زيارة الملك فيليبي السادس لمصر تتصدر الصحف الإسبانية.. الدياريو: القاهرة شريك استراتيجي وحائط صد في أزمة غزة.. لابانجورديا: الزيارة تعزز الشراكة المصرية الإسبانية.. و"ABC" تبرز العلاقات التاريخية بين البلدين

سلطت الصحف الإسبانية الضوء على الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك فيليبي السادس والملكة ليتسيا إلى مصر، الثلاثاء مشيرة إلى أنها تأتي في ظرف إقليمي حساس يتزامن مع تصاعد التوتر بين حكومة بيدرو سانشيز وإسرائيل بسبب الحرب في غزة، وأبرزت الصحف العلاقات التاريخية بين مصر وإسبانيا.
وأكدت الصحف الإسبانية أن الزيارة جاءت في توقيت دبلوماسي حاسم، خاصة في ظل الدور المصري المحوري في جهود التهدئة في غزة، ودعم مدريد لمبادرات القاهرة في تعزيز الاستقرار الإقليمي، كما سلطت الضوء على التعاون المتزايد بين البلدين في مجالات السياحة، التبادل الثقافي، والطاقة المتجددة، إلى جانب استثمارات إسبانية متنامية في مصر.
تجسد الزيارة حرص البلدين على تعزيز شراكتهما الأورومتوسطية، بما يشمل ملفات الهجرة والطاقة والزراعة، ويؤكد على مكانة مصر كقوة إقليمية محورية في المنطقة. إنها خطوة تؤكد أن العلاقات بين القاهرة ومدريد تجاوزت مرحلة التعاون التقليدي لتصبح شراكة استراتيجية قائمة على تنسيق سياسي واسع ورؤية مشتركة لدعم الاستقرار والازدهار الإقليمي.
ووصفت صحيفة الدياريو بأنها خطوة إضافة فى تعزيز العلاقات الثنائية بين إسبانيا ومصر ، لاسيما فى ظل الأزمة المتصاعدة فى الشرق الأوسط، مؤكدة أن مصر تلعب دور وساطة مهم بين إسرائيل وفلسطين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تأتى فى تصريحات سياسية قوية من الحكومة الإسبانية تجاه إسرائيل، وإن الزياة ترسل رسالة دبلوماسية بأن إسبانيا لا تتجاهل الصراع فى غزة بل تسعى للمشاركة فى الجهود الدبلوماسية.
الصحف الإسبانية
أما صحيفة لابانجورديا الإسبانية فقالت إن زيارة ملك إسبانيا لمصر تبرز الجديد والقديم فى العلاقات، من الزيارات الأثرية والثقافية فى الأقصر تعكس عنصرا رمزيا فى استعادة الأهمية التاريخية والثقافة للعلاقات بين البلدين ، ليس فقط السياسى والاقتصادى أيضا.
وقالت الصحيفة إن الزيارة تعكس رغبة إسبانيا فى إعادة إحياء دورها على الساحة الدولية والشرق الأوسط، وإظهار التزامها السياسي في القضايا الإقليمية.
وأوضحت الصحف أن برنامج الزيارة يمتد 4 أيام ، يبدأ فى القاهرة بلقاء الجالية الإسبانية واستقبال رسمى من الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ثم المشاركة فى المنتدى الاقتصادى الإسبانى – المصرى ، قبل أن يختتم المكان رحلتهما بزيارة المواقع الاثرية فى الأقصر ، بما فى ذلك مشروعات يقودها باحثون إسبان منذ ربع قرن.
وأكدت الصحف أن هذه الزيارة لا تقتصر على بعدها البروتوكولي، بل تحمل رسائل دبلوماسية واضحة، حيث تسعى مدريد لتعزيز علاقاتها مع القاهرة، التي تُعد طرفًا محوريًا في جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أبرزت اللقاء المرتقب بين الملك فيليبي السادس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بوصفه خطوة تعكس دعم إسبانيا للتعاون مع العالم العربي.
من جانبها، ربطت بعض وسائل الإعلام الإسبانية بين هذه الزيارة والتوتر الحاد مع تل أبيب، معتبرة أن وجود الملك في بلد لعب دورًا رئيسيًا في ملف غزة يبعث برسالة سياسية مزدوجة: تعزيز الحضور الإسباني في الشرق الأوسط، والتأكيد على أن العلاقات مع الدول العربية جزء من أولويات مدريد الاستراتيجية.
الصحف الاسبانية
أما صحيفة كتالونيا بريس فاعتبرت أن الهدف الأساسى للزيارة هو تعزيز التحالفات السياسية والاقتصادية والثقافية، فى حين ذكرت صحيفة إيه بى سى أن العلاقات الثنائية بين القاهرة ومدريد ارتقت مؤخرا إلى شراكة استيراتيجية وذلك بعد توقيع مذكرة تفاقهم خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى مدريد مطلع العام الجارى.
العلاقات المصرية – الإسبانية
وترتبط القاهرة ومدريد بعلاقات تاريخية تعود إلى عقود طويلة، شهدت خلالها تطورًا ملحوظًا خاصة في المجالات الاقتصادية. وتُعد إسبانيا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 3 مليارات يورو سنويًا، كما تسهم الشركات الإسبانية في مشاريع كبرى داخل مصر، خصوصًا في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والبنية التحتية.
وعلى الصعيد الثقافي، تتعاون المؤسستان الثقافيتان في البلدين على تنظيم فعاليات مشتركة للتعريف بالحضارتين المصرية والإيبيرية، إضافة إلى تزايد أعداد السياح الإسبان الذين يزورون مصر سنويًا. أما سياسيًا، فتتقاطع رؤى البلدين في دعم استقرار منطقة المتوسط، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات.
ويرى مراقبون أن زيارة ملك إسبانيا لمصر تؤكد التزام البلدين بتعميق التعاون في ملفات حيوية مثل الطاقة المتجددة، الاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز دور القاهرة كمحور للاستقرار الإقليمي، إلى جانب توسيع آفاق التعاون السياحي والثقافي.
بهذا، تعكس التغطية الإعلامية الإسبانية للزيارة إجماعًا على أن العلاقات المصرية الإسبانية تدخل مرحلة جديدة من الزخم، تجمع بين المصالح الاقتصادية والرهانات الدبلوماسية المشتركة في شرق المتوسط والشرق الأوسط.

Trending Plus