قطار تطوير الإعلام ينطلق.. وما يجب الانتباه إليه

لاشك أن تعزيز مفهوم الأمن القومى عند المواطن، يبدأ بالوعى والتثقيف، والإعلام، باعتبار ذلك ركائز حقيقية، لتنميته وحمايته وتحصينه، وكذلك لتقوية الجبهة الداخلية، والعمل على صلابتها في مواجهة الأخطار والتحديات وما أكثرها الآن، ومصر الآن وسط حزام من النار والأعين عليها باعتبارها الدرع الاستراتيجى ومركز الثقل العربى في الإقليم، والمنطقة.
لذلك أصبح تطوير الإعلام والصحافة ضرورة مهمة وحتمية في ظل هذه المتغيرات، وتلك المطالب، وهو ما أدركته القيادة السياسية والرئيس السيسى من خلال التوجيه لوضع خريطة تطوير للإعلام خلال الفترة المقبلة.
وما يتطلب من كافة الجهات والهيئات المعنية بالإعلام والوعى والثقافة، أن الكل يجب أن يكون "يد بيد وكتف بكتف"، للوصول إلى خريطة طريق تحقق التطوير المنشود والمطلوب، خاصة أن هناك اتفاقا على دعوة الرئيس السيسي لتطوير الإعلام، باعتبارها فرصة إيجابية يجب البناء عليها.
لذلك، من المهم أن يتم العمل على المواكبة، والتي تبدأ بإيجاد نموذج عمل مستدام يعتمد على مصادر إيرادات متنوعة للوسائط الرقمية ومنصات المحتوى الرقمى، مع بدء التطوير والمواكبة بمؤسسات الصحف القومية وماسبيرو، كونها ملكًا للشعب، ولسانا رسميا مسئولا، وتاريخا كبيرا يمثل ثقلا إعلاميا ضخما حال استغلاله وتوظيفه بما يتماشى مع مفردات الحاضر.
وبما أن التنسيق والتعاون شعار المرحلة، وسبب رئيسى فى أي نجاح، فبدونه تشتت الآراء وتختزل الأعمال، مهم العمل على إيجاد صيغة أو مظلة مشتركة تجمع كل الهيئات الإعلامية ونقابة الصحفيين، وخبراء الإعلام والصحافة وممثلى المحتوى الرقمى، للتوحد الآراء ويتم الاتفاق على آلية موحدة للتعامل والتعاطى والتفاوض مع شركات الإنترنت العملاقة، تدافع عن الحقوق وتعزز من الموارد.
فضلا، عن المواكبة التشريعية باعتبارها قوة للضبط، وقناة شرعية لتعزيز الاستقلالية المالية والتحريرية، وذلك للحفاظ على المكاسب ومواجهة متغيرات المهنة.
ثم، الانتباه إلى ضرورة تجديد الدماء في كل المؤسسات الإعلامية والصحفية، باعتبار الشباب أيقونة الحاضر والمستقبل والأكثر قدرة ومرونة على التفاعل مع متغيرات المهنة ومستجدات الحياة.
وأخيرا، ما نأمله حقا أن يصل قطار تطوير الإعلام إلى محطاته الأخيرة، وهو يحمل رخاءا للمهنة ولأصحابها، يعبر عن طموحاتهم ويلبى تطلعاتهم وينبئ بمستقبل مشرق، وأن لا ينتهى بها الحال إلى فشل المحاولات وتكرار المرات والمناورات..

Trending Plus