تصريحات سياسية قوية من الحكومة الإسبانية تجاه إسرائيل، وإن الزياة ترسل رسالة دبلوماسية بأن إسبانيا لا تتجاهل الصراع فى غزة بل تسعى للمشاركة فى الجهود الدبلوماسية.
أما صحيفة لابانجورديا الإسبانية فقالت إن زيارة ملك إسبانيا لمصر تبرز الجديد والقديم فى العلاقات، من الزيارات الأثرية والثقافية فى الأقصر تعكس عنصرا رمزيا فى استعادة الأهمية التاريخية والثقافة للعلاقات بين البلدين ، ليس فقط السياسى والاقتصادى أيضا.
من جانبها، ربطت بعض وسائل الإعلام الإسبانية بين هذه الزيارة والتوتر الحاد مع تل أبيب، معتبرة أن وجود الملك في بلد لعب دورًا رئيسيًا في ملف غزة يبعث برسالة سياسية مزدوجة: تعزيز الحضور الإسباني في الشرق الأوسط، والتأكيد على أن العلاقات مع الدول العربية جزء من أولويات مدريد الاستراتيجية.
ملكة إسبانيا لا ترتدى تاجها احتراما للطابع الجمهورى للبلاد
قررت ملكة إسبانيا ، الملكة ليتيثيا ، عدم ارتداء تاجها خلال زيارتها إلى مصر، وذلك احترامًا للطابع الجمهوري للبلاد، وبدلًا من ذلك، ستظهر ملكة إسبانيا بإطلالات بسيطة وأنيقة تراعي الثقافة المحلية، مع إبراز لمسات من الموضة الإسبانية لدعم التصميم الوطنى.
وأشارت صحيفة إنفوباى إلى أن الزيارة التي يقوم بها الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار ما وصفه وزير الخارجية الإسباني بأنها "فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين"، وتشمل أجندة الزيارة لقاء الجالية الإسبانية في القاهرة، والمشاركة في مراسم تكريم عند نصب الجندي المجهول، ثم الاستقبال الرسمي في قصر الاتحادية يتخلله غداء دولة بدلًا من مأدبة العشاء التقليدية.
وفي الجانب الاقتصادي، سيشارك الملك في افتتاح المنتدى المصرى-الإسبانى لتعزيز التعاون الاستثماري.
كما يُرتقب أن تعود العائلة المالكة إلى مصر في نوفمبر المقبل للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُتوقع أن يصبح مركزًا عالميًا للآثار ورمزًا لمصر الحديثة.
العلاقات المصرية – الإسبانية
وترتبط القاهرة ومدريد بعلاقات تاريخية تعود إلى عقود طويلة، شهدت خلالها تطورًا ملحوظًا خاصة في المجالات الاقتصادية. وتُعد إسبانيا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 3 مليارات يورو سنويًا، كما تسهم الشركات الإسبانية في مشاريع كبرى داخل مصر، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والبنية التحتية.
وعلى الصعيد الثقافي، تتعاون المؤسستان الثقافيتان في البلدين على تنظيم فعاليات مشتركة للتعريف بالحضارتين المصرية والإيبيرية، إضافة إلى تزايد أعداد السياح الإسبان الذين يزورون مصر سنويًا. أما سياسيًا، فتتقاطع رؤى البلدين في دعم استقرار منطقة المتوسط، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات.

Trending Plus